كانت مطالب العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الانسانية هو الهتاف الذي هز أرجاء مصر وميادينها خلال ثورة يناير منذ ستة سنوات وهو الصوت الذي كان له صداه في أرجاء المعمورة ورغم كل ذلك جاءت الذكرى السادسة للثورة عكس كل هذه المطالب تماما، بل ازداد الأمر سوءا قياسا لما قبل يناير وهو ما أكده عدد من الخبراء مشيرين إلى دور الثورة المضادة في عدم رؤية هذه الشعارات للنور والتصدي لها بكل قوة.
وأوضح الخبراء أن هذه الشعارات كانت العنواين الأبرز في مطالب الثورة التي قامت أصلا لمواجهة الفساد والاحتكار والافقار والقمع والتكميم، وبما أن كل هذه الممارسات تمثل مرحلة مبارك فجاءت الثورة المضادة التي تحكم مؤسسات دولة مبارك وظلت مكانها حتى بعد رحيلها لتستدير مرة أخرى وتتآمر على ثورة يناير وعلى مطالبها وشعاراتها وتصدى لها بكل قوة حتى عاد الأمر أكثر سوءا مما كان قبل الثورة.
وفي هذا السياق؛ قال مدحت الزاهد، رئيس حزب التحالف الشعبي: “شعارات ثورة يناير “عيش -حرية – عدالة اجتماعية” لم يتم تفعيلها في الواقع لأن الثورة المضادة وقفت لها بالمرصاد وتآمرت عليها بعدما سيطرت على الأمور في مصر، خاصة أن هذه الشعارات في الأصل ضد الثورة المضادة ورجالها فالعيش مثلا يرمز إلى العدالة الاجتماعية، وهذا معناه اهتمام أكثر بالطبقة الفقيرة على حساب الاحتكار وسيطرة رأس المال، أما الحرية فمعناها عودة الديمقراطية وترك حرية الاختيار للشعب وانتهاء الاستبداد والهيمنة، وهذا طبعا لا يروق لمن يحكمون الآن؛ والكرامة الإنسانية هي تكون نتاج العاملين السابقين وبالتالي لم تتحقق شعارات يناير على أرض الواقع”.
وأضاف الزاهد، في تصريحات خاصة لـ”رصد”: “للأسف فإن الأزمة اشتدت أكثر مما كانت عليه قبل 25 يناير أي فترة مبارك وزادت الأمور سوءا ليس فقط عدم التفعيل والتوقف عند 24 يناير 2011، بل شهدنا هجمات على الثورة وأهدافها بالقول والفعل، فضلا عن القمع وتكميم الأفواه ومنع التظاهر السلمي والاعتداء الصارخ على حقوق الإنسان وبالتالي لم يكن فقط عدم تفعيل الشعارات بل التراجع عما كان قبل الثورة بمراحل وهذا شيء صادم بالتأكيد وكل هذا بفعل الثورة المضادة التي ليس من مصلحتها تفعيل أهداف يناير على أي مستوى”.
وتابع قائلا: “ورغم ذلك ثورة يناير لا تزال حية في وجدان الشعب المصري وعقله ووعيه ولن تموت ولكن تتحين الفرصة التي تعود فيها من جديد وهذا ممكن جدا لأسباب عديدة فعلتها ثورة يناير نفسها، منها انتزاع الخوف وزيادة الوعي والإصرار على الحق في الحياة والتعبير وأعتقد أن هناك عدة أحداث أكدت هذا بوضوح ومنها ثورة الأرض وأحداث قضية تيران وصنافير وخروج الناس إلى الشارع وخوض معركة على كافة المستويات انتهت بانتصار إرادة الشعب المؤمن بثورة يناير فضلا عن معارك أخرى حتي لوكانت صغيرة لكنها تعكس التمسك بالمساحة التي تم انتزاعها عقب ثورة يناير”.
من جانبه قال أحمد خزيم، المستشار الاقتصادي رئيس المنتدي المصري للتنمية، في تصريحات صحفية: “إن الحكومة تحمل المواطن البسيط جميع الأخطاء الاقتصادية التى تقع فيها، وكل هذا يقع على كاهل المواطن”.
وأكد “خزيم” على أن كل هذه القرارات سينتج عنها أمر خطير قد يصل إلى حد الانفجار وقد يؤدي إلى ثورة جياع. فإن ما يحدث الآن من زيادة أسعار وقرارات تعويم الجنيه وما ترتب عليها من ارتفاع الدولار وانخفاض قيمة العملة المحلية شكل ضررًا كبيرًا على المجتمع.
وحول مطالب الحرية وحق التعبير كمطلب رئيسي من مطالب يناير؛ قال أحمد دراج، الناشط السياسي، وعضو جبهة الإنقاذ، أن مصر تسير فى اتجاه معاكس لثورة يناير، فالأجهزة الأمنية أصبحت تمارس القمع المفرط تجاه المعارضين بأشكال كنا لا نراها من قبل، مضيفا: “الوضع الحقوقى فى مصر أصبح سيئًا للغاية ويخالف تمامًا ثورة 25 يناير”.