استنكر سفير قطر لدى مصر ومندوبها الدائم بالجامعة العربية، سيف بن مقدم البوعينين، الأوضاع التي آلت اليها سوريا بعد الانتهاكات الجسيمة بحق المدنيين هناك.
وقال إن “ما ترتكبه قوات النظام السوري من جرائم وحشية وانتهاكات غير إنسانية، واستهداف للمستشفيات وتدمير ممنهج للبنى التحتية للمدينة وقصف معالم الحضارة الإنسانية، تُشكّل جرائم ترقى بكل تأكيد إلى جرائم حرب”.
وأضاف البوعينين خلال كلمته خلال الجلسة الافتتاحية لأعمال الاجتماع الطارئ لمجلس الجامعة؛ لبحث الأوضاع المتدهورة في حلب، أن “اجتماعنا اليوم يمثل استشعارًا منا لحجم المأساة التي يعانيها الشعب السوري الشقيق، وللعمل على إنهاء معاناته وإيجاد السبل الكفيلة بكبح توحش وبطش النظام السوري وحلفائه ووقف نزيف الدم السوري، ونأمل أن نتخذ القرار الذي يلبي هذه الطموحات”.
وتابع “الأمة العربية، بل والعالم أجمع يعيش هول فاجعة ما تتعرض له مدينة حلب السورية من عمليات إبادية وحشية، ترتكبها قوات النظام السوري والمتحالفون معه عبر قصف عشوائي مستمر يطال المواطنين الأبرياء ويسحق الأخضر واليابس، وينتهك كل مبادئ حقوق الإنسان كما يمارس النظام وزبانيته عمليات إعدام ميدانية بشعة وغير مسبوقة، يأبى أن يقبلها أي ضمير إنساني حي”.
وطالب السفير القطري بـ” بلورة موقف عربي موحد وجاد لإجبار هذا النظام وحمله على وقف عدوانه غير الإنساني على السكان المدنيين”.
ودعا “المجتمع الدولي بتقديم المسؤولين عنها إلى العدالة الدولية وتحرك سريع من أجل وقف هذه المجازر والانتهاكات التي يرتكبها النظام السوري وحلفاؤه، والعمل على تأمين ممرات إنسانية آمنة، وضمان إيصال المساعدات إلى مدينة حلب وكافة المدن السورية”.
وقال السفير إن “دولة قطر تدين بأقسى العبارات وأشد الكلمات هذه الحرب الآثمة وتندد بحزم بالانتهاكات الفظيعة التي يمارسها النظام السوري وحلفاؤه والتي يندى لها جبين الإنسانية”.
وأشار الى أن “قرابة 100 ألف مدني سوري أو يزيد يعيشون في بقعة لا تتعدى بضعة كيلومترات، يعانون وضعا إنسانيا كارثيا ويفتقرون للحد الأدنى من أبسط مقومات الحياة، يواجهون الموت يومياً،… وهو ما يحتم على مجلس الأمن الاضطلاع بمسؤولياته القانونية والسياسية والأخلاقية وإلزام جميع الأطراف ذات الصلة بالعمل على التوصل إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار يسمح بإغاثة وإنقاذ المدنيين”.
وكانت المعارضة السورية وقوات النظام المدعومة من قبل روسيا، قد توصلت يوم الثلاثاء، لاتفاق وقف إطلاق النار وإجلاء المدنيين من شرقي حلب وذلك بوساطة تركية، غير أن قوات النظام خرقت هذا الاتفاق بقصفها الأحياء المتبقية بيد المعارضة.