شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

إعلام النظام وحادث اغتيال السفير الروسي بين الشماتة والمكايدة

إعلام النظام وحادث اغتيال السفير الروسي بين الشماتة والمكايدة
يومًا ما قال عبد الفتاح السيسي إنه يجب أن تضمن الدولة ولاءات أذرع إعلامية حتى تكون قوية، وفي أحد التسريبات الشهيرة للسيسي واللواء عباس كامل ظهر صوت كامل وهو يوجّه المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة بأن يكلف إعلاميين محسوبين

يومًا ما قال عبد الفتاح السيسي إنه يجب أن تضمن الدولة ولاءات أذرع إعلامية حتى تكون قوية، وفي أحد التسريبات الشهيرة للسيسي واللواء عباس كامل ظهر صوت كامل وهو يوجّه المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة بأن يكلف إعلاميين محسوبين على النظام بتناول موضوعات معينة في برامجهم يقول ” عندك رولا، والبت بتاعتنا عزة مصطفى ومحمود سعد”.
ويبدو أن حادث اغتيال السفير الروسي بتركيا وضع الأذرع الإعلامية في موضع الاختبار الذي نجحت فيه ببراعة.

ففي تعليق للمذيع أحمد موسى على حادث الاغتيال يقول  “في انتظار الرد الروسي، وتركيا قتلت القاتل لتغلق الملف”، وتبعه في ذلك عمرو أديب الذي قال: إن “القاتل تعمد الإساءة للإسلام والحادث فضيحة لتركيا”.
كما علق المذيع وائل الإبراشي قائلاً: “تركيا وقطر في مأزق بعد اغتيال السفير الروسي والحادث دليل على الفشل والخلل الأمني”.

إعلام تحت الطلب
يرى المحلل السياسي ياسر سعد، أن الإعلام المنبثق عن الفضائيات المملوكة لرجال أعمال يبحثون عن مصالحهم مع النظام الحاكم هو إعلام ينتظر الأوامر من حين لآخر، وهذه الأوامر عادةً ما تصدر من المخابرات العامة او الحربية أو الأمن الوطني، حسب القضية المثارة، ويؤكد: الكثير من الإعلاميين اعترفوا بذلك جهارًا في اجتماعات مختلفة، بل في حلقات على الهواء، ويتساءل ماذا تنتظر من مذيع يخرج لفاصل إعلاني بأمر عبر الهاتف؟! 

العلاقة بين الإعلام والسياسة
من جانبه يرى الإعلامي المصري مسعود حامد، أن الجهات المتنفذة داخل الدولة لها سياسة قديمة في التعامل مع الإعلاميين، بل مع كافة الأطراف وهي سياسة الملفات، بمعنى أن تتعقب الشخصية وتبحث عن أسراره وتحركاته وتضع يدها على ملف خطير في حياته ومن خلاله يتم ابتزازه وإلا يتم فضحه على الملأ، وهي سياسة رخيصة اتبعتها مخابرات عالمية من قبل، ويضيف: “لذلك لا غرابة عندما تجد إعلاميين تتغير مواقفهم بشكل مفاجئ تجاه قضايا بعينها، هذا فضلا عن الإغراء المادي وخير دليل على ذلك المرتبات والمكافآت المادية التي لم تعد تخفى على أحد”.
ويستطرد: حادث اغتيال السفير الروسي بتركيا قضية عميقة لها دلالاتها على المستوى السياسي وتأثيرها على العلاقات الدولية ولذلك عندما يتم تناولها إعلاميًا يجب أن يكون القائمون على المسألة متخصصين وعلميين وليسوا أصحاب مصالح ولا مهددين بملفات أو غير ذلك، وهو ما يفتقده الإعلاميون القائمون على برامج فضائيات رجال الأعمال، على حد قوله.
ارتباط مصير

ويؤكد خبراء لـ”رصد”، أن المسألة تجاوزت الماديات بين هؤلاء الإعلاميين والنظام الحاكم، ووصلت للدرجة التي ارتبط فيها مصير هؤلاء الإعلاميين بمصير هذا النظام، فكونهم وقفوا إلى جانب هذا النظام وسوقوا له لدى الجماهير ودافعوا عنه وروجوا لأفكاره، جعلهم عرضة لخطورة شديدة في حالة فشله أو سقوطه، ولذلك هم مستمرون في دعمهم للنظام بكل ما يملكون، والنظام أيضًا مستمر في دعمهم. 
وعطفًا على هذا يقول الإعلامي محمود سمير ( مقدم برامج بالإذاعة الكويتية)، في حالة اغتيال السفير الروسي من المؤكد أن الأوامر قد صدرت” للأذرع الإعلامية “بالترويج لفكرة توتر العلاقات بين موسكو وأنقرة، والتركيز على التقصير الأمني من الجانب التركي بل والترويج لفكرة ضلوع النظام التركي نفسه في حادث الاغتيال كما فعل أحمد موسى.

غياب المهنية وضحالة الفكر

وفي السياق ذاته يقول الكاتب الصحافي بهاء الدين إبراهيم، إن المتأمل في خطاب الإعلاميين المحسوبين على النظام يتعرف سريعًا على ضحالة الفكر وقلة الثقافة وعدم الاطلاع.. بالإضافة إلى استعدادهم التلقائي للمكايدة السياسية في الدول التي لا يرتبط النظام معها بعلاقات جيدة، ويقول النظام ليس على وفاق مع تركيا وقطر، إذن ليكن الهجوم عليهما في أي حادثة أيًا كانت الحقائق.

وظهر ذلك في أحداث عديدة منها على سبيل المثال لا الحصر محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا في يوليو الماضي، واليوم أيضًا يظهر بقوة في حادث اغتيال السفير الروسي في تركيا أندريه كارلوف، ويؤكد: هؤلاء في الأصل ليسوا إعلاميين بل مجرد أصحاب دكاكين لبيع الأخبار بمواصفات معينة على حد قوله.
 



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023