في بداية العلاقة بين السيسي ورجل الأعمال نجيب ساويرس؛ تبرع الأخير بمبلغ 2.5 مليار جنيه لصالح صندوق تحيا مصر الذي أعلن عنه السيسي، إلا أن ذلك لم يمنعه من الوقوع تحت المساءلة القانونية بعد شهور بقضية ضرائب كبرى كبدت آل ساويرس 7.2 مليار جنيه، ليبدأ ساويرس رحلة رد الصفعة بجذب رجال أعمال مصريين وعرب من السوق المصري إلى الخارج.
ورغم الخسائر التي تعرض لها المستثمرون، إلا أن عائلة ساويرس استطاعت أن تحقق أرباح كبيرة هذا العام بعد أن نجح ساويرس في التخلص من استثماراته في مصر، ونقلها إلى أوروبا والإمارات.
وفي تصريحات أخيرة له؛ قال ساويرس أن أزمة البيروقراطية والتقلبات السياسية فى مصر تحول دون قيامه بضخ استثمارات متنوعة في مشاريع جديدة في البلاد، “في ظل وجود الأيادي المرتعشة والتى لا تتجرأ على أخذ القرارات بشكل واضح دون الخوف من المساءلة”.
مشروع قبرص
بالتزامن مع مطالبة عبدالفتاح السيسي المستثمرين بالاستثمار في مصر، أعلن ساويرس عن أضخم مشروعاته الاستثمارية في قبرص، كما كان مؤتمر الإعلان عن المشروع في دبي.
ودشن نجيب ساويرس، أمس الأحد، أحدث مشروع تجاري وعقاري “أيا نابا مارينا” في قبرص، من المقرر أن يتم الانتهاء منه في عام 2021، في مؤتمر صحفي عقده اليوم الأحد، بفندق برج العرب في دبي بالإمارات العربية.
واتجه ثاني أغنى رجل في مصر -حسب قائمة فوربس للأثرياء العرب- لدبي لتسويق المشروع الذي تتراوح أسعار وحداته السكنية بين 500000 و5.2 ملايين يورو. حيث أعلن أن أول المناطق انتهاء في المشروع ما أسماها “منطقة النخبة”، وأن كلفة المشروع 235 مليون دولار.
وعرض ساويرس بنفسه المشروع الفخم، في المؤتمر الصحفي، بهدف جذب المستثمرين بالإمارات الذين يسعون إلى الحصول على مميزات فاخرة، حيث تضم “أيا نابا مارينا” الأبراج العالية مع 190 شقة و29 فيلا، مع وجود بعض الوصول إلى الشواطئ الخاصة.
ويعتقد ساويرس أن المشروع سيخلق “منطقة قبرص النخبة” ولكنه كان واضحا في هدفه “السياحي”، قائلا “إذا كنت لا تشرب، أو كنت لا تحب الحفلات والموسيقى أو حتى رائحتهم، والجمال، وكنت لا تحب القوارب والغوص وركوب الأمواج.. فنحن لا نريد لكم”!!.
ساويرس هرب مبكرا
وأيضا قرر الملياردير المصري ناصف ساويرس مؤسس شركة أوراسكوم للإنشاء والصناعة، إحدى كبرى شركات التشييد والأسمدة في العالم، إنهاء الوجود القانوني لشركته “أوراسكوم” في مصر، جاءت تلك الخطوة متوازيةً مع نقل عائلة “ساويرس” معظم استثماراتها خارج مصر إما ببيعها إلى شركات أخرى أو الاستحواذ عليها بواسطة شركات تابعة لها في دول أجنبية، مثلما حدث مع شركة أوراسكوم التي استحوذت عليها شركة هولندية أنشأها ساويرس نفسه.
هروب متلاحق
ومن قبلها قررت شركة “ياهو” التي تقدم خدمات إنترنت عدّة أبرزها البريد الإلكتروني ومحرك البحث غلق مكتبها في مصر بنهاية عام 2013 في إطار خطة لتركيز فروعها في أماكن أقل، إذ بدأ مكتب “ياهو” في مصر بحوالي 200 موظف منذ عامين تقريبًا، وتقلص العدد وقت إصدار قرار غلق المكتب إلى 120 موظفًا، تم تسريح أغلبهم ونقل بعضهم إلى فرعي الشركة في دبي وعمان.
لماذا يهرب المستثمرون من مصر
وفي تصريح لـ”رصد” قال الدكتور رشاد عبده الخبير الاقتصادي، أن المستثمرين، لوجود العديد من الإعفاءات الضريبة الموجودة على المصنع المحلي، فضلاً عن سهولة استخراج التراخيص التى تستغرق بالنسبة للمصنع ساعة واحدة على عكس مصر التى تستمر لمدة 3 سنوات.
وأكد أن إجراءات تأسيس المصنع أو الشركة تتم عن طريق الوقوف على شباك واحد من خلاله يتم إنهاء جميع التراخيص الخاصة بالأمن الصناعى وتراخيص المصنع، ولا يتبقى أمام المستثمر سوى الاستيراد أو التوريد للمصنع
