غادر مطار القاهرة، مساء اليوم الأربعاء، وفد روسي رفيع المستوى متوجهًا إلى شرم الشيخ عقب وصوله من موسكو، وذلك لتفقد إجراءات التأمين بمطار شرم الشيخ، فى إطار استكمال إجراءات عودة الطيران بين مصر وروسيا.
وكان الوفد، قد وصل، إلى القاهرة، عصر اليوم الأربعاء، قادمًا من موسكو عبر ايطاليا، وذلك لعدم وجود رحلات طيران مباشرة بين القاهرة وموسكو، لتوقفها منذ حادث سقوط الطائرة الروسية بصحراء شمال العريش، وغادر بعد ساعات قليلة من وصوله متوجها إلى شرم الشيخ لبدء تفقد الإجراءات الأمنية.
فرض إرادة
من زاويته قال الخبير الأمني ( س. م. ع) مدير إحدى شركات الأمن في تصريحات خاصة لـ ” رصد” إن ما حدث من زيارة وفد أمني روسي لمطار شرم الشيخ لتفقد الحالة الأمنية لم يكن لأول مرة، فقد حدث مرات عديدة في أبريل وديسمبر من العام الماضي على أمل أن تعود رحلات السياحة الروسية إلى القاهرة، وتابع: منذ أن تولى عبدالفتاح السيسي مقاليد الحكم في مصر وهو يسعى لتسويق فكرة الحفاظ على هيبة الدولة ومكانتها، وأنه قد أنقذ مصر من انهيار الدولة متهمًا الإخوان المسلمين وغيرهم أنهم كانوا يسيئون لسمعة مصر ويقللون من شأنها بين دول العالم، ويتساءل: بماذا يمكن تسمية حضور وفد أمني من دولة أخرى لتفقد الحالة الأمنية في مصر وأين هيبة الدولة من هذا الموقف؟!
وفي ذات السياق، يقول أحمد حسن موظف بأحد المطارات، أعمل بالمطار منذ خمسة وعشرين عامًا، لم يمر علينا مثل هذا الحدث وتابع: روسيا فرضت علينا شروطها بتدخلاتها في شؤوننا واختتم قائلاً: سلم لي على هيبة الدولة!
حول الطائرة الروسية
ويرى الدبلوماسي حسين ميرزي، أن الوفود الأمنية قد تلتقي للتنسيق فيما بينها أو وضع خطط مشتركة وتبادل الخبرات، أما ان يقوم وفد بتفقد أحوال التأمين من حيث إجراءات التفتيش ومتابعة كاملة لإجراءات تأمين وتفتيش الركاب والحقائب بالمطارين، منذ لحظة دخول الراكب إلى صالة السفر، وحتى صعوده على الطائرة، كذلك الإجراءات التي تتم مع حقائب الركاب ورحلتها من سير تجميع الحقائب، وحتى مخازن الحقائب على الطائرات والوقوف على أحدث الأجهزة، التى تم تركيبها بالمطارين، وكذلك متابعة عمل الوجبات وخط سيرها من خروجها من “الكترينج” وحتى لحظة صعودها على الطائرات، فهذا لا يمثل سوى فرض إرادة وتدخل مباشر في شؤون الدولة.
واستطرد: هذا التصرف دليل عدم ثقة من الجانب الروسي، خاصة وأن النظام في مصر لم يعلن بشكل واضح عن نتائج التحقيقات حول تفجير الطائرة الروسية فوق صحراء شمال العريش سوى بعض المعلومات المبدئية ولم تعلن الجهات الأمنية عن القبض على المسئولين عن الحادث أو حتى التعرف على أحد الضالعين في الأمر وهو ما عكس عدم الثقة والانفلات الذي يعانيه الواقع الأمني في مطارات مصر.