بعد أقل من أسبوعين على ظهور وزير الدفاع في عهد المخلوع مبارك، المشير حسين طنطاوي بميدان التحرير، زار مسقط رأسه “النوبه”، اليوم، لتهدئة الأوضاع هناك، بناءً على تكليف من عبدالفتاح السيسي، وهو مشهد يحمل دلالات كثيرة وتثير تساؤلات حول ما سر اتجاه النظام الحالي لاستمالة أهل النوبة.
إحتواء غضب النوبيين
ووصل “طنطاوي” إلى النوبة، صباح اليوم الإثنين، في محاولة لاحتواء غضب النوبيين، من ضم منطقتي توشكي وفورقندي إلى مشروع استصلاح المليون ونصف مليون فدان، الذي أعلن عنه عبدالفتاح السيسي في وقت سابق.
وكانت قوات الأمن، قامت السبت الماضي، بمحاولة تفريق مسيرة نوبية أطلق عليها “قافلة العودة”، موجهة إلى منطقتي توشكي وفورقندي التى يعتبرها النوبيون ضمن الأراضى التاريخية لهم.
طالب اصحاب “قافلة العودة”، وهم ممثلون لـ 44 قرية نوبية فى محافظة أسوان، بوقف بيع 110 آلاف فدان من أراضي توشكى وخورقندى ضمن مشروع الـ 1.5 مليون فدان، وإلغاء القرار 444، وتفعيل المادة الدستورية 236، وإنشاء هيئة تعمير منطقة النوبة وإعادة النوبيين إلى قراهم القديمة.
وفوجئ النوبيون بالقرار الجمهوري الذي يحمل رقم 444 المنشور في الجريدة الرسمية بتاريخ 29 نوفمبر 2014 يقضي باعتبار 16 قرية نوبية كأراض حدودية عسكرية وذلك من أصل 44 قرية إلى جانب قرى الشلال.
والقرى التي عني بها القرار تقع من امتداد قرية العلاقي شمالًا إلى أدندان جنوبًا، بمعنى أن كل هذه الأراضي بطول 110 كيلو متر شرق بحيرة السد و25 كليو متر غرب بحيرة السد، ستعتبر أرضًا عسكرية حدودية لا يحق لأحد استخدامها.
ووقعت إصابات، أمس الأحد، أثناء إيقاف قوات الأمن قافلة أهالي النوبة التي كانت تضم نحو 60 سيارة، والاعتداء عليهم بعدما أصرّوا على استكمال مسيرتهم نحو منطقة فورقندي، ما أسفر عن سقوط مصابين بطلقات نارية.
ويسعى طنطاوي، الذي رافقه رئيس مجلس النواب علي عبدالعال، إلى حل الأزمة، بالتوسُّط لدى النوبيين، اعتمادًا على جذوره النوبية، بعد تفاقم الأزمة وتهديد عدد من النشطاء النوبيين بتدويل القضية، والمطالبة بالانفصال عن مصر في ظل ما يتعرضون له مما سموه بالتعنت والظلم.
رسائل طنطاوي السياسية
وكان ” طنطاوي” ، قد ظهر بميدان التحرير، في 11 نوفمبر الجاري بالتزامن مع تظاهرات دعا إليها معارضون للنظام ، تحت عنوان “ثورة الغلابة”.
ويرى مراقبون أن حديث طنطاوي آنذاك الذي أكد فيه على أن الفريق سامي عنان رئيس أركان حرب القوات المسلحة الأسبق خارج المشهد السياسي بسبب كبر سنه، وعلى عدم تنفيذ أحكام الإعدام في قيادات جماعة الإخوان المسلمين، عبارة عن رسائل السياسية.
مطالب مشروعة
أحد نواب عن دائرة النوبة أكد في تصريحات للصحف، أن الشباب المعترضين على طرح الدولة أراضي فورقندى للاستثمار رفضوا فض اعتصامهم حتى هذه اللحظة.
وقال “نحن نقف عند نقطة الصفر؛ لأن كلا الجانبين متمسك برأيه، سواء كان الدولة التي لا تريد تقديم حلول أو الشباب المعترض الذي لا يريد التنازل”.
وشدد على أن مطالب أهالي النوبة مشروعة “لقد صبروا على تملك تلك الأراضي، منذ عهد الرئيس الراحل أنور السادات، متابعاً ولا يمكن أن يكون جزاء الصبر هو تمليكها لغيرهم”، مؤكداً، في الوقت ذاته، أن “الجميع يعلم أن أراضي منطقة “فورقندى” نوبية، بينما أراضي توشكي فهي من حق كل أهالي أسوان”.
خدع ثورة يناير
ورأى الحقوقي جمال عيد، أن “حسين طنطاوي وزير دفاع مبارك، خدع ثورة يناير، وفتح الباب للثورة المضادة، ولم -نرى- منه انحيازا للناس أو حقوقهم”، وذلك في تغريده له على حسابه بـ “تويتر”.