شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

هاآرتس: كيف شكلت المقاهي الأوروبية الوعي السياسي للمصريين قبل 1919

هاآرتس: كيف شكلت المقاهي الأوروبية الوعي السياسي للمصريين قبل 1919
سلط تقرير لصحيفة "هاآرتس" "الإسرائيلية" الضوء على الدور الكبير الذي لعبته المقاهي الأوربية في مصر في تشكيل الوعي السياسي والاجتماعي الذي أدى في النهاية إلى قيام ثورة 1919.

سلط تقرير لصحيفة “هاآرتس” “الإسرائيلية” الضوء على الدور الكبير الذي لعبته المقاهي الأوربية في مصر في تشكيل الوعي السياسي والاجتماعي الذي أدى في النهاية إلى قيام ثورة 1919.

وقالت  الصحيفة إن المقهى يظل مكونًا أساسيًّا من مكونات المجتمع والحياة الاجتماعية وحتى السياسية في مصر، وفي مصر يعود تاريخ المقاهي إلى القرن السادس عشر، لكن تغير كبير حدث بحلول القرن التاسع عشر والعشرين.

وتابعت الصحيفة تقريرها قائلة: “خلال هذه الأعوام دخل الأوروبيون الحياة السياسية والاقتصادية في مصر في الوقت الذي تبنت فيه النخبة السياسية المصرية الأفكار والعادات الأوروبية، وبداية من عام 1882 دعم  البريطانيون قبضتهم على البلاد، وخلال هذه الفترة أنفق حكام مصر موارد ضخمة على تطوير البلاد خاصة في القاهرة، وتوسعت العاصمة إلى ما هو أكبر من المدينة القديمة وفقاً للهندسة والتخطيط الإيطالي والفرنسي”.

وتابعت الصحيفة: “جذب التحسن الاقتصادي  مئات الآلاف من المهاجرين من إيطاليا واليونان وبريطانيا وسوريا، ومن أماكن أخرى إلى المدن المصرية، وافتتح العديد منهم مئات المقاهي على الطراز الأوروبي في الأحياء الجديدة، ولحقت هذه المقاهي بمئات المقاهي القديمة على الطراز العثماني في المدينة القديمة المجاورة ،وجلب المهاجرون معهم عادات وثقافة ترفي جديدة ، ففي الوقت الذي كانت تقدم فيه المقاهي العثمانية القديمة الشاي والقهوة فقط، قدمت تلك المقاهي الأوروبية الكحول والكيكة والحلوى الغربية والآيس كريم”..

واستطردت “هآرتس” قائلة: “وفي هذه الفترة لبت المقاهي الأوروبية احتياجات المهاجرين الأوروبيين وجذب المصريون إلى نمط الثقافة الأوريية، لكن أيضاً لم يكن هناك ندرة للمنتقدين الذين تبنوا نظرة قاتمة تجاه شرب الكحول واختلاط الرجال والنساء في الأماكن العامة، وتبنت النخب المصرية والبيروقراطية الاستعمارية الثقافة الأوروبية وأصبحت المقاهي الأروبية ملتقى هذه المجموعات الاجتماعية”.

وأضاف التقرير: “علاوة على الدورالاجتماعي  للمقاهي، كان للمقاهي دور سياسي، ولذلك حرصت السلطات على متابعة ما يدور بها من أجل تقييم الرأي العام، وكذلك معرفة الحركات السياسية المهددة لنظام الحكم، وتحقيقاً لهذا الغرض وجه النظام أجهزة مخابراته، سواء أكان البوليس السري أوالمخابرات العسكرية البريطانية أو المخبرين السريين، لمعرفة ما يدور داخلها وقدمت هذه الأجهزة تقاريرها مباشرة إلى الحاكم المصري الذي يدير البلاد تحت الحماية البريطانية”.

وقال التقرير: “على سبيل المثال؛ قدم العميل 294 تقارير إلى الخديوي عباس حلمي الثاني الذي حكم البلاد من 1982 إلى 1914، واستمع العميل إلى مرتادي أحد المقاهي البلدية في الفترة ما بين 1901 إلى 1902، وقدم تقارير عن أولئك الذين يبحثون عن وساطات في البلاط الملكي للحصول على ألقاب طبقية أو وظائف أو مجاملة مالية، كما قدم تقارير عن فساد المسئولين في الحكومة أو القضاء والفضائح السياسية”.

ويخلص التقرير إلى أن المقاهي لعبت دوراً كبيراً في ثورة  عام 1919؛ حيث كانت ملتقى للطلاب الثائرين، ولتوزيع المنشورات، وأصبح المقهى مهد  الطبقة المتوسطة في الحضر، ويختم بالقول: “كلما ساعد المقهى الحركة الوطنية ،كلما استوعب المقهى هذه الجهود ،كلما رأينا في ثورة 1919”.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023