سمحت الولايات المتحدة لمجلس الأمن باعتماد قرار يطالب بوقف بناء المستوطنات الإسرائيلية في تحد لضغوط من الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترمب وإسرائيل وعدد من المشرعين الأمريكيين الذين حثوا واشنطن على استخدام حق النقض (الفيتو).
فقد طالب مجلس الأمن الدولي في قرار صدر أمس بإنهاء بناء المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية وشرق القدس دون أن تعترض عليه الولايات المتحدة، بحسب “الجزيرة”.
وعلى خلاف القرارات السابقة لم تستخدم الولايات المتحدة هذه المرة حق النقض (فيتو) لإحباط القرار، ما أتاح الفرصة لإصداره.
ويصف القرار الأممي الأخير المستوطنات الإسرائيلية بأنها انتهاك للقانون الدولي وتعد عقبة أمام حل الدولتين، وهو أول قرار يصدر بشأن الوضع في إسرائيل وفلسطين منذ حوالي ثمان سنوات.
واعتبر الامتناع الأمريكي عن التصويت طلقة الوداع من أوباما الذي شاب التوتر علاقته بنتنياهو والذي جعل المستوطنات هدفا رئيسيا لمساعي السلام التي أثبتت عدم جدواها في نهاية المطاف.
وشكل موقف إدارة أوباما تحولا عن سياسة واشنطن طويلة الأمد القائمة على حماية إسرائيل – حليف واشنطن منذ فترة طويلة والتي تتلقى منها مساعدات عسكرية سنوية بأكثر من ثلاثة مليارات دولار- من مثل تلك التحركات.
وتملك الولايات المتحدة حق النقض في مجلس الأمن إلى جانب روسيا وفرنسا وبريطانيا والصين.
ولا يغير صدور القرار شيئا على الأرض بين الفلسطينيين وإسرائيل، لكنه يحمل أهمية أكثر من كونه مجرد إجراء رمزي إذ يرسخ القرار رفض المجتمع الدولي للبناء الاستيطاني الإسرائيلي وقد يحفز الفلسطينيين على مزيد من التحركات ضد إسرائيل في المحافل الدولية.
وبعد التصويت دافع البيت الأبيض عن امتناع الولايات المتحدة عن التصويت قائلا إن أوباما اتخذ قرار الامتناع عن التصويت في ظل غياب أي عملية سلام لها مغزى، وقال إنه حذر إسرائيل مرارا سرا وعلانية من أن النشاط الاستيطاني يزيد عزلتها على الساحة الدولية.
ورفض بن رودس نائب مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض انتقاد ترمب قائلا إن أوباما لا يزال الرئيس حتى 20 يناير.
وقال بن رودس في مؤتمر عبر الهاتف “بضمير مستريح لا يمكننا أن نرفض قرارا عبر عن بواعث قلق من نفس التوجهات التي تؤدي إلى تآكل الأساس لحل الدولتين”.
واتهم ” مسؤول إسرائيلي كبير”، الرئيس الأمريكي باراك أوباما، ووزير خارجيته جون كيري بالوقوف وراء مشروع القرار المناهض للاستيطان بمجلس الأمن.
وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت أن ” المسؤول الكبير ” الذي لم تسمه ، وصف الخطوة الأمريكية بأنها “مخجلة”.
وأضاف، وفق الصحيفة، أن “الإدارة الأمريكية حضرّت بشكل سري مع الفلسطينيين لتمرير مشروع قرار ضد الاستيطان في الضفة”.
واعتبر المسؤول الإسرائيلي ، أنه تم التحضير لمشروع القرار “من وراء ظهر إسرائيل”.