أثار فيلم “مولانا” المأخوذ عن رواية الكاتب الصحفى إبراهيم عيسى، مجددا الجدل لاسيما بعد أن منعت ثلاث دول عربية عرضة وهما الامارات والكويت ولبنان باعتباره إساءة لرموز الدين والتيارات الإسلامية، حيث يتناول الفيلم المذهبين السني والشيعي.
وفيلم “مولانا” مأخوذ عن رواية الكاتب الصحفى إبراهيم عيسى، سيناريو وإخراج مجدى أحمد على، ويشاركه فى بطولة الفيلم درة وأحمد مجدى وبيومى فؤاد ورمزى العدل ومجدى فكرى وريهام حجاج، ومن ضيوف شرف الفيلم فتحى عبد الوهاب وصبرى فواز وإيمان العاصى ولطفى لبيب وأحمد راتب.
وحقق فيلم (مولانا) إيرادات في دور السينما 7.3 مليون جنيه بعد ثلاثة أسابيع فقط من العرض.
قصة الفيلم
يتطرق الفيلم إلى عالم الدين الزائف، حيث يكشف كثيراً من تفاصيل وأسرار حياة الدعاة، المعروفين إعلاميا بشيوخ الفضائيات، من خلال شخصية الشيخ “حاتم الشناوي” الذي تأتي به الصدفة إلى إمامة كبار مسؤولي الدولة، بعد خطبة يلقيها بالمسجد في مناسبة رسمية، وتدريجيا يصبح حاتم من أشهر الدعاة. ثم تتوالى الأحداث في الفيلم، لتظهر علاقة “شيوخ الفضائيات”، بالجوانب السياسية في المجتمع، كما يتطرق إلى كيفية انقلاب حياة هذا الداعية بعد مقابلته إحدى الفتيات.
أسباب رقابية
ومن جانبه، أكد رئيس مجلس الادارة الرئيس التنفيذي للشركة العالمية لتوزيع الأفلام هشام الغانم منع فيلم مولانا من العرض في الكويت وذلك لاسباب رقابية بحتة لتعرض الفيلم للمذهبين السني والشيعي.
ويشير “الغانم” في تصريح للصحف، إلى ان الشركة العالمية لتوزيع الافلام بوصفها الموزع الخاص بالفيلم، تحترم قرارات الرقابة، وأوضح أن الامر ذاته حصل مع الرقابة في دولة الامارات العربية المتحدة التي منعت الفيلم، وتوقع الغانم ان يتم منع الفيلم في كل من البحرين وقطر وسلطنة عمان.
تعليق عمرو سعد
أعرب الفنان عمرو سعد، عن استيائه من بعض القرارات بوقفه فيلمه السينمائي الجديد “مولانا”، في بعض الدول العربية.
وأضاف “سعد”، خلال مكالمة هاتفية من خلال برنامج “هنا العاصمة”، الذي تقدمه الإعلامية لميس الحديدي، عبر فضائية CBC، “طول الوقت هفضل متسامح لأن زيه رسالتنا في الفيلم مهما كان مختلف لكن مش هبطل ادعو كل المختلفين معانا يشاهدوا الفيلم بقلوبنا”.
وتساءل”هما الأخوة في الدول العربية لماذا؟، وتابع “الفيلم بيقول ان الدين الاسلامي رحمة وأننا توهنا في الطريق يبقي أخطأ في الفيلم اللي مشافش بطل الفيلم بيقف في الكنيسة بيدافع عن الإسلام بزيه الأزهري هل الفيلم نوقفه ونسيب إن السوبر هيرو يكون سوبر مان يبقي غلطتا وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان”.
واختتم قائلًا: “وانا بشتغل علي الفيلم ده كنت بشتغل من قلبي ولحبي لديني ولوطني الاسلام رحمة والإحساس بالمسئولية والعطاء، والحاجات اللي اتربينا عليها الاسلام اللي بيحصل في حقه جريمة حقيقية يبقي جزاء ده المنع وأحيي الرقابة المصرية علي طرحه في مصر”.
وفي وقت سابق كتب الفنان عمرو سعد، عبر صفحته الشخصية بموقع التواصل الإجتماعي “فيسبوك”: “متفائل بيكم مهما كانت الظروف …..ناس كتييير بتحارب فيلمي وبتحاول توقف عرضه بس انا علي قد ما أخلصت النيه لله في رسالة الفيلم واثق انها هتوصل باْذن الله”.
ابراهيم عيسى يندهش
وتهكم الكاتب الصحفي إبراهيم عيسى، من قرار الكويت ولبنان والإمارات، بمنع عرض فيلم «مولانا»، قائلا: «يا جماعة ده فيلم، طب ردوا عليه بفيلم آخر»، موضحا: إن الشعب المصري منحاز لـ”عمامة” الأزهر وهذا الفن بقوة، على عكس غيره من الآخرين.
ولفت، في مداخلة هاتفية لبرنامج «هنا العاصمة»، المذاع على فضائية «cbc»: إن الفن أقوى مما نتصور، والفن يفزع الإرهابيين.
وتابع: إن الأعمال الدرامية هي المحور الرئيسي للنهوض بالأمة العربية، ويجب دعوة الجمهور الكويتي لمشاهدة الفيلم في دور العرض المصرية. لافتا إلى أن: السلفيين لن يتوقفوا عن مواجهة الفيلم، ويسعون لتوسيع حملة مصادرة الفيلم.
وأضاف: “مَن كان ذا الميول الشيعية المستهزئ بآيات القرآن سيكون هو الذي مِن حقه أن يمثـِّل الإسلام، وإن الخطة مفضوحة لكل ذي عينين في هدم الدين؛ خصوصًا أن الهجوم على “الأزهر” المؤسسة الرسمية التي نص الدستور على مرجعيتها يأخذ حظـًّا هائلاً في هذا الهجوم، نسأل الله أن يرد كيدهم في نحورهم، ويجب على الجميع التكاتف والتعاون؛ لصد هذه الهجمات على الإسلام”.
ويقول الدكتور سامى الشريف، رئيس اتحاد الإذاعة والتلفزيون الأسبق، وعميد كلية الإعلام بالجامعة الحديثة، شاهدت فيلم “مولانا” على فلاشة ووجدته ضعيفًا ويتجرأ على الأزهر.
ويضيف، في تصريحات صحافية “إن الهدف الأساسى من هجوم البعض على الأزهر الشريف، هو سحب الزعامة الدينية من مصر، وذلك بالاتحاد مع قوى خارجية”.
مطالبات بمنعه في مصر
تقدم أحد أساتذة جامعة الأزهر، بمذكرة لشيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، يطالب فيها بالتصدي لفيلم “مولانا” الذي انتهى المخرج مجدي أحمد علي من تصويره، ووقف عرضه، وهو الفيلم المأخوذ عن رواية بنفس الاسم للكاتب إبراهيم عيسى.
وجاء في تقرير للدكتور علي محمد الأزهري، المدرس بجامعة الأزهر، أعده عن رواية “مولانا” إن المؤلف يحاول تشويه “الزي الأزهري” ورجاله بشكل متعمد، ووصف الرواية بأنها “عمل خبيث” يحارب الدين، ويتعمد وصم الأزهر بكل ما لا يليق.
واستشهد الدكتور الأزهري في التقرير ببعض فقرات من الرواية، قال إنها تحاول تشويه مؤسسة الأزهر، وتصور الجامعة على أنها جامعة أمنية يعمل أساتذتها لصالح الأمن، كما يستهين العمل –كما جاء في التقرير- بطلاب الصعيد ويصفهم بالوضاعة والفقر، إلى جانب إظهاره لرجال الدين بأن لديهم نهم في الأكل والإقبال على ملذات الحياة.
حافظ على هيبة الزى الأزهرى
وعلى النقيض، أشاد الداعية الاسلامي خالد الجندى، بالفيلم قائلاً: هذا ما كنت أبحث عنه وأنادى به وهو تأكيد احترام الدراما للعالم الأزهرى، والحفاظ على هيبة الزى الأزهرى داخل الأعمال الفنيّة مع وقار المضمون، فكم كانت شخصية الشيخ رائعةٌ بحق، لقد رأيت شيخاً متمكّناً خفيف الظل سريع البديهة ظريف الألفاظ.
أما عن إيجابيات الفيلم فيرى “الجندي” أنها كثيرة يذكر منها، تأكيده سماحة الإسلام وقبول الآخر، تأكيده أن (الرّق) نظام اجتماعى كان موجوداً فى كل الديانات السماوية قبل أن تتخلص منه الحضارة الإنسانية، وتأكيده عدم انتصار الدين بانضمام أفراد جدد، وكذلك أن معظم حالات الردة ما هى إلا حالات نفسية، وأن الفتنة الطائفية ما هى إلا مؤامرة ضد الجميع فى مصر، وتأكيده قدرة البعض على فبركة اللقطات المسيئة للعلماء الذين يُراد إسكاتهم.
وأضاف: “دعونا ننتهز فرصة هذا العمل الفنى البارع لتأكيد أن قضية تجديد الخطاب الدينى ليست مهمة الأزهر وحده، بل هى مسئولية قومية ووطنية ملقاة على عاتق كل أفراد المجتمع بالطرح الجاد والتناول الوقور والسليم لهذا الملف الخطير، وقد خرجت من الفيلم أشد سعادة من غيرى بأننى أنتمى لهذه المؤسسة المباركة “الأزهر الشريف”.