تشهد حلب في هذه الأيام أحداثًا متسارعة، حيث تشن قوات النظام السوري مدعومة بالطائرات الروسية والمليشيات الطائفية حملة شرسة على مدينة حلب في محاولة للسيطرة على أهم معاقل المعارضة السورية، والقضاء على أخر أمل في نجاح الثورة السورية المستمرة منذ ما يقرب من 6 سنوات.
ما يحدث في حلب في هذه الأيام يذكرني بمعركة من أهم المعارك في تاريخنا الإسلامي وتاريخ الأندلس خاصة، وهي معركة الزلاقة والتي اشتهرت أيضاً بمعركة تحديد المصير، ففي هذه المعركة كانت الأندلس على وشك السقوط ،جراء الحملة الشرسة التي قادها ألفونسو السادس ملك قشتالة على دويلات الطوائف، والتي استطاع فيها اسقاط مدينة طليطلة العاصمة القديمة لمملكة القوط ،ولولا استغاثة أهل الأندلس وعلى رأسهم المعتمد بن عباد ملك إشبيلية بدولة المرابطين التي كان أميرها يوسف بن تاشفين الملقب (بأمير المسلمين) لسقطت الأندلس قبل سقوطها بثلاثة قرون.
استطاعت قوات المسلمين بقيادة يوسف بن تاشفين هزيمة ألفونسو السادس في معركة الزلاقة العظيمة ، وتأخير سقوط الأندلس 3 قرون بفضل توحد أهل الأندلس مع أهل المغرب، بعد أن كانوا متفرقين إلى دويلات صغيرة مما ساعد ألفونسو السادس على احتلال مدينة طلطيلة، وكان على وشك احتلال الأندلس بكاملها.
أن الناظر في ما يحدث في حلب الشهباء من ازياد الحملة التي يقودها النظام السوري بمساعدة الطائرات الروسية والمليشيات الطائفية، واستماتة المعارضة السورية في المحافظة على أهم معقل لها، يدرك أهمية معركة حلب وأنها تشبه في أهميتها معركة الزلاقة ،وأن معركة حلب ستكون نقطة فاصلة في تحديد مصير الثورة السورية، كما كانت معركة الزلاقة نقطة تحول في تاريخ الأندلس.
فمعركة حلب تعتبر معركة حياة أو موت للمعارضة السورية والنظام السوري على حد سواء، فإذا انتصر النظام السوري سيكون قد استطاع انهاء أخر أمل في نجاح الثورة السورية، وإذا استطاعة المعارضة الانتصار فستكون قد أحيت الثورة السورية بكاملها، وستكون مصدر إلهام لباقي المدن السورية في معاركها ضد النظام السوري.
فيا ترى هل تستطيع المعارضة السورية الانتصار في هذه المعركة وتقديم قبلة الحياة للثورة السورية بكاملها أم يستطيع النظام السوري القضاء على أخر أمل في نجاح الثورة السورية؟
