شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

هكذا اصطف إعلاميو النظام خلف “إبراهيم عيسى”

هكذا اصطف إعلاميو النظام خلف “إبراهيم عيسى”
بمجرد أن أعلنت قناة القاهرة والناس إيقاف برنامج" مع إبراهيم عيسى"، للإعلامي ابراهيم عيسى الذي انتقد مؤخرا سياسات نظام عبد الفتاح السيسي وحكومته، اصطف اعلاميو السيسي خلف "عيسى" لتبرير أن أجهزة الدولة ليست "قمعية"، ولا تقوم

بمجرد أن أعلنت قناة القاهرة والناس إيقاف برنامج” مع إبراهيم عيسى”، للإعلامي ابراهيم عيسى الذي انتقد مؤخرًا سياسات نظام عبدالفتاح السيسي وحكومته، اصطف اعلاميو السيسي خلف “عيسى” لتبرير أن أجهزة الدولة ليست “قمعية”، ولا تقوم بالتضييق على حرية الرأي والتعبير.

دفاع إعلاميو السيسي جاء بعدما اعتبر متابعيه أن الإعلامي إبراهيم عيسى قد أجبر على الرحيل من القناة بسبب إنتقاده المستمر للحكومة والبرلمان خلال الفترة الأخيرة، وإن تلك البداية هي الأسواء لـ2017م، متهمين الدولة بتكميم الأفواه وحرية الإعلام خلال الفترة الأخيرة، حتى وصل بها الوضع إلى إصدار قرارات بالضغط على الفضائيات لغلق إعلاميين بأعينهم”.

وبرز اسم الإعلامي المصري إبراهيم عيسى، منتصف عام 2014م، في برامج “التوك شو”، والذي يعتبر من الإعلاميين المؤيدين للسيسي، غير أنه أظهر انتقادًا له ولنظامه خلال الأسابيع الماضية.

خلافه مع مجلس النواب

ففي إحدى حلقاته، منتصف ديسمبر الماضي، قال عيسى، إن “نواب البرلمان اتخذوا من واقعة تفجير الكنيسة البطرسية ذريعة لتعديل الدستور من أجل إطالة مدة حكم السيسي، الذي من المقرر أن تنتهي ولايته الأولى منتصف 2018م.

وآنذاك، ظهرت دعوات مجهولة المصدر، تطالب بإطالة فترة حكم السيسي من 4 إلى 6 سنوات، أخذت زخمًا في الإعلامي المحلي، غير أن البرلمان تبرأ من مناقشته تلك الدعوة، وعدَّها مراقبون آنذاك “بالونة اختبار”، لمعرفة رد فعل المصريين.

بدوره، اعتبر مجلس النواب، حديث عيسى عن “مناقشة البرلمان إطالة حكم السيسي”، بمثابة التجاوز بحق أعضائه، وقال رئيس المجلس علي عبد العال، في إحدى الجلسات، إنه (عيسى) “يمارس جرائم بحق البرلمان يعاقب عليها القانون”.

وبعدها، أكد مجدي العجاتي وزير الشؤون القانونية ومجلس النواب، في تصريحات صحفية، أن “الحكومة ستتخذ موقفًا تجاه قناة القاهرة والناس بسبب تجاوزات الإعلامي إبراهيم عيسى ضد البرلمان”.

وردًا على الهجوم الحكومي والبرلماني، على الفضائية المملوكة له، قال طارق نور، في تصريحات صحفية سابقة، إن “حديث عيسى رغم حدته، لا يتعدى كونه رأيًا شخصيًا، والدستور يكفل حرية الرأي رغم كوني من مؤيدي إعلاء مصلحة الدولة على أي شيء”.

يشار إلى أن السلطات المصرية، ألغت مؤخرًا، معرض “لومارشيه” للأثاث، الذي تنظمه وكالة طارق نور للإعلان، كل عام، والذي كان مقررًا إقامته خلال الفترة من 22 حتى 25 ديسمبر الماضي، وذلك قبل انطلاقه بأسبوع، بسبب اعتراضات الجهات الأمنية على تنظيمه، بدعوى “عدم كفاية وسائل الأمن المدني”.

وحينها ربط متابعون بين هجوم عيسى عبر فضائية “نور”، على النظام، وإلغاء المعرض، الذي تكبد صاحبه ملايين الجنيهات كخسائر، وفق تقارير محلية.

بيان “عيسي”

وأعلن الإعلامي إبراهيم عيسى، صباح يوم الأحد (أول أيام يناير 2017م)، توقف برنامجه “مع إبراهيم عيسى” على قناة “القاهرة والناس”، موجهًا الشكر لجمهوره وصاحب القناة ومعدي البرنامج.

وقال عيسى، في بيان أصدره، “لا أجد من بلاغة اللغة ما يبلغ مدى امتناني وشكري لجمهور برنامج (مع إبراهيم عيسى) على محطتنا العزيزة (القاهرة والناس)، فقد أحاط الجمهور برنامجي باهتمام بالغ وتفاعل مدهش وجدل متجدد ونقاش واسع، جعل حلقات البرنامج على درجة من التأثير الذي عبر حدود تأثير مجرد برنامج تليفزيوني، ما ألقى عليه أعباء وتعرض معه لأنواء وأحيط بالضغوط، ففي الوقت الذي ساهم فيه في اتساع عقول، تسبب كذلك في ضيق صدور، وبكل حب لمن أحب البرنامج ولمن اختلف مع صاحبه”.

وأضاف عيسى: بكل اعتزاز برأي من وضع البرنامج موضع التقدير، وبكل تفهم لمن أثقل البرنامج قلبه بالغضب والكراهية، فإنني أتقبل أن تكون هذه اللحظة مناسبة للتوقف عن تقديم البرنامج، حيث أظن أن مجريات الوقائع وطبائع المقادير تقود لأن أترك مساحة التعبير التليفزيوني لمرحلة أخرى، ووقت لعله يأتي من هنا.

وتابع “أوجه شكرًا وفخرًا عميقًا للإعلامي الكبير طارق نور على مساحة النور الهائلة التي قدمها لي من خلال شاشة (القاهرة والناس)، والتي كنت أعبر فيها عن قناعاتي وحدي دون أي تدخل أو تداخل بالمشاركة أو المسؤولية من هذه المحطة الجميلة ذات الروح المختلفة والجرأة المميزة، وأعرب عن امتناني لزملائي المتألقين نجوم العمل الصحفي في فريق إعداد البرنامج، الذين كانوا نعم الزملاء وخير الرفقاء”.

تعليق القناة 

وفي تطور جديد، أصدرت إدارة قناة القاهرة والناس بيانًا صحفيًا توضح من خلاله أسباب ودوافع رحيل الإعلامى إبراهيم عيسى عن شاشة القناة وعن تقديم برنامجه وجاء نصه كالتالي: “حرصـًا من قناة “القاهرة والناس” على مبادئ الشفافية والمصارحة والمهنية، فإنها تود إبلاغ مشاهدي برنامج “مع إبراهيم عيسى” بأن الإعلامي الكبير تقدم باعتذار إلى إدارة قناة “القاهرة والناس”، معربـًا عن رغبته في عدم الاستمرار في تقديم برنامجه التليفزيوني على شاشتها اعتبارًا من مطلع يناير ٢٠١٧.

وقدم إبراهيم عيسى لإدارة القناة أسباب قراره ودوافعه ومسوغاته، وتطلعه إلى التخفف من بعض أعباء العمل، للتفرغ والتركيز على مشروعاته الكتابية والإبداعية في الفترة المقبلة.

إن “القاهرة والناس” تُكّن للإعلامي الكبير إبراهيم عيسى احترامًا وتقديرًا لشخصه وثقافته وتاريخه، من إثراء للحوار الوطنى  فى التعبير عن الرأى و الرأى الأخر، ونتمنى له -بكل ما في النفس من مشاعر طيبة- كل التوفيق في خطوته المقبلة.

في الوقت نفسه، فإنها تعاهد مشاهديها على مواصلة تقديم محتوى تليفزيوني حر ومميز يمس اهتمامات المواطن بأعلى قدر من المهنية  والحريّة مع الحرص فوق كل شيء على المصلحة العامة لمصرنا الغالية”.

لا صوت للمعارضة

 قال الفنان تامر عبدالمنعم مقدم برنامج 90 دقيقة على قناة المحور، إن مصر حاليًا تمر بظرف حساس ووضع حرج، يتوجب علينا جميعًا أن نتكاتف لتخطي المخاطر الكبيرة التي تحاك لبلدنا.

وكان تامر عبدالمنعم، قد هاجم في مقال سابق إبراهيم عيسى، واصفًا إياه بـ”المليونير الثائر”، وأشار “عبدالمنعم” في تصريحات للصحف، أن في هذا الوضع لا يجب أن يتواجد فيه صوت للمعارضة، وقال “مفيش حاجة اسمها معارضة في الأوقات الحرجة اللي بتمر بيها الدولة، ووقت المخاطر لا صوت للمعارضة”.

وقال “على إبراهيم عيسى أن يقف داعمًا لبلده، لا معارضًا، وعليه أن يقف إلى جانب الدولة حتى تعبر محنتها”.

وعن إمكانية تقديم عيسى لبرنامج آخر، قال تامر إن عيسى من حقه تقديم برنامج آخر، فمصر ليست دولة قمعية.

واختتم تامر عبدالمنعم تصريحاته بالقول إن عيسى أساء التقدير، وأن الدولة ليست في وقت يسمح بمحاربتها، فمصر على حافة الهاوية في هذا الوقت، ومن الطبيعي أن ندعم الدولة ورئيسها، لا أن ننتقد و”نشحن” الناس في هذا الوقت الصعب.

النظام ليس شريرًا

وأكد الإعلامي عمرو أديب أن المعارضة تعطي لأى نظام الشرعية، مضيفًا: “أى مجتمع لا يمتلك معارضة بيكون لديه مشكلة كبيرة”.

وقال، خلال برنامجه “كل يوم”، إن وقف برنامج إبراهيم عيسى على قناة “القاهرة والناس” ليس فى مصلحة أحد، مؤكدًا أنه ضد هذا القرار، و”لا بد من وجود صوت معارضة ياخد ويدِّي مع الناس”.

وأضاف: “إبراهيم لمّا هيمشِي، الدولار مش هينزل، ولا الأوضاع الاقتصادية هتتحسن، ولا الأوضاع السياسية هتبقى أفضل”، مؤكدًا أنه مختلف بشكل قاطع مع مَن فرح بإيقاف الإعلامي الكبير.

وأكد أديب أن أي إعلامي في مصر أصبح مستعدًّا للإيقاف، موجِّهًا كلامه لمن تم إيقافه من الإعلاميين: “أنتم السابقون، ونحن اللاحقون، وبالرغم من كل ذلك فإن هذا النظام ليس شريرًا كما يراه البعض”.

وكذب أديب بيان قناة القاهرة والناس عن إيقاف برنامج إبراهيم عيسى، مؤكدًا أن إبراهيم عيسى لم يطلب مغادرة القناة كما يدِّعي البيان، مشددًا على أنه كان يأمل ألا تُصدر القناة بيانا بهذا الشكل.

وتابع: “إبراهيم عيسى ابن موت. مات في كل الأنظمة.. أنا لسه مكلمه من 5 أيام وعارف إن الكلام ده غير صحيح”.

وتد في البلد

وقال الإعلامي والكاتب الصحفي خالد صلاح، “إبراهيم عيسى ده وتد في البلد دي، وتد حقيقي وضارب بجذوره تختلف معاه تحبه تكرهه، لكن لا أتخيل ولا أتصور أن المسألة تنتهي بهذا المشهد”.

وأضاف”صلاح”: “أن إبراهيم عيسى يريد للمشهد أن يسير وفق رأيه هو، فى حين يريد مجلس النواب الفوز أيضًا، فى مشهد غاب عنه الحوار الحقيقى، لتظل الضغوط المتصارعة والمتصادمة هى السائدة فى المشهد، مشدّدًا على أن التعايش الديمقراطى يتم بكثير جدا من التنازلات المشتركة، لا سيما فى ظل قوى سياسية مختلفة، وأحزاب وأديان وآراء وتوجهات سياسية، فضلا عن طريقة الإدارة”.

لازم يرجع

وقال الإعلامي يوسف الحسيني، في برنامجه “السادة المحترمون” المذاع على قناة “أون تي في لايف”: “لو سكتنا على إخراس الأصوات لازم نثق أن الدور هيجي علينا، ولو شمتنا يبقى عندنا عقدة أزلية”، موضحًا: “أي تصور إننا هنبني بلدنا بصوت واحد مش هيحصل، فأوروبا سقطت وغرقت في عصور الظلام بسبب سيطرة الصوت الواحد، ولم تتقدم ولو بوصة واحدة، ولما تحررت تقدمت بشكل إعجازي”.

وأضاف “الحسيني”: “مش هنبعد حد عشان مختلف معانا، لازم يرجع إبراهيم عيسى، لأنه لا ينقل سوى نبض حقيق للشارع، ومفيش حد في الشارع شايف الدنيا وردي، محدش متفائل”، متسائلًا: “هل برنامج قادر على إسقاط نظلم ودولة بمؤسساتها وشعبها”.

غَلط ويضر بالدولة

وقال القرموطي، في برنامجه مانشيت القرموطي، المذاع على فضائية العاصمة، :” ما حدث مع الإعلامي إبراهيم عيسى غلط، ويضر بالدولة المصرية ، منوها إلى أن هناك عدة طرق يمكن من خلالها التعامل مع الإعلامي إبراهيم  غير وقف برنامجه .

وتابع “من الصعب أن يساق الجميع في طريق واحد”، متسائلا:” هل الاختلاف مع رئيس الجمهورية في أمر ما يبقى الواحد كفر؟ …لا، وهل الاختلاف مع سياسة الدولة  يعني أننا ضد الدولة؟ ..لا”.

 



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023