قال د. يحيى القزاز – الأستاذ بجامعة حلوان والناشط السياسي – إن ما يجري من عسكرة الدولة بتعييين وزراء من الجيش، وما ظهر مؤخرًا من اتجاه لتعيين شخصية عسكرية كبيرة رئيسًا للحكومة؛ هو استكمال لمشروع عبد الفتاح السيسي في الاتجاه لعسكرة مصر تمامًا، وإحكام سيطرة الجيش عليها، وكأن الجيش هو الدولة ومصر هي التابعة له، وليس العكس، وهذا مرفوض بأي حال من الأحوال، وبهذه الطريقة نكون أمام – ما وصفه – بانقلاب على دستور وثورة 30 يونيو الذي يؤكد أن الجيش مؤسسة من مؤسسات الدولة، ويخضع للدستور والقانون ومن ثم المتابعة والمحاسبة وليس دولة داخل الدولة.
وحذر القزاز في تصريحات خاصة لـ”رصد” من ان يؤدي هذا الاتجاه من عسكرة البلاد إلى انهيار الدولة بالكامل، بسبب فشل ادارة الجيش للبلاد علي مدار السنوات الماضية، مضيفا: ان هذا يعني استمرار التداعيات المخيفة في اقصاء المجتمع المدني، وان التوسع في ادارة البلاد عسكريا يجعلنا نشعر وكاننا في احتلال خارجي؛ لان ممارسات العسكر من وجهة نظري لا يوجد بينها وبين الاحتلال الاجنبي فرق كبير، ومن هنا أناشد الجميع إلى التنبه لنتائج العسكرة التي ستقود البلاد إلى كارثة عاجلا أم آجلا.
وأنحى القزاز باللائمة على المجتمع المدني وخاصة الأحزاب السياسية التي تراجع دورها إلى حد كبير، وتركت فراغا جعلت الجيش يتمدد فيه بهذا الشكل، متابعا: هذه الاحزاب هي التي تبرر للعسكر ما يتخذونه من خطوات واجراءات بل وتدعمها، وهذا ان دل علي شيء انما يدل علي هزيمة هذه الاحزاب تماما امام الجيش، واذا كنا بحاجة لثورة على النظام العسكري فنحن ايضا بحاجة الى ثورة على هذه الاحزاب التي لم تعد تصلح لا للمعارضة او للحكم.
جاءت تصريحات القزاز عقب تكهنات بتعيين اللواء محمد العصار رئيسا للحكومة خلفا لرئيسها الحالي شريف اسماعيل.