تشهد العلاقات المصرية السعودية توترًا ملحوظًا لم يعد يخفي على الوسط السياسي بشكل عام، وذلك منذ أن أقدمت مصر على التصويت على مشروع قرار روسي في مجلس الأمن حول سوريا لم تؤيده السعودية، وهو ما أثار شكوكًا حول العلاقة بين الرياض والقاهرة، وأعقب ذلك قرار سعودي بوقف إمدادات شركة “أرامكو” النفطية لمصر.
بعدها لوحت القاهرة بتحسين العلاقات مع إيران وسط الحديث عن إرسال القاهرة طيارين لمساعدة الجيش السوري النظامي.
ونقلت صحيفة “الأخبار” اللبنانية، عن مصدر دبلوماسي مصري قوله: “إن غالبية الاستثمارات المدعومة من شخصيات محسوبة على محمد بن سلمان قد أوقفت بشكل كامل، عقب التوقف عن إمداد البترول من خلال شركة أرامكو”، مضيفًا أن “أسلوب الضغط السعودي لن يغير الموقف المصري، سواء في الأزمة السورية أو الأزمة اليمنية، وستبقى القاهرة على تواصل مع جميع الأطراف، بلا استثناء
إلا أن بعض ملامح الأداء البرلماني والإعلامي في مصر قد تؤشر إلى مزيد من التصعيد حيث قال برلماني مصري، أمس الثلاثاء، ” يجب أن نضع السعودية في مكانها الطبيعي”، وكتبت صحيفة ” الأنباء” المحسوبة على النظام تحليلا تحت عنوان ” جلالة الخائن” في إشارة للملك سلمان
ضعف سياسي واقتصادي
يقول الباحث والإعلامي المصري مسعد خيري في تصريح لـ”رصد”، إن الأمر متشابك، ومواقف مصر من القضايا المصيرية للسعودية جاءت مخيبة لآمال المملكة، خاصة وأن المملكة قد وقفت لجوار النظام المصري في انقلاب يوليو ٢٠١٣م، ودائمًا ما تنتظر رد الجميل، هذا فضلاً عن كون مصر صارت من الضعف السياسي والاقتصادي بما لا يغري لا السعودية ولا غيرها في إقامة أي تحالفات أو تبادل مصلحة معها ومعلوم أن علاقات الدول السياسية قائمة بالأساس على تبادل المصالح على حد قوله
أما عن تغير الخطاب الصحافي أو البرلماني تجاه المملكة أو شخص الملك سلمان فيراه خيري أنه مؤشر خطير قد يكون له ما بعده.
الاتجاه شرقا
ومن جانبه يرى الدكتور محمد العادل ( سياسي أكاديمي) في تصريح خاص لـ”رصد”، أن التجرؤ الذي شهده مجلس النواب المصري على السعودية دليل على أن القاهرة قد اتجهت نحو التأكيد على ميلها للمعسكر الشرقي مصطفة بذلك إلى جانب روسيا وإيران والنظام السوري وهو قرار يحب على مصر أن تكون قد أخضعته جيدا للدراسة والتعرف على أبعاده تكتيكيا وإستراتيجيا واستطرد: القضية السورية بالنسبة للمملكة العربية السعودية قضية مصيرية وكذلك المواجهة مع الحوثيين في اليمن وفي القضيتين اتخذ النظام المصري خطوات لا تصب في مصلحة السعودية.
وقد صرح خبراء لـ”رصد” بأن الفرصة ما زالت قائمة لاحتواء الأزمة بين البلدين إلا أن التصريحات التي تصدر عن البعض قد تعرقل هذا الاحتواء وتتسبب في مزيد من التعقيد، فيرى الكاتب الصحافي بهاء الدين إبراهيم أنه عندما تكتب صحيفة ما ” الملك الخائن” في إشارة للملك سلمان فإنها دلالة على أن الأمور قد وصلت لمرحلة عصيبة قد تؤذن بمزيد من التأزم والتشابك.
مزيد من الأخطاء
من جانبه رأى الباحث والمحلل السياسي بشير عبد الفتاح في تصريحات صحافية له، أن الطرفين السعودي والمصري يتعاملون مع الأزمة بمزيد من الأخطاء التي لا تصب في اتجاه إيجابي ويجب أن تتغلب الحكمة والوعي.
ويبدو أن المجتمع الدولي ينتظر بترقب المآل الذي قد تؤول إليه الأمور في هذا الصدد خاصة في ظل تبادل المواقف حيث قررت السلطات السعودية مؤخرا وقف استيراد جميع أنواع استيراد ثمار الفلفل من مصر
ونقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية “واس” عن وزارة البيئة والمياه والزراعة السعودية تأكيدها أن القرار جاء “بعد أن تم فحص وتحليل عينات من الفلفل، وثبوت استمرار ورود شحنات فلفل ملوثة بمتبقيات مبيدات”.