وصف سياسيون قرارات الرئيس الأميركي، دونالد ترامب الأخيرة بمنع اللاجئين السوريين ومواطني سبع دول إسلامية من دخول الولايات المتحدة الأميركية، بالعنصرية رغم التحجج بالحفاظ على الأمن القومي الأميركي وحتي لو استندت شكليا إلى منطق قانوني بحكم سلطة الرئيس الأميركي معتبرين ذلك الاجراء موجه إلى المسلمين تحديدا.
وأكد السياسيون على أن مثل هذه الإجراءات من شأنها أن تتسبب في أزمات وردود فعل أكثر عنفا في ظل عالم يموج بالمشاكل والنعرة الطائفية، متوقعين عدم صمود مثل هذه الإجراءات لسببين أولهما: وجود استثناءات بحكم القانون الدولي لأشخاص لدخول أميركا منهم المرضى والدبلوماسيون والطلاب، والسبب الثاني موجة الرفض الكبيرة لهذه القرارا ت أميركيا ودوليا.
من جانبه؛ قال السفير عبد الله الأشعل، مساعد وزير الخارجية الأسبق: “قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن منع اللاجئين السوريين من دخول أميركا ومواطني 7 دول إسلامية هو قرار عنصري بالطبع، وإن كان غُلف بغلاف الأمن القومي الأميركي واستند إلى الشكل القانوني لأنه في القانون الدولي قصر الدخول على فئة بعينها سواء الجنس أو الدين أو اللون يعد تمييزا عنصريا، وهو ما ينطبق على قرار ترامب الأخير الذي يؤكد ما ردده في خطاباته الأخيرة وهو العداء الواضح للإسلام وحديثه حول الإرهاب والتطرف الإسلامي”.
وأضاف “الأشعل” في تصريحات خاصة لـ “رصد”: “هذا القرار ينطوي على كراهية واضحة للعرب والمسلمين مقابل حميمية وانحياز للكيان الصهيوني خاصة أن هناك اتجاها لإعادة النظر في قانونية إقامات 3 ملايين مسلم أميركي مقيمين بالولايات المتحدة ومحاولة اختلاق اي أسباب لطردهم وليس فقط منع القادمين، وحتى من يكون معهم إقامة قانونية يمكن التخلص منه أيضا وإبعاده في أي وقت مقابل عدم المساس باليهود المقيمين بأميركا بأي شكل من الأشكال، وهذا يوضح الانحياز الكامل ضد الإسلام والمسلمين وإن كان هناك إشارة إلى المكسيكين الذين يحملون جنسية المكسيك لكن الأصل في هذه القصة هم العرب والمسلمون”.
وتوقع مساعد وزير الخارجية الأسبق ألا يصمد هذا القرار لأن القوانين الدولية تفرض حالات استنثنائية يكون لها حق الدخول ولا يمكن منعها مثل الدبلوماسيين والطلاب والمرضى ومعظم من يسافرون إلى أميركا من الدول العربية والإسلامية ينتمون لهذه الفئات الثلاث، وبالتالي الاستثناءات هي الغالبة وليس العكس فضلا عن الهجوم الشديد على القرار من المنظمات الحقوقية والأميركيين من اصول غير أميركية.
ورأى السفير ابراهيم يسري وكيل وزارة الخارجية الأسبق، في تصريحات خاصة لـ”رصد”: “أن هذه القرارات هي استمرار لموجة عنصرية قديمة تعلو وتخبو حسب الظروف الدولية والأوضاع العالمية، وجاء ترامب هذه المرة ليعيد ويجدد هذه النظرة مرة أخرى، وهذا ليس بجديد على الجمهوريين وعلى أميركا نفسها، ولعل ما يتعرض له السود في أميركا من وقت لآخر خاصة أن من بينهم عدد كبير من المسلمين يؤكد ذلك بوضوح”.
وأضاف السفير يسري: “أنه يجب التصدي لمثل هذه القرارات لأنها سوف تجلب الضرر ليس على أميركا فقط ولكن على العالم أجمع في ظل أحداث تغذي الطائفية والانقسام بين دول العالم ومثل هذه القرارات من رئيس متهور ليست هي الحل ورفض أغلبية كبيرة من الأميركيين لقرارات ترامب ومنها هذا القرار بل لترامب نفسه كرئيس يؤكد خطا وتعسف هذه القرارات المتسرعة والمجنونة وعلى المنظمات الحقوقية والمؤسسات الدولية الضغط من أجل إلغائها”.