قال عمرو هاشم ربيع – نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية – إن تراجع شعبية عبد الفتاح السيسي حقيقة وواقع يشعر به الجميع؛ نتيجة الفشل والإخفاقات المتتالىة التي يؤكدها الواقع بوضوح، ولعبت الوعود الزائفة والبراقة بل قل والكاذبة دورًا كبيرًا في هذا التراجع؛ حيث النفاق الواضح للشعب من قبيل “انتو نور عينينا” و”مصر قد الدنيا” إلى صدمة كبيرة مفادها أن مصر شبه دولة، هذا الاسلوب في اللعب بمشاعر الناس ومحاولة كسب تعاطفهم معه، ثم الاستيقاظ على حقيقة مؤلمة وأزمات عنيفة كانت بمثابة الصدمة، فضلاًًً عن أن أي مرشح بعد نجاحه يكون الواقع بالنسبة له مختلفًا تمامًا عما كان يتخيله أو يتوقعه ويعد به شعبه.
وأضاف ربيع في تصريحات خاصة لـ”رصد” أن هناك سببين مهمين لعبا دورًا مهمًا في تراجع شعبية السيسي، أولهما – الأزمة الاقتصادية وتبعاتها من أزمات خانقة، خاصة بعد تعويم الجنيه وتراجعه أمام الدولار بأرقام تاريخية لم تحدث من قبل، وما نتج عنه من موجة ارتفاع في الأسعار بشكل فاق طاقة تحمل الناس. وثانيهما – قضية تيران وصنافير والتنازل عنهما، خاصة الطريقة التي تعامل بها والصدمة التي انتابت الناس جراء هذه الخطوة، ورفض فكرة التنازل عن الأرض وهي قضية جامعة لأطياف الشعب المصري، مما شكل حركة معارضة كبيرة وواسعة، وهو ما فاجأ السيسي أو كان سببًا في تراجع شعبيته.
وعن موقف السيسي من الانتخابات الرئاسية القادمة في 2018 قال ربيع: إن موقفه صعب جدًا، ولو تمت الانتخابات بطريقة عادية – أي بشفافية وديمقراطية حقيقية – فسيكون من الصعب الفوز بها في ظل انحسار شعبيته وفشله وتخلي قوى إقليمية – مثل الخليج – عنه، وكذلك قوى دولية، ولكن من سيحسم الأمر في النهاية هو المؤسسة العسكرية، فلو دفعت به المؤسسة مرة أخرى فبالتأكيد سيفوز، ومن يدعمه الجيش – سواء كان السيسي أو غيره – فبالتاكيد سيفوز، وهذا هو الواقع في مصر.
وكان المركز المصري لبحوث الرأي العام «بصيرة» قد أجرى استطلاعًا للرأي، حول أفضل شخصية سياسية في الأعوام الثلاثة من 2014 إلى 2016، كشف عن تقلص شعبية عبد الفتاح السيسي إلى 27% عام 2016، مقابل 32% في العام الماضي 2015، و54% لعام 2014.