بحث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والعاهل السعودي سلمان بن عبدالعزيز، هاتفياً، مساء امس الأحد، تطورات الأوضاع في المنطقة وأهمية الارتقاء بالتعاون الاقتصادي والأمني والعسكري بينهما.
وقالت وكالة الأنباء السعودية الرسمية إن الملك سلمان تلقى اتصالاً هاتفياً مساء الأحد من ترامب جرى خلاله بحث “العلاقات التاريخية بين البلدين الصديقين، وتطورات الأوضاع في المنطقة والعالم، بالإضافة إلى بحث الشراكة الاستراتيجية للقرن الحادي والعشرين بين البلدين وأهمية الارتقاء بالتعاون الاقتصادي والأمني والعسكري بينهما، كما جرى التأكيد “على عمق ومتانة العلاقات الإستراتيجية بين البلدين”.
وتطابقت وجهات نظر القائدين- بحسب الوكالة السعودية – في الملفات التي تم بحثها خلال الاتصال “ومن ضمنها محاربة الإرهاب والتطرف وتمويلهما ووضع الآليات المناسبة لذلك، ومواجهة من يسعى لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة والتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى”.
وقدم العاهل السعودي دعوته للرئيس الأمريكي لزيارة المملكة، كما قدم ترامب دعوة مماثلة للملك سلمان لزيارة واشنطن.
واتفق الزعيمان على جدولة الزيارات في الفترة القادمة “وذلك لتعزيز التعاون والعمل المشترك وتفعيل الشراكة الاستراتيجية بين البلدين بشكل أكبر يوازي عمق العلاقات التاريخية بينهما”.
من جانب آخر قال بيان صادر عن البيت الأبيض بخصوص الاتصال إن “ترامب طلب من العاهل السعودي دعم إنشاء مناطق آمنة في سوريا واليمن، واتفق الملك سلمان معه في هذا الشأن”.
وأضاف البيان أن القائدين اتفقا على أهمية متابعة تنفيذ إيران للاتفاق النووي بشكل دقيق، وأشارا إلى “التصرفات الإيرانية التي تزعزع الاستقرار في المنطقة”.
وكان ترامب وصف خلال حملته الانتخابية، الاتفاق النووي الإيراني بأنه “اتفاق سيء جدا”.
وتوصلت إيران في 14 يوليو/تموز 2015، إلى اتفاق نووي شامل مع مجموعة القوى الدولية “5+1” (الصين وروسيا وأمريكا وفرنسا وبريطانيا إضافة إلى ألمانيا).
ويقضي الاتفاق بتقليص قدرات برنامج طهران النووي، مقابل رفع العقوبات المفروضة عليها، ودخل حيز التطبيق في يناير/كانون ثان 2016.
وفي تصريحات سابقة، أعرب وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، عن تفاؤله بمستقبل العلاقات مع الولايات المتحدة في عهد ترامب.
ولفت إلى أن بلاده “تتطلع للعمل مع إدارة ترامب لمواجهة التحديات في المنطقة والعالم، وخاصة مكافحة الإرهاب، والتعامل مع الأزمة الاقتصادية العالمية”.
وأعرب الجبير عن تأييد “مواقف ترامب في إعادة تأسيس أمريكا على مستوى العالم، لأن وجود فراغ يفتح المجال لدخول قوى الشر (لم يسمها)”.
وتابع: “نحن نتطلع للعمل مع إدارة ترامب لمكافحة داعش والحد من نشاط إيران في زعزعة وإثارة القلاقل في المنطقة”.
وتشهد العلاقات بين السعودية وإيران، أزمة حادة، عقب إعلان الرياض في 3 يناير 2016، قطع علاقاتها الدبلوماسية مع الأخيرة، على خلفية الاعتداءات التي تعرضت لها سفارة المملكة في طهران، وقنصليتها في مدينة مشهد، شمالي إيران، وإضرام النار فيهما، من قبل متظاهرين إيرانيين كانوا يحتجون على إعدام الرياض “نمر باقر النمر” رجل الدين السعودي (شيعي)، مع 46 مداناً بالانتماء لـ”التنظيمات الإرهابية”.
وكان ترامب، قد هاتف مساء الأحد، أيضا ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، حيث بحث الجانبان عددا من القضايا والمستجدات في المنطقة و”الجهود المشتركة لمكافحة التطرف والعنف ومحاربة التنظيمات الإرهابية التي تهدد أمن وسلامة الدول وشعوبها”.