توفي، اليوم الأحد، المطران المناضل وداعم المقاومة الفلسطينية، الأب هيلاريون كابوتشي، عن عمر يناهز 94 عامًا في منفاه في العاصمة الإيطالية روما.
وولد الأب كابوتشي في مدينة حلب السورية عام 1922م، وعين مطرانًا لكنيسة الروم الكاثوليك في مدينة القدس المحتلة عام 1965م، وفي العام 1974م، اعتقلته قوات الاحتلال الإسرائيلي بتهمة دعم المقاومة الفلسطينية، وحكمت المحكمة العسكرية عليه بالسجن مدة 12 عامًا.
وكرمته السودان ومصر وليبيا والعراق وسوريا والكويت بطابع بريد يحمل صورته، كما نشر المناضل الراحل داوود تركي شعرًا مخصصًا للمطران معبرًا عن تقديره واحترامه العظيمين له.
المطران كابوتشي قضى أربع سنوات في الأسر، قبل إطلاق سراحه بواسطة من بابا الفاتيكان نفسه، ليتم نفيه في شهر نوفمبر من العام 1978م، إلى مدينة روما التي عاش فيها حتى اليوم.
دعم القضية الفلسطينية كان أحد الثوابت لدى المطران “كابوتشي”، فلم يتخلى عنها مطلقًا، فبعد ضبطه وسجنه بسبب نقله السلاح للمقاومين الفلسطينيين وأسره ونفيه، واصل الأب كابوتشي مسيرته الداعية لدعم القضية الفلسطينية في كثير من دول العالم.
وكان المطران “كابوتشي” أحد المشاركين في أساطيل الحرية التي انطلقت لكسر الحصار عن مدينة غزة، إذ اعتلى إحدى السفن في الأسطول الذي أبحر باتجاه القطاع عام 2009م، والذي اعترضته “إسرائيل” وطردت من كان على متنه إلى لبنان.
وكذلك كان المطران كابوتشي على متن سفينة “مافي مرمرة” التركية عام 2010م، والتي كانت على متنها أيضًا النائبة حنين زعبي، والتي هاجمتها القوات الإسرائيلية وقتلت 10 نشطاء كانوا على متنها.
وعرف المطران “كابوتشي” بنشاطه في خلايا حركة “فتح”، وكان مسؤولاً عن نقل الأسلحة للمقاومة الفلسطينية في سيارته الخاصة، وبعد عدة عمليات نفذها وصلت مخابرات الاحتلال معلومات عن نشاط المطران وقاموا بمراقبته ويتتبع تحركاته.
وفي أغسطس 1974م، اتضح بفضل إجراءات التتبع، أن سيارته المحمَّلة بالمتفجرات تسير في ظروف مثيرة للشبهة باتجاه القدس وأن كابوتشي نفسه ومساعده يستقلانها وتقرر إيقاف السيارة فورًا خشية انفجار المتفجرات بداخلها.
ونقلت السيارة ومن فيها إلى مركز الشرطة في معتقل المسكوبية بالقدس المحتلة، حيث تم تفكيكها وتفتيشها مما أدى إلى اكتشاف كميات كبيرة من الأسلحة ومنها 4 رشاشات كلاشينكوف ومسدسان وعدة طرود تحتوي على متفجرات بلاستيكية وصواعق كهربائية وقنابل يدوية وآلاف الأعيرة النارية.
وأنكر المطران كابوتشي خلال التحقيق ضلوعه في عملية التهريب غير أن مغلفًا عثر عليه لدى تفتيش أمتعته كتب عليه بخطّه رقم المسؤول الفتحاوي والذي كان يدعى أبو فراس في لبنان أثبت ضلوعه في هذا المخطط.
ووجه الاحتلال للمطران كابوتشي عدة تهم منها الاتصال والتعاون مع جهات معادية لـ”إسرائيل”، وقد تم اعتقاله من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي في العام 1974م، وحكم عليه بالسجن 12 عامًا قضى عدة سنوات من محكوميته قبل أن يتواسط الفاتيكان ودول أوروبية للإفراج عنه ونفيه إلى روما.
