قال الدكتور محمد عصمت سيف الدولة، الباحث فى الشأن القومى العربى، ورئيس حركة مصريين ضد الصهيونية: لا يمكن لأي مصري وطني حين يقرأ ما صدر اليوم من تحذير إسرائيل لمواطنيها بسرعة مغادرة سيناء تحسبًا من عمليات إرهابية، إلا أن يصيبه الغضب والحيرة.. الغضب من عربدة السياح الصهاينة في سيناء لمدة 15 يوما بدون تأشيرة وفقا لاتفاقية طابا إحدى توابع كامب ديفيد، فى وقت يحظر على الفلسطينيين دخول مصر من معبر رفح إلا بإجراءات مشددة، مع تقييد حركة المواطنين المصريين في الذهاب إلى سيناء وفقا للقرارات الأمنية الأخيرة.
وأضاف سيف الدولة لـ”رصد”: والحيرة من انه كيف يتسنى لإسرائيل أن تتحصل على مثل هذه المعلومات، إلا إذا كانت أجهزتها الاستخبارية تخترق سيناء اختراقا واسعا، وهو الاختراق الذي يأتي هو الآخر كأحد نتائج وتوابع كامب ديفيد، التي قيدت إلى أقصى حد السيادة المصرية في سيناء، وهذا يطرح بدوره عشرات علامات الاستفهام حول عمق الاختراق الصهيوني لسيناء، وطبيعة علاقته بالجماعات الإرهابية هناك، خاصة وان كل عملياتهم الإرهابية تستهدف المصريين وليس الصهاينة.
وتابع : العدو الصهيوني لم يتنازل يوما واحدا عن أطماعه في سيناء، وهو يحرص دائما على التشهير باستقرار الأمن هناك ساعيا إلى تدويل المسألة السيناوية، في وقت لا يزال يصر على فرض القيود على حجم وعدد وتسليح وتوزيع القوات المصرية هناك، التي أعلن السيسى مؤخرا أن عددها يتراوح بين ٢٠ و٢٥ ألف جندي مصري، في وقت تحتاج سيناء إلى ما يقارب ٤٠٠ ألف جندي لتأمينها تأمينا كاملا، وفقا لبعض الدراسات العسكرية المنشورة.
واختتم سيف الدولة: إن السيادة المصرية ودماء شهدائنا هناك من مدنيين وعسكريين وشرطة، وكل المعاناة التي يعيشها أهالينا هناك نتيجة الإجراءات الاستثنائية ليست كلها إلا ضحية لكامب ديفيد ولانكسار وخضوع الإرادة الرسمية المصرية منذ السادات وحتى يومنا هذا أمام الصلف الصهيوني.