قال زعماء الديمقراطيين في لجنتي المخابرات بمجلس الشيوخ والنواب بالولايات المتحدة، يوم الجمعة، إن تقريرًا بشأن النشاط الروسي الذي يتعلق بالانتخابات الأميركية في 2016م، ينبغي أن يستدعي ردا قويتا لمنع تكرار ذلك.
وقال مارك وارنر كبير الديمقراطيين في لجنة المخابرات بمجلس الشيوخ “ستقاس ديمقراطية أمريكيا جزئيًا على الكيفية التي سنرد بها والخطوات التي نتخذها لتطوير استراتيجية إلكترونية قوية واستباقية.”
وقال النائب أدم شيف كبير الديمقراطيين بلجنة المخابرات في مجلس النواب، إنه يجب على الكونجرس الشروع في “تحقيقات شاملة” لتحديد ما حدث وكيفية حماية الحكومة الأمريكية.
إدانة المخابرات الأميركية
من جانبه يرى علاء حسن النادي صحافي مصري مقيم بالولايات المتحدة، أن الإدارة الأمريكية لطالما كانت حريصة على عدم صعود أي خلاف بين وكالة الاستخبارات وأي طرف سياسي أو مؤسسة داخل منظومة الحكم في الولايات المتحدة، إلا أن الخلاف الحالي فرض نفسه للطرح للمراقبين والجمهور لأسباب مختلفة.
وأضاف: تلميح الديمقراطيين إلى أن تقرير الاستخبارات الأمريكية حول اختراق موسكو لمجريات العملية الانتخابية والتخطيط لتشويه سمعة هيلاري كلينتون يحتاج إلى رد قوي، ليس بالضرورة أن يشير لقوة الاستخبارات الأمريكية، بل على العكس الإدانة هنا أقوى للـ CIA، وموقف الديمقراطيين في الأساس منطلق من كون التقرير يصب في صالحهم سياسيًا، ويزيد من شحن الدوائر السياسية والشعب الأمريكي ضد ترمب.
صراع وظيفي
أما الكاتب الصحفي والمهتم بالشأن الأمريكي خالد مكي فيرى أن مبادرة المخابرات الأمريكية برفع السرية عن تقرير يدعي تواصل الفريق الانتخابي لترمب مع موسكو وأن موسكو تمتلك وثائق مصورة تخص حياة ترمب الشخصية قد يضع الوكالة في مأزق خلال فترة حكم ترمب خاصة مع تلميحات ترمب المستمرة إلى أن جهاز الاستخبارات مشكوك في ولائه هو ومؤسسات أخرى داخل الولايات المتحدة، وتابع: رفع السرية عن هذا التقرير هو بمثابة التعبير عن رغبة ال CIA في فتح صراع وظيفي مع الرئيس المنتخب ربما يكون له عواقبه.
اختبار حقيقي
وفي السياق ذاته قال خبراء لـ “رصد”، إن اتخاذ وكالة الاستخبارات الأمريكية لهذه الخطوة أظهر كثير من التأهب تجاه ترمب، وإذا أرادت الـ CIA تجاوز الأمر، فعليها العمل جاهدة في تحديد الأشخاص الذين ادعت في تقريرها أنها اخترقت حسابات خاصة لأعضاء بالحزب الديمقراطي وكذلك الإعلان عن منطومة إلكترونية أكثر قوة تستطيع أن تتفادى مثل هذا الاختراق مجددا، بالإضافة إلى تحديد خطة واضحة للرد على موسكو فيما يخص الحقائق التي وردت في التقرير.
تفاصيل من التقرير
وحسب رويترز، قال تقرير وكالة الاستخبارات الأمريكية: “نؤكد مجددًا أن بوتين والحكومة الروسية كانوا يفضلون الرئيس المنتخب ترامب بشكل واضح”.
وأضاف “ونؤكد أيضًا أن بوتين والحكومة الروسية كانوا يطمحون إلى دعم فرص انتخاب الرئيس المنتخب ترامب، حيثما أمكن من خلال تشويه صورة الوزيرة كلينتون ووضعها علنا في مقارنة سلبية معه.”
وبناء على معلومات جمعها كل من مكتب التحقيقات الفدرالي ووكالة الاستخبارات المركزية ووكالة الأمن القومي، حذر التقرير من أن موسكو “ستطبق دروس” الحملة الانتخابية الأميركية من أجل التأثير على الانتخابات في بلدان أخرى. حسب ما أوردت فرانس برس.
وحسب “رويترز”، قال زعماء الديمقراطيين في لجنتي المخابرات بمجلس الشيوخ والنواب الجمعة إن التقرير بشأن النشاط الروسي الذي يتعلقب الانتخابات الأميركية ينبغي أن يستدعي ردا قويا لمنع تكرار ذلك.
وكان ترامب، الذي يتسلم منصبه في العشرين من الشهر الجاري، قد شكك مرارًا في عمل هذه الأجهزة وولائها، وشن هجومًا على وسائل الإعلام الأميركية بعد نشرها مزاعم بأن فريقه الانتخابي تعامل سرًا مع روسيا، وبأن موسكو تحوز أشرطة فيديو محرجة لترامب بشأن حياته الخاصة.
وألقى ترامب، في مؤتمر صحفي الأربعاء 11 يناير الجاري، باللوم على وكالات الاستخبارات في تسريب هذه التفاصيل التي وصفها بأنها “أخبار كاذبة وملفقة”.