شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

في زمن “ترامادول عباس”..مصر الأولى عالميا في تناول المخدرات

في زمن “ترامادول عباس”..مصر الأولى عالميا  في تناول المخدرات
لم يكن إعلان عباس كامل مدير مكتب عبد الفتاح السيسي عن تناوله "أقراص الترامادول" من فراغ، فسرعان من تحولت كلماته إلى مأساة وواقع حقيقي، فبالمقارنة بين عامي 2009م و2010م حيث وجد مدمنو المخدرات صعوبة شديدة في الحصول عليها

لم يكن إعلان عباس كامل مدير مكتب عبد الفتاح السيسي عن تناوله “أقراص الترامادول” من فراغ، فسرعان من تحولت كلماته إلى مأساة وواقع حقيقي، فبالمقارنة بين عامي 2009م و2010م حيث وجد مدمنو المخدرات صعوبة شديدة في الحصول عليها، وحينما اندلعت ثورة يناير 2011 سرت نكتة بأن من ضمن أسبابها استفاقة عشرات الآلاف، وفي 2016 انتبهوا إلى واقعهم السياسي الأسود.

وبحسب تقارير صحية دولية باتت نسبة الإدمان في مصر ضعف المعدلات العالمية، وفقًا لتصريحات لوزيرة التضامن الاجتماعي في حكومة الانقلاب غادة والي مؤخرًا.

الأولى عالميًا 

من جانبه أكد صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطى، أن نسب تعاطي المخدرات ارتفعت في مصر، حيث وصلت إلى 2,4% من السكان، ووصل معدل التعاطي لـ10.4%، حيث إن معدل التعاطي يختلف بين الأفراد، فمنهم من يستخدم المخدرات بشكل يومي، ومنهم من يتعاطها على أوقات متفاوتة، إضافة إلى أن 80% من الجرائم غير المبررة تقع تحت تأثير تعاطي المخدرات، مثل جرائم الاغتصاب ومحاولة الأبناء التعدي على آبائهم.

وأوضح التقرير أن نسبة التعاطي في مصر ضعف المعدلات العالمية، لافتًا إلى أن الإدمان ينتشر في المرحلة العمرية ما بين 15 إلى 60 سنة، ويزيد بين فئة السائقين 24%، والحرفيين بنسبة 19%.

وأضافت التقارير الخاصة بمعدلات الإدمان فى مصر، إلى أن حجم تجارة المخدرات يتجاوز الـ400 مليار جنيه فى العام، وتتصدر محافظة القاهرة قوائم المحافظات فى عدد المدمنين بنسبة 33%، تليها محافظات الصعيد.

الجيش يحرس المخدرات

وفي تقرير نشرته مجلة “فورين بوليسي” تحدث عن العلاقة التي تربط بين كبار مهربي الحشيش وقيادات حرس الحدود في الجيش المصري، والتي أطاحت في نهاية المطاف بالرئيس المنتخب محمد مرسي بعد أن بدأ يضع يده على مكامن زراعة المخدرات في سيناء.

وأكد تقرير المجلة الأمريكية، أن ما تشهده شبه جزيرة سيناء من توتر وعنف ليس له علاقة بالحرب على الإرهاب ولا بتذمر عشائر البدو هناك، بل بمصالح قادة الجيش والشرطة في حماية وحراسة طرق وممرات تهريب المخدرات.

وذكر التقرير أن قوات الأمن المركزي في سيناء تدر عشرات الملايين من الدولارات كأرباح “سرية” من بيع المخدرات والسلاح؛ حيث تتقاسم نسبة مئوية منها مع حلفائها في الجيش المصري.

ويمثل موقع مصر نقطة عبور لتجارة الهيروين والقنب من مناطق الإنتاج الرئيسية في جنوب شرق آسيا إلى الأسواق الأوروبية.

وعلى النطاق العالمي تعتبر أضعف النقاط في مصر بالنسبة لتجارة المخدرات هي الموانئ والمطارات وقناة السويس، فقد مر بالقناة 14600 سفينة عام 1997م، ومن ثم يمكن أن تكون مصر منفذًا جنوبيًّا مهمًّا لتهريب المخدرات إلى أوروبا.

أنت أقوى من المخدرات

ومن جانبه أوضح الدكتور عمرو عثمان مدير الصندوق، أن الترامادول يحتل المركز الأول في الانتشار بين المدمنين، ووصلت إلى 51% من نسبة المدمنين، أما الحشيش هو رقم واحد بين المتعاطين، وأكد أن هناك بعض الفئات المجتمعية يعانون من انتشار حقيقي للمخدرات فيما بينهم، وهم فئة السائقين المهنيين والحرفيين، حيث انتشرت المخدرات بين السائقين بنسبة 24% والحرفيين 19% من نسبة المدمنين فى مصر.

وأضاف عثمان أن الصندوق عمل طوال عام 2016م، على نشر التوعية في محافظات مصر المختلفة عن طريق تنظيم ماراثون في كل محافظة لتوعية طلاب المدارس والجامعات.

وأشار إلى أن أبرز ما قام به صندوق مكافحة اﻹدمان وتعاطي المخدرات، هو افتتاح “المركز الوطني لعلاج اﻹدمان” بالإسماعيلية، والذي يتسع لـ108 سرير ويعتبر من أهم أماكن علاج الإدمان في مصر، وكذلك افتتاح مركز في أسوان حتى نستطيع خدمة جنوب الصعيد، مضيفاً أنه خلال شهر سيتم افتتاح مركز جديد في الدقهلية ﻷنها من أهم المحافظات التي يجب أن نتواجد بها.

وأطلق الصندوق حملة “أنت أقوى من المخدرات”، والتي تعاون فيها مع عدد من النجوم الذين لهم تأثير عالي على الشباب، ومنهم اللاعب المصري محمد صلاح والفنان محمد رمضان، ونجوم النادي اﻷهلي، كما أطلق فيلم “4*6” من بطولة الفنانة سوسن بدر والفنان محمود عبد المغني، والذي يهدف إلى التأكيد على أن تبطيل المخدرات ليس باﻷمر المستحيل.

غياب الوعظ الديني 

وفي تصريح لـ”صد” تقول الدكتورة عزة  كريم أستاذ علم الاجتماع بالمركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية، أن في حالة غياب الوعظ الديني وتشويه العلماء ينتشر الفساد، وخلال الفترة الماضية بات مئات الآلاف المواطنين مرشحون للاكتئاب والسقوط في المخدرات عبر العقاقير المخدرة بأنواعها، هروبًا من التفكير في أزمات حياتي.

وأشارت عزة إلى أن نسبة المدمنين المذكورة واقعية جدًا، والتوتر المجتمعي الحاصل يؤثر كثيرًا حتى على الحالة الجنسية، فيلجأ البعض للمخدرات”.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023