حذر الكاتب “الإسرائيلي” “افياد كلين برج” في مقال بصحيفة “معاريف” من النتائج السلبية التي قد تنتج عن خروج ترامب من السلطة بسب انحياز “إسرائيل” الشديد له ولأخطائه .
وقال الكاتب إن هناك العديد من العقاقير المسببة للإدمان، والسلطة هي أكثرها خطورة، وعندما نحصل على جرعة كبيرة منها، فإنها تجعلنا نفقد مسار وأيضاً التقييم الذاتي؛ عندما نفوز، نتوقف عن رؤية العديد من الأسباب التي أدت إلى الانتصار مثل الحظ، وضعف المنافس، وتعقيد الواقع، ويصبح الفوز سببه حكمتنا النقية، أو لأن الله معنا، أو لأن القواعد العادية توقفت لأجلنا.
وأضاف: “الهزيمة تجعلنا نبدي الاهتمام، نسأل الأسئلة، نريد تصحيح الأمور، الانتصار يجعلنا نشعر بأن الغد سيكون استمرارا للأمس، وأن ما فعلناه هو الكمال والدليل على ذلك أننا فزنا، وأنه ليس هناك حاجة للتجهز لسقوط للأمطار التي سوف تأتي بعد أيام مشمسة ، فالوقت في صالحنا”.
ويتابع الكاتب: “أنظر إلى الاحتفال الذي حدث في بعض الدوائر في إسرائيل بعد فوز دونالد ترامب وأتذكر خديعة التاريخ، وعملية التوازن الطبيعي التي تحدث، والمطر الذي يهطل بعد سطوع الشمس. الشعور الذي ينعكس من دوائر الاحتفال هذه هو أنه تمت إزالة السدود وأن كل الأمور التي تتطلب الحذر وضبط النفس في الماضي قد اختفت؛ فهناك واحد من بيننا يجلس في البيت الأبيض وهو تجسيد لأكبر أحلامنا- أعني، أحلام اليمين المتطرف في إسرائيل”.
ويؤكد الكاتب أن الحقائق البديلة – المصطلح الذي استخدمه المتحدث باسم البيت الأبيض عند مواجهته بزيف تأكيداته على أن الحضور في حفل تنصيب ترامب هو الأكبر على الإطلاق- هي المفضلة لدى دونالد ترامب وهي المفضلة أيضا لدى هؤلاء المتطرفين، ووفقاً لعالمهم فإنه ليس لدى “إسرائيل” مشاكل لوجستية ولا أخلاقية ولا جيوسياسية، وكل ما يتطلبه الأمر لحل مشاكل إسرائيل هو الشجاعة لإعلان أننا لا نبالي وأن القوة في أيدينا.
ويوضح الكاتب أن الرئيس الحالي يخلق الكثير من الرفض لسياساته بالنسبة للكثير من الشعب الأميركي والعالم ،يجسد ترامب لهم النقيض المتطرف لقيمهم ومصالحهم ،فالكاتب هنا لا يتحدث عن متطرفي اليسار في الولايات المتحدة ;إذ يشعر الحزب الجمهوري نفسه بعدم الارتياح أيضاً ، وهذا الشعور بعدم الارتياح سوف يزداد . إسرائيل تضع نفسها ضمن معسكر اليمين المتطرف ،إنها الداعم الأكثر وضوحاً للرئيس وأخطائه .
ويختم الكاتب بالقول: “على افتراض أن حقبة ترامب أعقبها رد فعل قوي من أولئك الذين تجاهلهم الرئيس الحالي تحت مسمى “الحقائق البديلة”، ماذا سيحدث إذاً، ستكون إسرائيل جزء من إرث ترامب؛ إرث إزدراء حقوق الإنسان، وسيرغب الجيل القادم في التخلي عنه، عندما ترهن كل أموالك على مقامر واحد، فإنك تربط مصيرك بمصيره”.