تحل غدًا ذكرى 25 يناير السادسة، ذلك اليوم الذي أسقط فيه الشعب جبروت الشرطة، لكن منذ 30 يونيو 2013م، عادت الشرطة لتنتقم عبر ضوء أخضر من النظام العسكري، ليطلق بعدها العنان لداخليته كي تبطش، وتقتل وتخفي، وتسجن وتسحل وتصفي كافة المعارضين للسلطة العسكري بلا أدنى رقيب أو محاسب.
انتهاكات عديدة
العديد من الحقوقيين يؤكدون أن الوقوف على رقم واضح لجرائم داخلية الانقلاب العسكري خلال الأعوام الماضية بات صعبًا، خصوصًا في ظل التضييق على المنظمات الحقوقية ووسائل الإعلام، فضلا عن الجرائم الكبيرة التي ترتكب في سيناء في ظل تعتيم تام.
القتل خارج القانون
وكشفت تقارير حقوقية أن ضحايا القتل خارج إطار القانون على يد الداخلية خلال الأعوام الثلاثة الماضية، قد يصل عددهم إلى أكثر من 5 آلاف قتيل في سلسلة من جرائم ومجازر متتالية شهدتها مصر خلال السنوات الثلاث.
مجازر كبرى
في عهد وزير الداخلية محمد إبراهيم، شهدت مصر عشرات المجازر الكبرى التي راح ضحيتها الآف وتعد “مجزرتي رابعة العدوية والنهضة” من أبرز المجازر التي شهدتها مصر في عهد الانقلاب الدموي، والتي تلاها عدة مجازر أخرى، لم يتم القصاص من مرتكبيها حتى اللحظة ولم يتم تقديمهم لمحاكمات عادلة.
ومن أبرز المجازر التي الأخرى كانت كالآتي:
1- مجزرة بين السرايات، 2 يوليو 2013، الحصيلة 23 شهيدا من المتظاهرين المؤيدين للشرعية بعد اعتداء قوات الشرطة وأعداد من البلطيجية عليهم في الجيزة.
2- مجزرة الحرس الجمهوري، 8 يوليو 2013، الحصيلة 103 شهيدا من المتظاهرين بعد أن اعتدت قوات الجيش عليهم من بينهم 8 نساء و4 أطفال. ومن بين الشهداء كان المصور الصحفي “أحمد عاصم” والذى صورت الكاميرا الخاصة به قاتله لحظة قنصه له.
3- مجزرة رمسيس، 15 يوليو 2013، الحصيلة 10 شهداء إضافة إلى نحو اعتقال 500.
4- مجزرة المنصورة، 20 يوليو 2013، الحصيلة 11 شهيدا، والذين من بينهم الشهيدة المعروفه”هالة أبو شعيشع” 17 عاما.
5- مجزرة تفويض السيسى (المنصة)، فجر 27 يوليو 2013، الحصيلة 130 شهيد ونحو 5000 مصاب، جراء اعتداء قوات الشرطة عليهم بالغاز والخرطوش والرصاص الحي.
6- مجزرة فض الاعتصامات (رابعة العدوية ـ النهضة) 14 أغسطس 2013، الحصيلة 2000 شهيدا فضلا عن عدة الآلاف من المعتقلين والمفقودين والمصابين، لم يتم توثيق عدد نهائي بشأنهم.
7- مجزرة رمسيس الثانية، 16 أغسطس 2013، الحصيلة 103 شهداء تقريبا.
8- مجزرة سجن “أبو زعبل”، 18 أغسطس 2013، الحصيلة 37 شهيدا على الأقل.
9- مجزرة يوم 6 أكتوبر 2013، الحصيلة 51 شهيدا من المتظاهرين و300 مصاب ومئات المعتقلين.
10- المجازر الطلابية المتكررة على يد الجيش والشرطة والتي أسفرت عن استشهاد نحو 19 طالبا جامعيا داخل أسوار الجامعة بحسب تقارير طلابية.
11- مجزرة يومى الاستفتاء على الدستور والتي يطلق عليها معارضو العسكر “وثيقة دستور الدم” حيث خلفت اعتداءات الشرطة على المتظاهرين في هذا اليوم استشهاد نحو 12 واعتقال وإصابة المئات فى مناطق متفرقة.
12- مجزرة الذكرى الثالثة لثورة 25 يناير 2014، الحصيلة 100 شهيد من المتظاهرين قتلوا برصاص الجيش والشرطة، خلال مظاهرات إحياء الذكرى الثالثة لثورة 25 يناير، بالاضافة لآلاف المصابين والمعتقلين.. مجازر الطلاب.
228 طالب مقتول
خلال فترة محمد إبراهيم تم قتل 228 طالبًا خارج إطار القانون من بينهم 6 طالبات، ومن بين هؤلاء 22 طالبا داخل الحرم الجامعي و7 طلاب تحت التعذيب، كما تعرض 145 طالبا لعملية الاختفاء القسري مقابل 19 طالبة، وتم اعتقال 2851 طالبا مقابل 391 طالبة.
وتعرض 160 طالبًا لحالات تعذيب داخل أقسام الشرطة، وحاليًا لا يزال 1898 طالبًا رهن الاعتقال، بحسب إحصائيات صدرت نهاية العام الماضي.
شهداء تحت التعذيب
بلغ عدد شهداء التعذيب في مراكز الشرطة والسجون المصرية في عهد محمد إبراهيم حوالي 236 حالة.
وفي تقرير للمرصد المصري للحقوق والحريات استطاع رصد 212 حالة وفاة تحت التعذيب منذ يوم 3 يوليو 2013م، حتى نهاية عام 2015م، كما تم رصد 24 حالة سابقة على هذا التاريخ.
المعتقلون السياسيون
يقارب عدد المعتقلين على خلفيات سياسية في مصر قرابة الـ 70 ألف معتقل، من بين هؤلاء يوجد 41 ألف معتقل تقريبًا في الفترة ما بين الإطاحة بالدكتور محمد مرسي يوم 3 يوليو 2013م وحتى يوم 15 مايو 2014م وهي فترة تولي الرئيس المعين عدلي منصور.
من بين المعتقلين يوجد عشرات الصحفيين تم اعتقالهم خلال فترة خلال فترتي محمد إبراهيم ومجدي عبدالغفار، بالإضافة لحملة تصعيد ضد الصحفيين في عهد مجدي عبدالغفار.
اعتقال مئات النساء والفتيات
وخلال ثلاث سنوات اعتقلت داخلية الانقلاب العسكري أكثر من 1957 سيدة وفتاة، حسب بيان لحركة نساء ضد الانقلاب.
كما تعرضت المرأة المصرية لانتهاكات غير مسبوقة، وصلت إلى اغتصاب أكثر من ستين امرأة وفتاة، فى جرائم يَندى لها جبين الإنسانية، على يد زبانية العسكر وكلابهم، وذلك بحسب بيان الحركة.
جرائم مجدي عبدالغفار
انتهاكات عبدالغفار امتدت من الهجوم على الإسلاميين، إلى الهجوم على كل شرائح المجتمع الأمر الذي عمق الأزمة بين الداخلية وبين الشعب المصري.
ومن أبرز الداخلية في عهد عبدالغفار كانت الآتي:
1- جرائم تصفية جسدية، من خلال المادة 8 من قانون مكافحة الإرهاب حيث بات واضحا أن منهج التصفية الجسدية بدل الاعتقال هو منهج مجدي عبدالعفار في عهد قائد الانقلاب السيسي، وتكررت جرائم التصفية مع عشرات المواطنين والطلاب، وكانت أبرز حالات التصفية، تصفية مجموعة من قيادات الاخوان المسلمين في شقة بمدينه السادس من أكتوبر.
2- الاختفاء القسري، جريمة الاختفاء القسري برزت بشكل واضح في عهد السفاح “مجدي عبدالغفار” حتى وصلت في أول 6 أشهر من توليه الوزاره لأكثر من 800 حالة اختفاء قسري.
3- الصدام مع النقابات، ولم يترك مجدي عبدالغفار وداخليته نقابة من النقابات العمالية أو المهنية إلا واصطدم معها، ومن أبرز تلك النقابات نقابة الأطباء، والصحفيين، بالإضافة للمحامين، والبيطرين، وحتى نقابة المهن التمثيلية اصطدمت معها داخلية الانقلاب العسكري، بسبب تعاملها المجرم مع كافة شرائح المجتمع.
4ـ جرائم أمناء الشرطة، أيضًا خلال فترة مجدي عبدالغفار وتحت قيادة عبدالفتاح السيسي، برزت جرائم القتل والتصفية لمواطنين بلا أي ذنب على يد أمناء الشرطة تحت شعار “حالات فردية” وهو الأمر الذي رفع حدة الاحتقان بين المواطنين والداخلية.
#الذكرى_السادسة_للثورة