غابت الأفلام، التي ترصد ثورة يناير 2011، التي أنهت حكم الرئيس المخلوع حسني مبارك، أو أجوائها، عن مهرجاني القاهرة ودبي السينمائيين، واللذين أقيما الشهرين الحالي والماضي.
فمهرجان “دبي السينمائي الدولي، الذي اختتم دورته الـ13، مساء الأربعاء، فاجأ الجميع بالتراجع عن عرض فيلم “بائع البطاطا المجهول”، الذي تدور أحداثه إبان الثورة، من دون تقديم أسباب، بحسب “الأناضول”.
وقبله بأسابيع اتخذ مهرجان القاهرة السينمائي الدولي موقفاً مشابهاً، باستبعاد فيلم “آخر أيام المدينة”، الذي تدور أحداثه في الأجواء نفسها، من المسابقة الرسمية، بدعوى “عرضه في مهرجانات أخرى”، مخالفا لشروط المهرجان.
وغرد الممثل المصري خالد أبوالنجا، علي صفحته بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” قائلاً: “تأسف إدارة مهرجان دُبي السينمائي الدولي، وفريق عمل الفيلم المصري، المُشارك في مُسابقة المهر القصير، عن عدم تمكنهم من عرض فيلم (بائع البطاطا المجهول) لظروف طارئة وخارجة عن إرادة الطرفين، متمنين للفيلم النجاح في عرضه المقبل”.
والتدوينة، هي نص البيان الذي أصدره المهرجان، للاعتذار عن عدم عرض الفيلم، الذي يشارك خالد في بطولته وأخرجه وكتبه أحمد رشدي.
ولم يقدم المهرجان أي تفسير لعدم عرض الفيلم، رغم اختياره من قبل للمشاركة في المسابقة.
والفيلم مأخوذ عن قصة حقيقة، وهي واقعة مقتل الطفل بائع البطاطا عمر صلاح بميدان التحرير (وسط القاهرة)، ولم يُعرف من القاتل حتى اليوم.
والبطل في الفيلم هو مُحقق يبحث وراء حقيقة مقتل هذا الطفل إلى أن ينتهي الأمر بعدم اكتشاف القاتل.
ويصنف العمل كفيلم قصير، مدته لا تتجاوز 15 دقيقة، وهو من أفلام الأنميشن (الرسوم المتحركة)، حيث استخدم فيه المخرج الشاب أحمد رشدي تقنية الأنميشن الصعبة وهي طريقة “الروتو أسكوبينج”.
فيلم “بائع البطاطا المجهول” بطولة الممثل المصري خالد أبو النجا، والفنانة الشبة تارا عماد، وإخراج أحمد رشدي.
وتعتبر مسابقة “المهر القصير”، منذ انطلاقتها عام 2006، بمثابة منصة لتقديم أفضل ما تنتجه السينما العربية، في الأفلام القصيرة، واكتشاف ورعاية المواهب، ولجذب المخرجين الجدد.
وقبل “دبي السينمائي الدولي”، استبعد مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، في دورته الـ38، المنتهية 25 نوفمبر الماضي، بشكل مفاجئ أيضا فيلم ” آخر أيام المدينة”، بطولة الممثل المصري البريطاني خالد عبد الله وإخراج تامر السعيد .
ويدور الفيلم حول حياة مخرج شاب يحاول أن يصنع فيلمًا عن القاهرة، وما تحمله من أحلام في الوقت الذي يعاني فيه من احتمالية أن يُطرد من شقته بوسط العاصمة، التي يعشقها.
كما أن المرأة التي يحبها تريد أن تهاجر خارج مصر، متذكرًا في نفس الوقت أيام طفولته عندما كانت القاهرة مكانًا أكثر إشراقًا، ويرصد الفيلم المظاهرات، التي مهدت لثورة يناير2011، واعتدءات قوات الأمن على المحتجين.
ويحمل بطل الفيلم إسم “خالد السعيد”، وهو ما بدا إسقاطاً مقصوداً، وليس محض صدفة، بتشابه إسم البطل مع إسم ضحية من بين أبرز محركات ثورة يناير، وهو الشاب، الذي اتهمت عناصر شرطية بقتله تحت التعذيب.
وأعلن عدد كبير من السينمائيين، في بيان مشترك، مقاطعة المهرجان، على خلفية القرار، متهمين المهرجان بـ”التعنت” ضد الفيلم، الذي يشارك في بطولته الممثل المصري البريطاني خالد عبد الله.
وجاءت المفارقة بفوز الفيلم نفسه بجائزة مهرجان “نانت الكبرى”، والذي عقد في مدينة “نانت” الفرنسية، خلال الفترة من 21 إلى 28 نوفمبر.
كما حصل كذلك على جائزة أحسن فيلم روائي في مهرجان سان فرانسيسكو للفيلم العربي، ووصفه نقاد بأنه “أفضل إنتاج عربي في 2016”.