خلال أيام أطلق صندوق النقد عدة تصريحات كشف خلالها عن الآثار والقرارات الناتجة عن قرض الـ 12 مليار الذي وافق على منحه لمصر منذ أغسطس الماضي، كما كشف عن خطأ قرار تعويم الجنيه الذي فرضه على مصر، متوقعا إلغاء الدعم عن الوقود كليا في 2018، فيما كشف خبراء الاقتصاد أن إعلان صندوق النقد الدولى تفاصيل اتفاقية القرض يكشف بشائر فشل حكومة الانقلاب في إدارة الدفعة الأولى واتجاهه للسيطرة على الدولة.
إلغاء الدعم عن الوقود نهائيا
وفضح تقرير لصندوق النقد الدولي الحكوم مؤكدا أنها تعهدت بإلغاء دعم الوقود في السنة المالية 2018-2019، وإلغاء سقف الإيداع النقدي بالعملة الأجنبية للشركات المستوردة للسلع غير الأساسية،الذي يبلغ 50 ألف دولار.
وأفاد التقرير، الذي نُشر أمس على موقع صندوق النقد على الإنترنت، أن السلطات المصرية أكدت التزامها بالحفاظ على مرونة سعر الصرف، والتدخل فقط من حين لآخر لمنع حدوث أي تقلبات مفرطة. كذلك التزمت الحكومة المصرية بإلغاء سقف تحويلات الأفراد، البالغ مئة ألف دولار، وذلك بحلول يونيو المقبل.
تعويم الجنيه قرار خاطئ
واعترف كريس جارفيس رئيس بعثة صندوق النقد الدولى لمصر، بخطأ قرار تعويم الجنيه المصري.
وقال جارفيس، خلال مؤتمر صحفي عقده، إن قيمة الجنيه المصري انخفضت بأكثر من المتوقع بعد تعويم سعر الصرف، مشيرا إلى أن القيمة الحالية هى السوقية التي يحددها العرض والطلب.
ولفت إلى أهمية خروج البنك المركزى من دور توفير النقد الأجنبي “وهو ما ساعد كثيرا”، واستطرد: “لا نتوقع أي سعر صرف لأنه انخفض بعد التعويم أكثر مما توقعنا وكنا مخطئين فى ذلك”.
وأشار رئيس بعثة مصر في صندوق النقد الدولي، إلى أن السكان يمكن أن يستفيدوا على المدى الطويل من الإصلاحات والتعويم، مؤكدا أن الفقراء سيعانون بشكل كبير.
3أزمات كبرى لمصر
وقال “جارفيس” إن مصر تواجه ثلاث مشكلات مترابطة هي “مشكلة ملحة في ميزان المدفوعات، أي أن النقد الأجنبي الخارج أكثر من الداخل، وتصاعُد في الدين العام، بالإضافة إلى النمو المنخفض والبطالة المرتفعة”.
الدائن يفضح المديون
وقالت الدكتورة عالية المهدي، الخبير الاقتصادية، في تصريح لـ”رصد”: “أن هذة التصريحات تضع أمام موقف “الدائن يفضح المديون” فإعلان صندوق النقد هذه التفاصيل يفضح كذب الحكومة، التي ادعت عدم وجود شروط لقرض صندوق النقد الدولي، مطالبا عدم الاستخفاف بعقول المصريين واطلاعهم على كل الأمة الخاصة بحياتهم المستقبلية”.
وأضافت عالية، أن الصندوق وجد النظام المصري يكذب ويجمل صورة القرض، وكأنه لا توجد دولة فى العالم أخذت القرض لم تعاني من حالة تدهور وركود شديد في اقتصادها ولم تستطع تسديد الأموال الذى حصلت عليها.
وأشارت إلى أن صندوق النقد الدولى يتحكم في مصر عن بدء، وبدأ يمثل أحد أشكال اختراق السيادة الوطنية للدول، من باب الاقتصاد، كوسيلة للسيطرة على القرار السياسى