تعهدت السفيرة الأميركية الجديدة لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي اليوم الجمعة بإصلاح المنظمة الدولية وحذرت حلفاء الولايات المتحدة من أنهم إذا لم يساندوا واشنطن فإنها “ستسجل أسماءهم” وترد عليهم.
وقالت هيلي للصحفيين لدى وصولها إلى مقر الأمم المتحدة لتقديم أوراق اعتمادها لأمين عام المنظمة أنطونيو غوتيريس إن “هدف الإدارة الأميركية هو إظهار أهميتنا في الأمم المتحدة. وكيفية تحقيق ذلك هي إثبات قوتنا وإسماع صوتنا والحصول على دعم حلفائنا والتأكد من دعم حلفائنا أيضا”.
وقت التحرك والإنجازات
وقالت هيلي (45 عاما) -وهي ابنة مهاجريْن هنديين- إنها ستحض على إصلاح الأمم المتحدة، وأضافت “إنه وقت إظهار القوة ووقت التحرك ووقت الإنجازات”.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب قد وصف الأمم المتحدة بأنها “ناد للاجتماع وتمضية أوقات ممتعة”.
الصعود الروسي
من جانبه قال السياسي الأكاديمي الدكتور عمرو عبد الرحمن في تصريح خاص لـ” رصد” إن هذا التصريح يرجع لمستجدات عديدة على الساحة السياسية العالمية على رأسها صعود نجم روسيا في الملف السوري وجنوح بعض حلفاء الولايات المتحدة نحوها مثل مصر، بالإضافة إلى انتشار الحديث عن أن فترة رئاسة أوباما للولايات المتحدة قد أضعفت دورها عالميا خاصة فيما يرتبط بقضايا الشرق الأوسط.
التجارة الحرة
وفي السياق ذاته قال الكاتب الصحافي المصري والمهتم بالشأن الأمريكي: إن إعلان الرئيس الأمريكي باستمرار وقوفه في وجه مبدأ التبادل التجاري الحر وهو ما أعلنته الولايات المتحدة بشكل لافت في منتدى دافوس الاقتصادي المنعقد مؤخرا قد أثار حفيظة أوروبا وعلى وجه الخصوص ألمانيا وفرنسا، وهو ما استدعى إعلان المستشارة الألمانية لإعلان وقوفها إلى العولمة الاقتصادية وأنه يجب على أوروبا الدفاع عنها أمام المستجدات المتسارعة على حد قولها.
وتابع في تصريحات خاصة لـ” رصد”: هذا الخلاف جعل سفيرة أمريكا لدى الأمم المتحدة أكثر حرصا على تأكيد قوة الولايات المتحدة عالميا وأنها ما زالت الطرف المتحكم في الأمور.
وتأتي تصريحات “هيلي” بعد ساعات من تأكيد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل على ضرورة الوحدة الأوروبية في مواجهة تهديدات متنامية داخليا وخارجيا بما في ذلك التهديدات الأميركية بالتخلي عن حرية التجارة.
وقال هولاند في مؤتمر صحفي الجمعة مع ميركل إن “هناك تحديات تطرحها الإدارة الأميركية بالنسبة إلى القواعد التجارية وأيضا بشأن المواقف التي علينا اعتمادها لتسوية النزاعات في العالم”.
وأضاف “علينا بالطبع التحاور مع ترمب بما أن الشعب الأميركي اختاره رئيسا، لكن علينا القيام بذلك أيضا بقناعة أوروبية والترويج لمصالحنا وقيمنا”.
كما أعربت “ميركل” بشكل ضمني عن قلقها من التطورات الأخيرة بالولايات المتحدة. وقالت “نلاحظ أن الإطار العام الذي نعيش فيه في العالم يتغير بسرعة وبشكل جذري وعلينا النهوض بهذه التحديات الجديدة” وتابعت “الأمر يتعلق بالدفاع عن مجتمع حر وعن التبادل الحر في آن”.