عرضت قناة الجزيرة أمس فيلم “العساكر”، وعقب بث الفيلم تلقت شبكة “رصد” الآلاف من شهادات المجندين التي تؤكد أنهم يتعرضون للذل والمهانة داخل الجيش المصري، ويتم استغلالهم للخدمة في تلبية طلبات القادة العسكريين.
– نرصد أبرز تلك الشهادات:
يقول أحد المشاركين :” دخلت الجيش في عام 93 لم أر في حياتي ذل ومهانة وعبودية مثل ما رأيته في الجيش الذي يقولون عن جنوده خير جنود الارض، أول يوم لي في العسكرية حتى قبل ما نستلم المهمات اللبس والبطاطين بعد انتظار يوم كامل داخل مركز التدريب قاعدين في الصحراء لما اتشوينا، علي بالليل كده اخدونا علي احدي العنابر عشان ننام من غير ما نستلم المهمات يعني هنام بهدومنا زي ما احنا، دخلنا العنبر من هنا و سمعت في آخر العنبر صوت ضرب وشتيمه بأقذر الالفاظ وده كان شاويش نوبتشي بيرحب بالمستجدين خير اجناد الارض “
وأضاف:” حاولت اني اتجنب اي احتكاك مع صف الضباط ، ودي نبذه بسيطة عن البرنامج اليومي لخير اجناد الارض: 6 صباحا تصحي عشان تلم زبالة الساعة 7 تذهب الي الافطار الذهاب يكون يا اما زاحفا او متكدرا ، متكدر يعني مسافة حوالي كيلو متر وانت رايح الميس ارقد، ازحف، تسعة استعد سته استعد يعنى عشان تاكل يطفحك اللقمة، بعد طابور الفطار طابور لياقة اونطة “
وتابع: بعد طابور اللياقة طابور تعليم ده بتتعلم فيه اللي عمرك ما شفته في حياتك وهو ازاي تمشي خطوة معتادة علي الشمال معتدل در، ده يوميا من الساعة 10 صباحا حتى 2 ظهرا في عز جهنم لا في تدريب ولا في اي حاجه لرفع كفاءة خير اجناد الارض، اقسم بالله انا قضيت في الجيش 3 سنين لم اتمرن علي الرمايه تمرين حقيقي الا مرة واحدة و الباقي كله يا اما مفيش او لما بنروح ميدان الرماية ناخد معانا كرتونة لحمة او كرتونة فراخ نخلص الموضوع من غير ما نضرب طلقة واحدة ولو الظابط مسؤل الميدان عصلج كنا بنكون اربع عساكر فقط كنا بنضرب نار للوحدة كلها يعني فرح العمدة”
قهر وذل
– شهادة آخر :” كنت في فترة الـ 45 يوما أو ما يسمي مركز التدريب في مركز ثلاثة مشاه بمحافظة االمنوفية وقبل ما نتوزع علي الوحدات الخاصه بينا في يوم من أيام التدريب بعد ما تم جمعنا لطابور الغداء ورحنا الميز وقفنا في طابور كبير علشان الغدا قائد الوحده كان واقف شاف عسكري من العساكر “القدامى” جايب حله ياخد التعيين “الأكل”فيها خدها منه ورمها علي الأرض وقاله وطّي يا عسكري يا زبالة هاتها.. كلنا كنا في قمة القهر والذل ساعتها من اللي حصل “.
يضيف :” عمري ما هنسي ضابط الصف شادي مش عارف اسمه شادي إزاي، ماعلينا، كدرني وخالني الف حولين العلم في أرض الطابور وأنا رافع المخله وبعد ما خلصت قالي لف تاني ما شفتكش كل دا علشان شكلي مش عجبه.. المشكلة اننا بنضيع عمرنا في الجيش وعمرك ما هتستفاد غير الحكايات نهايك بقي لو قامت حرب هنحارب بحكايات الذل والقهر كل يوم إخواتنا بيموتوا علي الحدود ليه علشان شافوا الذل والقهر هيدافعوا إزاي عننا وعن الحدود وهو ما عندوش حكايات عن العزه والكرامه.. للأسف الجيش كله ظلم وقهر وللأسف الجيش بتاعنا عامل زي الشركة الأقتصادية الكبيرة اللي بتستثمر في مصر بحس دايما أننا مستعمرة للجيش”.
بيعلموك السرقة
– يحكي مجند سابق عن المعاملة غير الآدمية بقوله :” البداية من مركز التجنيد والاستغلال المادى من خلال دفع فلوس من غير اى خدمة ومعاملة غير آدمية من اول ماتدخل البوابة وكأنهم بيستعبدوك تدخل بقى جيشك وتستلم مخلتك ومعاملة أقذر ما تكون اكل لا يصلح للبشر مياه بتتخزن فترات فى جراكن غير صالحه للتخزين تدريب عسكرى انسى مافيش كلام على ورق، كل همهم ازاى يكسر نفسك وبس ، طوابير عسكرية ولا ليها اى فايدة لمجرد 5 دقايق تعدى قدام الطابور ، بيعلمك السرقه اه هى زى ما قرتها السرقه من بعض لأنك لازم تسلم مخلتك جديدة زى ما استلمتها وكأنك ما استعملتهاش افتكر موقف مره فى طابور فالقائد سمع صوت وده كبير قوى فكان رد فعل قائد الطابور اى انا بورقه …اجيب قدكم مرتين”
تكدير وزحف
ويسرد آخر قصته قائلا :”دى حكاية حصلتلى لما كنت فى الجيش، الكلام ده فى 2014 أول يوم ضابط لسه متخرج كنا طالعين من الميز بعد الغداء و أول ما طلعنا قالنا ارقدوا على بطنكم .. نقوله ليه طيب .. عملنا ايه .. يكدرنا اكتر وزحفنا أكتر من 500 متر ده غير تكدير اسمه هندى ويهودى عذاب ، و خلونا عملنا فرز لدانات المدافع ..طلعنا 4 مخازن و بعد ما طلعناهم دخلناهم تانى مع العلم دانة المدفع وزنها 90 كيلو .. أقسم بالله ايدينا كانت بتجيب دم ، وفيه قائد كتيبه كان ماسكلنا عصاية فض الشغب زى بتاعة الأمن المركزي واللى يحس انه بيرتاح يضربه على ضهره .. وتانى يوم دخلنا فيه قعدنا نبلط ونبيض العنبر”
ويضيف:” وبعد كده دخلت الأمن فى يوم 30 مايو 2014 .. كنا المفروض نفتح مخزن السلاح عشان نوزع سلاح ع الخدمات .. الشاويش قالى أروح أخد مفتاح مخزن السلاح من الرائد عمرو، رئيس عمليات الكتيبه ، روحتله كان الدنيا حر وقتها كنا فى السويس .. وهو كان تحت التكييف ومش عاوز يطلع والسيكا بتاعه مش موجود .. المهم فضلت اخبط عليه .. وطلعلى زعق فيا قاللى : أنت شغال مشورجى يابن … ، قولتله الله يسامحك يا فندم لو سمحت أنا أمى ست محترمه وقاعده فى بيتها فى حالها متجبش سيرتها .. قاللى والله .. قولتله والله .. قالى 15 يوما حبس و هتنزل من الأمن تبقى عسكرى عادى .. وجمع عساكر الكتيبه كلهم وقالهم فيه انحلال فى الكتيبة العسكرى بيقولى الله يسامحك . ولما لقى فيه عساكر واقفه معايا ، كدر الكتيبه كلها و بعدها بشهر ودانى نقطة ذخيرة فى سينا فى قلب الجبل .. فى النقطه دى كانوا بيخلونا نبنى أبراج خدمه فوق المخازن .. والكانتين هديناه وبانيناه تانى .. وبيضنا مبيت الضباط وغيرنا البلاط والحمام .
وأقسم بالله لما كانوا مش بيلاقوا شغل لينا كانوا بيخلونا نجيب تراب من ع الطريق ونفرشه فوق الرمل أرض النقطه .. ورجلى اتكسرت وأنا رايح اغير الأنبوبة بتاعة الميز عشان نقدر نتغدى ..أيام سودة كتير والله حصلت”
كنت فى تكية
– شهادة أخري :” سنتان من عمرى ضاعوا اونطه ويارتنى كنت شايل سلاح لا كنت شغال فى فرن عيش يدوى من واحده الضهر لـ3 الفجر والغريبه ان المشرفين عليك عساكر بس ناس قديمه كان فى اهانات وسب دين وضرب اه والله ضرب ولو حاولت تاخد حقك المقدم او الرائد يضربوك ويسجنوك وعشان تعدى المده وتخلص لازم تسكت وتستحمل الاهانات اللى للاسف من عساكر زيك بس قديمه اول مابدأت اتبهدلت بمعنى الكلمه واضربت لانى مستحملتش بس اتحبست وكل ست شهور تيجى دفعه جديده فيبقا الاهانات والضرب ليهم المهم عدى سنه وبقيت حكمدار بالاونطه يعنى مسئول عن العيش وبيعه وتوزيعه على العربيات لقيت السرقه من قائد الوحده والمقدم اللى تحتيه والرائد والحكمدار نفسه فتعلمت وبقيت اسرق انا كمان ماانا اتبهدلت برضو “
وتابع:” وبقيت اعمل فلوس اكنى فى الخليج ، وفى مره الرائد طلب منى اطلعله شيكارتين دقيق من ورا المقدم والمقدم اصلا كان حرامى كبير، المهم رفضت فكانت النتيجه الحبس والمقدم لما عرف خرجنى ومعاقبش الرائد لانهم حراميه زى بعض.. نهاية الموضوع انا كنت فى تكيه.. سرقه من الكل انا نفسى كنت بسرق للقائد وطبعا بطلع مصاريفى اللى هو اكلى وشربى ولبسى واجازاتى وعملت كدا لانى شفت الويل وكنت ممكن اعمل اى حاجه، وعلى فكره جيشى كان فى حلوان مجمع 3 اطلس وخلصت فى 2007 “.
فيلم العساكر
يحكي الفيلم عن شهادات للمجندين داخل معسكرات الذي يحكي شهادات المجندين من داخل معسكرات التجنيد الاجباري في الجيش المصري، ويرصد معاناة المجندين وتعرضهم للاهانة والذل وخدمتهم في المشروعات التابعة للقوات المسلحة بدلا من التدريبات.
تعد تلك الشهادات غيض من فيض، وواقع التجنيد داخل الجيش المصري لا يخفي علي أحد إلا أن تسليط الضوء عليها يقلق منام النظام العسكري في مصر، و”نقطة في بحر” مما يحدث داخل الجيش، ويجسد الواقع المرير الذي يعايشه الجنود أثناء فترة التجنيد، بحسب وصف نشطاء.