ستكون المواجهة العربية بين تونس والجزائر فاصلة يوم الخميس 19 يناير 2017 في الجولة الثانية من منافسات المجموعة الثانية في كأس الأمم الأفريقية 2017 في الجابون، بعد خسارة تونس مباراتها الأولى أمام السنغال، وتعادل الجزائر أمام زيمبابوي.
وتخوض تونس التي تسعى للقبها الأول في البطولة القارية منذ 2004، المباراة وهي في حاجة إلى الفوز لتحافظ على آمالها في التأهل إلى ربع النهائي، بعدما خسرت مباراتها الأولى الأحد صفر-2، أمام السنغال التي لم تحرز اللقب في تاريخها، إلا أنها مصنفة 33 عالميا وأولى بين المنتخبات الإفريقية.
أما الجزائر، فقدمت مباراة أولى أفضل أمام المنتخب الأضعف في المجموعة زيمبابوي، فتعادلت 2-2 بفضل هدفين لأفضل لاعب إفريقي عام 2016، رياض محرز، سجل الثاني منهما في الدقيقة 82، ما أتاح لمنتخب بلاده الذي أحرز اللقب الإفريقي للمرة الأولي والأخيرة في 1990 على أرضه، تفادي هزيمة محرجة في مباراته الأولي.
ولم يخف لاعبون تونسيون إدراكهم لحجم المهمة الملقاة على عاتقهم.
أما المدافع حمدي النقاز، فأكد انه “لن نستسلم (…) سنعمل على تصحيح الأخطاء التي حدثت والفوز في النهاية”، معتبرا أن المباراة مع الجزائر “مصيرية” بالنسبة إلى المنتخبين.
وفي مؤتمره الصحافي عشية المباراة، بدا المدرب الفرنسي البولندي للمنتخب التونسي هنري كاسبرجاك على الموجة نفسها، واعدا بتصحيح الأخطاء التي أدت إلى الخسارة الافتتاحية.
وقال “عملنا على إزالة آثار الخيبة الأولي وعلى رفع معنويات اللاعبين. المنتخبان في وضع صعب والمباراة ستكون مفتوحة”.
وأضاف “المباراة ليست بين مدربين (هو ونظيره البلجيكي جورج ليكنز مدرب الجزائر) وإنما بين منتخبين”، متابعا “ثمة حسابات علينا القيام بها، إلا أن الأهم هو التفكير بما يجري على ارض الملعب. الجزائر لديها لاعبين كبار في أهم الأندية، وتونس لديها لاعبين كبار أيضا”.
واكد كاسبرجاك “نحن هنا لنحقق نتائج جيدة (…) سنحاول تصحيح الأخطاء والانطلاق من جديد، فالمواجهات مع الجزائر هي بمثابة مباريات نهائية دائما”، معتبرا ان تونس “ما زالت مرشحة للتأهل”.
الجزائر “الأفضل”
ورأى لاعب الوسط التونسي نعيم السليتي أن “المباراة مهمة جدا والجزائر منتخب جيد. إذا فزنا سنعوض وان خسرننا سنودع. المنتخبان مصممان على الفوز لانهما في وضع حرج”.
في المقابل، شكا ليكنز من الإصابات التي يعانيها منتخب الجزائر.
وقال “بعد سفير تايدر، تلقينا أمس نبأ مؤسفا هو إصابة العربي هلال سوداني، وثمة شكوك حول مشاركة إسلام سليماني، كما أن الحارس رايس مبولحي لن يلعب، فأعددنا البديل مالك عسله”.
وعلى رغم ذلك، أصر ليكنز الذي سبق له تدريب المنتخب التونسي، على قدرة لاعبيه على الفوز “في مباراة من نوع خاص”.
وأضاف “في الملعب لا يوجد أصدقاء”، متابعا “نتمنى الفوز للمنتخب الأفضل، ونحن المنتخب الأفضل”.
واعتبر لاعب الوسط الجزائري عدلان قديورة أن المباراة “أساسية وحساسة ومصيرية. علينا مسؤولية سنتحملها وتركيزنا الذهني عال”.
وهو اللقاء الثاني بين المنتخبين في كأس الأمم الإفريقية منذ 2013، حينما فازت تونس على الجزائر 1-صفر في جنوب إفريقيا.
وتشارك تونس للمرة الثامنة عشرة في البطولة، مقابل 17 للجزائر.
السنغال الأقرب
وفي المباراة الثانية، يبدو المنتخب السنغالي أقرب للفوز والتأهل.
وتبدو المهمة على الورق سهلة للمنتخب الأفضل تصنيفا في إفريقيا، وهو ما عكسه مدربه آليو سيسيه الواثق من الفوز على زيمبابوي، معتمدا على نجوم في مقدمتهم لاعب ليفربول الإنكليزي ساديو مانيه.
إلا أن زيمبابوي أظهرت في مباراتها الأولي مع الجزائر، أنها لن تكون صيدا سهلا في مجموعة صعبة.
وقال سيسيه “أمضينا معظم وقتنا في استعادة اللياقة بعد المباراة الصعبة جدا مع تونس. الفوز 2-صفر يشير إلى أن لدينا مدافعين جيدين وأقوياء في مواجهة منتخب يملك مؤهلات عالية على صعيد المجموعة بينما تمتلك زيمبابوي مؤهلات فردية”.
وأضاف “زيمبابوي منتخب جيد وسريع والمباراة ستكون صعبة. لا نستخف بأحد ونقدر الجميع (…) بكل تواضع لدينا أحد المنتخبات الكبيرة في إفريقيا وهدفنا الذهاب إلى ابعد حد في البطولة”.
وتطمح السنغال التي تشارك للمرة الخامسة عشرة، إلى إحراز اللقب الأول في تاريخها في البطولة الإفريقية بعد أن حلت وصيفة عام 2002 حيث خسرت بركلات الترجيح أمام الكاميرون (2-3).
أما زيمبابوي فتشارك للمرة الثالثة بعد 2004 و2006، حينما لم تتمكن من تخطي الدور الأول. وستحاول السنغال تجديد فوزها على زيمبابوي بعد مواجهتهما الوحيدة في 2006 في مصر (2-صفر).
وقال مدربها كاليتسوا باسوا في المؤتمر الصحافي عشية المباراة “التعادل مع الجزائر زادنا ثقة بالنفس (…) لكن علينا أن نكون أكثر ميلا للهجوم أمام السنغال”.
وأضاف “نعم، كنا وما زلنا مرشحين لأننا نثق بأنفسنا وبلاعبينا (…) السنغال من أفضل المنتخبات في إفريقيا، لكن نحن زمبابوي أيضا”.