ذكرت وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء، أن الرئيس الأسبق علي أكبر هاشمي رفسنجاني توفي،مساء اليوم، عقب نقله إلى المستشفى بسبب مشكلات في القلب، يقال إنها جلطة قلبية بحسب وكالة فارس الإيرانية.
وولد علي أكبر هاشمي رفسنجاني في الـ 25 من أغسطس 1934م، في رفسنجان جنوبي إيران لأسرة ثرية.
ودرس العلوم الدينية في مدينة قم، قبل أن يلج عالم السياسة في عام 1963م، بعد اعتقال مؤسس الجمهورية الاسلامية آية الله خميني، من قبل شرطة الشاه محمد رضا بهلوي.
أدوار سياسية
وكان “رفسنجاني” (الذي توفى عن عمر يناهز 82 عامًا)، شخصية نافذة في إيران وشغل منصب رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام منذ سنوات، وهو مؤسسة مختصة بحل النزاعات بين البرلمان ومجلس صيانة الدستور.
وهو يعد أحد أركان النظام الإيراني ومن بين أكثر الشخصيات نفوذًا وتأثيرًا في إيران، ومن الشخصيات المؤسسة للجمهورية الإسلامية، كما أنه مساعد مقرب من آية الله الخميني.
ولعب رفسنجاني دورًا مهما في السياسة الايرانية منذ الثورة الاسلامية عام 1979م، وتقلب بالعديد من المناصب العليا للدولة بما في ذلك رئيس البرلمان وقائد القوات المسلحة ورئيس البلاد من 1989 حتى 1997م.
وتقول تقارير إن عائلة رفسنجاني لها نفوذ اقتصادي، لكن كل ذلك لم يمنع خصومها من محاولة إقصائها عن السلطة.
وفي السنوات الاخيرة، لعب دورًا بارزًا في الحركة الإصلاحية في إيران التي كانت تحاول ممارسة نفوذ معتدل على إيران ومرشدها الأعلى آية الله علي خامنئي.
وتولى رفسنجاني منصب رئيس مجلس الشورى لدورتين متتاليتين حتى وفاة خميني عام 1989م.
وانتخب في عام 1989م، رئيسًا للدولة، وتميزت رئاسته الأولى التي أعقبت انتهاء الحرب العراقية الإيرانية 1980م-1988م، بجهود إعادة بناء ما خلفته تلك الحرب وبمحاولات حذرة للإصلاح وبتوجه لترميم علاقات ايران بالدول العربية.
ولعب رفسنجاني دورًا بارزًا في انتخاب الإصلاحي محمد خاتمي رئيسًا لإيران خلفًا له من عام 1997م إلى عام 2005م.
وحاول رفسنجاني العودة الى سدة الرئاسة عام 2005م، ولكنه خسر الانتخابات أمام المرشح المتشدد محمود أحمدي نجاد.
محاولات عزل
وتعرض رفسنجاني وعائلته تدريجيًا لمحاولات عزل من المشهد السياسي بعدما اتهمه الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد علانيةً عام 2009م، باختلاس الأموال، وكان رفسنجاني أحد المهندسين الرئيسيين للنظام الإسلامي في إيران، ولكن نظرًا لانتقاده الدائم لنجاد فقد تعرض للعزل السياسي الفعلي.
وجرى عزل رجل الدين المعتدل صيف 2009م، من منصبه إمامًا لصلاة الجمعة بطهران، وفي مارس 2013م، فقد منصبه رئيسًا لـ مجلس الخبراء، وهو هيئة دينية مرموقة، في حين ظل يشغل منصب رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام، وهو هيئة تحكيمية لتسوية النزاعات التشريعية.
وسبق أن رفض مجلس صيانة الدستور ترشح رفسنجاني للانتخابات الرئاسية التي أجريت يوم 14 يونيو 2013م، الأمر الذي أثار انتقادات غربية، كما رفض ترشح نجله الأكبر محسن للانتخابات البلدية التي تزامن إجراؤها مع الرئاسية.
كما دعم رفسنجاني ترشح الإصلاحي المعتدل حسن روحاني في انتخابات 2014م، وكان مؤيدًا قويًا للاتفاق النووي الذي توصلت إليه حكومة روحاني مع القوى الكبرى، وهو الاتفاق الذي أدى إلى رفع العقوبات الدولية المفروضة على إيران.