أطلق مركز الإصلاح والتأهيل التابع لوزارة الداخلية في قطاع غزة، مبادرة نسخ القرآن الكريم، يدوياً بالخط العثماني، للنزلاء في السجون، بهدف مساعدة النزلاء وإكسابهم شيئا جديدا بديلًا عن الجلوس لفترات طويلة داخل غرفهم دون فائدة.
وتشترط المبادرة أن يكون المشارك في نسخ المصحف ذو موهبة في الرسم والخط الحسن، وتعد الاولى من نوعها في سجون فلسطين.
وقال النزيل محمود المصري، أحد المشاركين في المبادرة، في حديثة لـ “الأناضول”، :” إن مبادرة نسخ القران الكريم بالرسم العثماني، جعلتني أشعر أنني فرد له أهمية وقيمة في السجن والحياة”، مضيفاً، ” أصبحنا اليوم نشعر بالفخر أثناء كتابة آيات قرآنية”.
وأضح “المصري”، أنه شارك بالعديد من دورات التلاوة والتجويد وكتابة القرآن الكريم، داخل السجن، قبل أن يلتحق في مشروع النسخ.
وتابع المصري حديثه، مواصلاً عمله في نسخ الىيات، :” نسخ القرآن شيء عظيم، لكن ليس بالأمر السهل فالنسخ يحتاج إلى تدقيق كبير حتى لا نخطئ بشيء ويغير معنى الآيات”.
وعبر إياد كريزم، عن فرحه الشديد لانضمامه في مهمة نسخ القران الكريم، قائلاً ” لحسن حظي أن خطي جميل، وأجيد الكتابة والقراءة وتقدمت لدورات في أحكام القرآن الكريم”.
ويتابع: “كنا نجلس داخل غرفة السجن طول الوقت، دون عمل إيجابي، ولكن اليوم نخرج لغرفة أكبر تتوفر فيها الإمكانيات التي نقضي بها عملنا على أكمل وجه”.
ويؤكد كريزم :” إن المشروع مميز ويساعد في تغير نظرة المجتمع السلبية تجاه النزيل”.
وبسؤال أحد الضباط داخل السجن، عن فككرة المشروع، يقول الضابط مسعود أبو راس، رئيس قسم الوعظ والإرشاد، في سجون وزارة الداخلية، والقائم على المشروع، إن فكرة المشروع جاءت بهدف مساعدة النزلاء وإكسابهم شيئا جديدا بديل عن الجلوس لفترات طويلة داخل غرفهم دون فائدة”.
وأضاف:” المشروع يهدف إلى استنهاض همّة النزلاء، وحثهم بطريقة عملية على الاهتمام بالقرآن الكريم”.
ويستغرق نسخ صفحة واحدة بأيدي النزلاء بالرسم العثماني، وبشكل كامل وصحيح قرابة الساعة حسب أبو راس.
ولفت إلى أنه اعتماد نسخ القرآن بـ “الخط العثماني”، جاء لكونه “رسما سلساً وسهلا في الكتابة والقراءة والتشكيل”.
