في حالة نادرة، خلع الرئيس التنفيذي لشركة فيسبوك مارك زوكربيرغ أمس الثلاثاء قميصه الرمادي وبنطاله الجينز المعتادين ليرتدي بدلة وربطة عنق، وذلك لسبب وجيه، حيث سيدافع في المحكمة عن تقنية الواقع الافتراضي لشركة “أوكولوس” المملوكة لفيسبوك في وجه اتهامات بأن تقنيتها مسروقة.
تهمة السرقة
وجاءت الاتهامات مباشرة من شركة “زينيماكس ميديا” المطورة لألعاب الفيديو، وتتمحور حول رجل واحد هو “جون كارماك” الذي عمل في تلك الشركة قبل أن ينتقل إلى أوكولوس رئيسا لقسم التقنية في أغسطس 2013، وذلك قبل أشهر من استحواذ فيسبوك عليها في مارس 2014.
وتتهم زينيماكس ميديا شركة أوكولوس -عبر كارماك- بسرقة ملكيتها الفكرية واستخدامها في تطوير نظارة الواقع الافتراضي “أوكولوس ريفت”، رغم أن كارماك أنكر خلال استجوابه الأسبوع الماضي الاستخدام المباشر لعمله في زينيماكس لبناء نظارة أوكولوس التي تباع حاليا مقابل 599 دولارا.
إنكار الاتهامات
وجاء الدور أمس الثلاثاء على “زوكربيرغ” الذي كان وراء صفقة الاستحواذ على أوكولوس، حيث صعد إلى منصة الاستجواب في محكمة دالاس الاتحادية بولاية تكساس الأميركية لينكر تلك الاتهامات في القضية المستمرة منذ أيام.
ساعات صعبة
وكانت هذه المرة هي الأولى التي يستجوب فيها مؤسس فيسبوك، حسب قوله، رغم أنه ليس غريبا عن قضايا المحاكم، حيث اتهمه زملاؤه في الجامعة من قبل بسرقة الملكية الفكرية لبناء فيسبوك، لكن جرى تسوية تلك القضية بصورة سرية. وتقول وكالة رويترز إن زوكربيرغ واجه ساعات صعبة خلال الاستجواب العلني في المحكمة لتبرير من أين حصلت أوكولوس على أفكارها بشأن تقنية نظارة الواقع الافتراضي، وحجم المعلومات التي كان يعرفها عن الشركة الناشئة عندما اشترتها فيسبوك مقابل ملياري دولار. وأنكر زوكربيرغ استناد تقنية نظارة أوكولوس إلى أفكار شركة أخرى، وقال إن هذه الفكرة “خاطئة تماما”، وأضاف “مثل معظم الناس في قاعة المحكمة، لم أسمع من قبل عن زينيماكس”، معقبا بأنه “من الشائع عندما تعلن صفقة كبيرة أن يبرز كثير من الناس ليدعوا أنهم يملكون جزءا من الصفقة”.
انتهاك الاتفاقية
وحاولت زينيماكس الإيحاء بأن إستراتيجية زوكربيرغ في الاستثمار متسرعة، وقالت إن كارماك عندما كان يعمل لديها كانت تعمل مع أوكولوس، لكن فيسبوك وظفت كارماك واشترت أوكولوس، وخلال عملية الاستحواذ جرى انتهاك اتفاقية عدم إفشاء المعلومات بينها وبين مؤسس أوكولوس بالمر لوكي. لكن زوكربيرغ أنكر معرفته بهذه الاتفاقية، كما أنكر مزاعم أخرى بأن كارماك استخدم بصورة غير عادلة شفرة حاسوب من منصبه السابق في زينيماكس وقال “لا توجد هناك أي شفرة مشتركة فيما نفعله”. وينتظر أن تستجوب المحكمة خلال الأيام المقبلة بالمر لوكي والرئيس التنفيذي السابق لأوكولوس بريندن إيربي، الذي تنحى عن منصبه في ديسمبر الماضي.