كشف رضوان الزواري شقيق الشهيد الطيّار التونسي محمد الزواري الذي اغتيل الخميس الماضي، جوانب جديدة في حياة شقيقه، مؤكدًا أن عملية اغتيال أخيه كانت منظمة جدًا، ومخطط لها مسبقًا حيث تم اغتياله أمام منزله.
واغتيل الشهيد الطيّار التونسي محمد الزواري، يوم الخميس 15 ديسمبر 2016م، عند الساعة الثانية بعد الظهر، أمام منزله الكائن بطريق منزل شاكر، وسط مدينة صفاقس، وأعلن كتائب عز الدين القسام، الجناح المسلح حركة المقاومة الإسلامية حماس، مساء السبت، أنه كان عضوًا في القسام وأحد رواد مشروع طائرات بدون طيار، وأكدت أن الزواري هو أحد القادة الذين أشرفوا على مشروع طائرات الأبابيل القسامية والتي كان لها دورها في حرب العصف المأكول عام 2014م.
وقال شقيقه في حديث لموقع “القسام”: لم يكن محمد يحدثنا عن عمله مع كتائب القسام، وتفاجأنا بذلك، فقد كان يسخر وقته للبحث العلمي، وتطوير مشاريعه التي تتعلق بموضوع الطائرات دون طيار، وغيرها من هواياته المفضلة.
ولفت إلى أن عائلته شعرت بالفخر حين سمعت تبني كتائب القسام لنجلها الشهيد، لأنه كان له بصمة مع الفلسطينيين في مقاومتهم للاحتلال.
وتابع شقيقه: كان محمد يتباهى بأفعال المقاومة الفلسطينية وكتائب القسام، وصدها لجيش الاحتلال وخاصة خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة، ويتفاعل مع كل خبر يأتي من هناك.
من هو الزواري؟
وحول سيرة القائد القسامي محمد الزواري كشف أحد المقربين من الشهيد جزءًا من حياته، بدءًا من مسيرته التعليمية، ومرورًا بمطاردته لسنوات من نظام بن علي البائد، وتنقله بين الدول العربية، وصولاً إلى رسالة الدكتوراه والمتمثلة في إنشاء غواصة تعمل بالتحكم عن بعد، ثم استشهاده.
وقال إنه كان دمث الأخلاق، يحتاط لأبعد الحدود، عرف بنبوغه وبكونه طاقة وهامة علمية خاصة خلال فتراته الدراسية.
ميلاده
ولد القسامي التونسي محمد الزواري بصفاقس في يناير عام 1967م.
تعليمه
بدأ تعليمه في المدرسة الابتدائية “بالي”، ثم التحق بمعهد الذكور الهادي شاكر ليتم تعليمه الثانوي، أما تعليمه الجامعي فقد كان في المدرسة الوطنية للمهندسين بصفاقس، حيث درس فيها الهندسة الميكانيكية.
وخلال دراسته الجامعية، أشرف الشهيد على العمل الإسلامي لحركة النهضة بمعاهد صفاقس، كما كان عضوًا في قيادة الاتحاد العام التونسي للطلبة بصفاقس، بينما تعرض في السنة الرابعة إلى ضغوط الأجهزة الأمنية والتضييق من نظام بن علي؛ فاعتقله عدة مرات بتهمة الانتماء لحركة النهضة.
مطارد بين الدول
واضطر الزواري في البداية إلى الاختفاء بأحد منازل صفاقس القديمة المسماة “برج” رفقة 40 من إخوانه المطاردين على ذات التهمة، إلى أن تمكن بمساعدة أحد رفاقه من الانتقال إلى ليبيا عام 1991م، فقضى فيها 6 أشهر قبل أن ينتقل إلى سوريا، حيث أمضى فيها كذلك 6 أشهر وتزوج من زوجته السورية.
بعد ذلك طلب الزواري اللجوء السياسي لدى جمهورية السودان، فأقام فيها نحو 6 سنوات، ثم انتقل إلى المملكة العربية السعودية، ومكث بها شهراً واحداً قبل أن يعود إلى سوريا ليقيم فيها، حيث عمل مع شركة في الصيانة.
ومع قيام الثورة التونسية عاد المطارد إلى أرضه، وأقام بها لمدة قاربت ثلاثة أشهر قبل أن يعود مجدداً إلى سوريا ليواصل عمله مع شركته.
وبعد قيام الثورة السورية عاد إلى بلاده ليستقر فيها برفقة زوجته، ليواصل أبحاثه على أرض وطنه، فقدم مشروع تخرجه في الهندسة بالمدرسة الوطنية للمهندسين بصفاقس عام 2013 م، والمتمثل في اختراعه لطائرة بدون طيار.
كانت آخر تنقلات الزواري الخارجية إلى لبنان، وذلك منذ بداية نوفمبر، قبل أن يعود إلى بلاده خلال الأسبوع الثاني من شهر ديسمبر، ليكون آخر لقاء بطلابه يوم السبت 10 ديسمبر 2016م.
مشروع الدكتوراه
عمل الشهيد التونسي أستاذًا جامعيًا في المدرسة الوطنية للمهندسين بصفاقس، وأسس مع عدد من طلبته وبعض الطيارين المتقاعدين نادي الطيران النموذجي بالجنوب.
وظل الشهيد يعاود زياراته إلى تركيا عدة مرات ليواصل العمل في مشروعاته مع الشركة التي كان يعمل فيها بسوريا، والتي انتقلت إلى لبنان بعد اندلاع الثورة السورية.
وبجسب مصادر مقربة فإن الشهيد كان يجهز في تلك المدة للإعداد لمشروع الدكتوراه، والمتمثل في إنشاء غواصة تعمل بالتحكم عن بعد.