كشف الكاتب “الإسرائيلي “تسفس مازل” – زميل مركز السياسات العامة بالقدس – عن قيام إسرائيل بتدريب آلاف المزارعين المصريين على أراضيها ضمن برامج التعاون إبان حكم الرئيسين السابقين السادات ومبارك.
ويرى الكاتب الذي شعل منصب السفير “الإسرائيلي” السابق بالقاهرة أن مصطلح السلام البارد الذي صيغ إبان حكم الرئيس المصري (المخلوع) حسني مبارك، يبدو أنه لن يتحول إلى سلام أكثر دفئًا في الوقت الحالي، بالرغم من اللفتات الطيبة التي حدثت، إذ تم تعيين سفير جديد بعد أربع أعوام من الانقطاع، وأعيد افتتاح مقر السفارة “الإسرائيلية” في القاهرة، وقيام رئيس الوزراء المصري سامح شكري بزيارة عالية المستوى إلى “إسرائيل”، علاوة على ذلك تأكيد وزير الخارجية المصري، سامح شكري أثناء حديثه إلى طلاب مدرسة ثانوية على أن دفاع الدولة العبرية عن نفسها لا يمكن أن يكون إرهابًا.
ويتساءل الكاتب عن ما إذا كان السيسي، الرئيس المحاصر – بحسب وصف الصحيفة – والذي يعاني من مشكلات اقتصادية كبيرة ينوي تحسين العلاقات الاقتصادية مع “إسرائيل”، حيث بقيت أرقام التجارة منخفضة بين البلدين وتراوحت ما بين 150 مليون إلى 250 مليون سنوياً باستثناء عامي 2010 و 2012 بسبب تصدير الغاز من مصر إلى “إسرائيل”.
ويضيف الكاتبب أن صادرات المنسوجات المصرية إلى الولايات المتحدة ارتفعت من 200.000 دولار إلى مايزيد على مليار دولار بفضل اتفاقية المناطق الصناعية المؤهلة التي اشترطت احتوائها على 10 بالمائة من المكونات الإسرائيلية .
كما أن هناك خبرة كبيرة في التعاون في مجال الطاقة بين البلدين، حيث أعطى حسني مبارك حق تنفيذ مشروع تصدير الغاز إلى “إسرائيل” إلى رجلي الأعمال حسين سالم و”يوسي مايمان” وفي غضون عام وصل الغاز المصري إلى “تل أبيب ” والآن هناك صفقة للغازعلى الطاولة، لكن في الاتجاه المعاكس، ومن المرتقب أن يبدأ تصدير غاز حقل “ليفياثان” الإسرائيلي إلى مصر في 2019 .
ويلفت الكاتب إلى أن التعاون المثمر في مجال السياحة حيث ذهب مئات الآلاف من الإسرائيليين إلى شبه جزيرة سيناء وإلى الأهرامات، وفي وقت الذروة كان هناك أربعة رحلات أسبوعياً من القاهرة إلى تل أبيب، وأدى التعاون المثمر بين البلدين إلى صفقات سياحية مميزة تتضمن زيارة مصر وإسرائيل، وتجذب السياح من الولايات المتحدة وروسيا .
وكانت الزراعة أحد القطاعات الواعدة للتعاون بين البلدين، حيث وضعت المعرفة العلمية “الإسرائيلية” في زراعة القاكهة والخضروات في التربة الخفيفة مثل الصحاري، تحت تصرف مصر، وتم إنشاء المزارع النموذجية بالقرب من طريق مصر الأسكندرية الصحراوي .
كما أن إسرائيل أعطت جارتها أفضل البذور للمشروع، وخضع آلاف الفلاحين لتدريب متخصص في ” كيبوتس برور هايل” بالقرب من “سديروت”، وزاد الانتاج، ولم تكتف مصر فقط منه بل قامت بتصديره، ومثال ذلك تصدير الفراولة المصرية إلى أوربا، لكن كل أنواع التعاون المهم راح ضحية التحريض الإسلامي (بحسب الصحيفة)، واتهمت “إسرائيل” بتسميم التربة الزراعية وانتهى هذا التعاون بسقوط مبارك.