يرى تقريرلمعهد الدراسات الأمنية الجنوب إفريقي أن محاولة مصر التقارب مع القارة الإفريقية تأتي لتعويض خسارة حلفائها العرب ،مشيرا الى انه توجد العديد من المعوقات لهذا التقارب.
يقول التقرير: إن هذه الأوقات عصيبة لمصر ولرئيسها عبدالفتاح السيسي- حسب وصف التقرير- فالاقتصاد يتدهور ،مما أجبر الحكومة على الذهاب إلى صندوق النقد الدولي للحصول على قرض بقيمة 12 مليار دولار ،ومعدل البطالة 12.6 بالمائة وفي تزايد ،والإرهاب مشكلة كبرى ،مع مقتل 25 شخص في تفجير أحد الكنائس القبطية وإعلان تنظيم الدولة مسئوليته عن الحادث، وفي المنطقة العربية ،تعقد موقف مصر بسبب خلافات مع حليفها الرئيسي ،السعودية ، واختلف البلدان حول طريقة التعامل مع الحرب في سوريا ،وانتهت بتصويت مصر ضد موقف المملكة ،في مجلس الأمن ،ورداً على ذلك أوقفت السعودية في الحال صادرات البترول إلى مصر، وبسبب نقص المال والأصدقاء ،بدأت مصر في البحث عن بدائل .
ويضيف التقرير: الإجراءات السعودية دفعت مصر إلى التقارب مع خصوم المملكة ، فبعد إيقاف شحنات البترول اتجهت مصر إلى استيراد البترول من العراق ،الحليف المقرب من إيران ،بالإضافة إلى تقارب مصر مع روسيا وعقد تدريبات مشتركة معها .
ويشير الى أن مصر لم تشعر بالراحة أبداً تجاه الاعتراف بحقيقة هويتها الجغرافية الإفريقية ،وبالرغم من أن عبدالناصر ،كان أحد الأعضاء المؤسسين للاتحاد الإفريقي ،إلا أن خلفائه ،السادات ومبارك وضعوا الشرق الأوسط في الأولوية .
ويوضح التقرير أن حجم الاستثمارات المصرية في إفريقيا 8 مليارات دولار ، كما أنها ضغطت للانضمام إلى معاهدة الأمن والسلم التابعة للاتحاد الإفريقي ،وتساهم بنسة 12.5 بالمائة من ميزانية الإتحاد الإفريقي ،وتشارك في بعثات حفظ السلام الدولية الأفريقية ،بما في ذلك السودان وجنوب السودان وكوت ديفوار وليبريا والكونغو والصحراء الغربية،وعلى الرغم من جهود تقوية علاقاتها مع بقية إفريقيا ،إلا أن هناك تحديات كبيرة تواجهها .
يلفت التقرير إلى النزاع الدائر بين إثيوبيا ،أحد أكبر القوى العسكرية بالقارة ، وهو ما يتوجب حله بالطرق السلمية والحوار ،وتخشى مصر من أن يؤثر بناء السد على حصتها من المياه ،وهو ما سيؤثر سلباً على الزراعة والصناعة ،وهدد مسئولون مصريون كبار من أنهم قد يدخلوا في حرب بسبب هذا الأمر ، لكن السيسي يفضل أن يتم حسم القضية بالطرق السلمية .
ويتابع: قضية كبرى أخرى تعوق تقارب مصر مع إفريقيا ،هي الثقافة العنصرية المترسخة ضد السود الأفارقة ويقول “عبدالرحمن شريف ،مؤسس مدونة “أسمر البشرة في مصر”:”هناك ازدراء مذهل لكل ما هو أفريقي في مصر.. يشعر المصريون بالإساءة إذا تمت اٌلإشارة إليهم كافارقة” ،ولا تساعد هذه المشاعر في تحسين العلاقة بين مصر وباقي القارة ،ويجب على الحكومة أن تعمل على تغيير هذه السلوكيات ، إذا ما أرادت أن تتقارب بجد مع شركائهم الأفارقة .
ويختم التقرير بالقول ” مستقبل مصر يكمن في رمال إفريقيا ،جنبا إلى جنب مع بقية القارة ،ويجب السير في طريق طويل من الجهود المشتركة لمعالجة التحديات التي تواجه مصر وجنوب إفريقيا”.