تحتفل الأمة الإسلامية بالمولد النبوى الشريف، فى الثانى عشر من ديسمبر القادم، فيما خرج بعض الدعاة السلفيين بتصريحات تدعو إلى تحريم الاحتفال بالمولد النبوى الشريف، مؤكدين أنها بدعة، إلا أن علماء الأزهر أكدوا أنها تدخل من باب العادات وليست العبادات.
بدعة منكرة
قال سامح عبدالحميد، الداعية السلفي، أن الاحتفال بالمولد بدعة منكرة، ولو كان في مثل هذه الاحتفالات خير لفعله الصحابة، ولأمر به النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا أكبر دليل على أن هذه الاحتفالات ليست مشروعة، وأنها من الأمور المحدثة، وأول من أحدثها هم الفاطميون في القرن السادس الهجري.
الداعية السلفي استشهد بحديث النبي “صلى الله عليه وسلم” في صحيح مسلم (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)، مضيفا أن الصحابة كانوا أفضل منا ويُحبون النبي صلى الله عليه وسلم أكثر منا، ورغم ذلك لم يحتفلوا بيوم مولده صلى الله عليه وسلم، بل لم يحتفل النبي صلى الله عليه وسلم بيوم ولادته.
وتابع: “وإذا نظرنا في كتب السيرة النبوية سنجد أن كتَّاب السيرة يختلفون حول ميلاده صلى الله عليه وسلم إلى أقوال هي كما يلي: “1: يوم الاثنين لليلتين خلتا من ربيع الأول، 2:- ثامن ربيع الأول، 3:- عاشر ربيع الأول، 4:- ثاني عشر ربيع الأول، فيما قال الزبير بن بكار أنه ولد في رمضان”.
الاحتفالات بالباطلة
فيما، وصف الشيخ محمود لطفى عامر، الداعية السلفى، الاحتفالات بالباطلة، ومخالفة للشريعة الإسلامية، قائلا “الأعياد من شعائر الإسلام ولا شعيرة إلا بنص، وبالتالى لا عيد ولا احتفال باسم الإسلام إلا فى عيدين اثنين لا ثالث لهما، وهما عيد الفطر وعيد الأضحى”.
وأضاف: أن كل من يزعم بأن هذه الأعياد صحيحة فهو جاهل، مستشهداً بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم “ومن أحدث فى أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد”
وتابع “عامر”: “وفوق نكبة المعتقد وسلوك الموالد تتوالى النكبات التموينية، حينما يلتهم الرواد فى المتوسط مليون كيلو حلوة البدعة فلو عندنا مع البدوى والدسوقى والمرسى والشبلى والقناوى والشاذلى يكون المجموع حوالى 6 ملايين كيلو حلاوة مولد أى فى المتوسط 4 ملايين كيلو سكر، ثم نتساءل من يحدث الأزمات؟”
من قبيل العادات وليس العبادات
بينما، أوضح الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقة المقارن بجامعة الأزهر، أن الاحتفال بالمولد النبوى الشريف وشراء الحلوى لا يعد من المحرمات ولا يجرؤ أحد من علماء الدين على تحريمها، مشيرا إلى أن هذه الاحتفالات تتمثل فى شراء الحلوى وذكر الله وهذه الأشياء طيبة ولا مانع.
وأضاف “كريمة” فى تصريحات صحفية، أن من يحرم هذه الاحتفالات فهو يعد من الجهلاء الذين يفتون دون أن يعلمون وجزاءهم سيكون عظيم عند الله سبحانه وتعالى، مستدلا بقول الله عز وجل “قلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ”.
وتابع أستاذ الفقة المقارن بجامعة الأزهر، أن هذا الاحتفال يأتى من قبيل العادات وليس العبادات، ولكن لا يوجد بها أى ذنب أو إثم، مشيرا إلى أن الفاطميين هم من جاءوا بهذه العادة بالفعل ولكن كان الهدف منها التعبير عن حبهم للنبى وإدخال الفرح والسعادة على أسر المسلمين وهذا أمر طيب لا مانع منه.