على خطى الرئيس المخلوع حسني مبارك وضحت خطة عبدالفتاح السيسي في إحكام قبضة أسرته على الأجهزة العسكرية والرقابية للدولة، بعد ثلاثة أعوام فقط من سيطرته على مصر، ورغم أن ثورة يناير سعت لإنهاء التمييز بين فئات الشعب، واقتصار مناصب الجهات السيادية لأبناء الضباط والقضاة، إلا أن النظام العسكري جاء ليعيد مصر إلى عصر ما قبل الثورة بل وأكثر عنصرية.
وأثار التوسع الكبير لعائلة “السيسي” في مختلف المناصب المرموقة تساؤلاً هامًا حول موقف قيادات الجيش من السياسة التي يتبعها قائد النظام العسكري بالسيطرة على كافة أجهزة الدولة، بعد خمس سنوات فقط من وقوفهم في وجه خطة “التوريث” التي كان “المخلوع” مبارك يسعى لتنفيذها.
انتصار تسير على نظام “سوزارن”
وتناقلت وسائل الاعلام المصرية، اليوم الأحد، عن اصطحاب زوجة عبدالفتاح السيسي عددًا كبيرًا من زوجات الوزراء، وكبار قادة القوات المسلحة، للذهاب إلى البنك الأهلي المصري، للتبرع في حساب “تحيا مصر”، للإنفاق على الخدمات العامة، خاصة مشروع علاج “فيروس سي”، لتعيد بذلك ما قامت به سوزان مبارك حيث تبني أنشطة اجتماعية.
وتبنت انتصار الحملة لدعم المشروعات التي يمولها الصندوق، حرصًا منها على المشاركة في التنمية الشاملة بمصر.
شقيق السيسي
نحو 10 أفراد من أسرة عبدالفتاح السيسي أصبحوا يشغلون مناصب رفيعة المستوى في الدولة المصرية، آخرهم شقيقه الأكبر أحمد السيسي، الذي كان يشغل منصب نائب رئيس محكمة النقض، والذي تم تعيينه منذ نحو شهر رئيسًا لمجلس أمناء وحدة مكافحة غسيل الأموال وتمويل الإرهاب.
صهر السيسي
ويعد محمود حجازي صهر “السيسي”، الذي اختير لمنصب رئيس أركان حرب الجيش المصري بقرار مباشر من السيسي هو الأبرز، والذي أصبح عضوًا بالمجلس الأعلى للقوات المسلحة منذ أربع سنوات فقط، تدرج خلالها في المناصب المختلفة إلى أن وصل لمنصب مدير المخابرات الحربية، قبل أن يتم ترقيته سريعًا، وهو ما علق عليه محمد محسوب نائب رئيس حزب الوسط بأن “في جمهوريات الموز، يصبح وزير الدفاع رئيسًا ويعين صهره قائدًا للجيش”، والذي قام “السيسي” بتعيين نجلته “داليا حجازي” أيضاً بالنيابة الإدارية.
أبناء السيسي وصهره
كما تم تعيين صهره الآخر خالد فودة محافظًا لجنوب سيناء، فضلاً عن الرقابة والنيابة الإدارية والمخابرات الحربية، حيث يعمل نجل السيسي الأكبر “مصطفى” ضابطاً بالرقابة الإدارية، حيث يحمل رتبة مقدم، فيما يعمل نجله الأوسط محمود ضابطًا بالمخابرات الحربية برتبة رائد، فضلاً عن شقيقه وزوجة نجله اللذان يعملان بهيئة النيابة الإدارية، فيما يشغل نجل شقيقه منصب وكيل النيابة العامة.
إبنة شقيقة السيسي
ابنة شقيقة السيسي كان لها نصيبًا من “التورتة” التي يقتسمها عمها مع عائلته، بعدما أصدر السيسي قراره بتعيين دفعة جديدة لمعاوني النيابة الإدارية والتي ظهر بها اسم هاجر سعيد ابنة شقيقته، في “وساطة” وصفها البعض بـ”الفضيحة”.
وسبق وزعم السيسي في بداية عهده أنه يكره “الواسطة والمحسوبيات”، وقام أيضاً بتعيين نجل شقيقه عبد الرحمن أحمد السيسي ضمن دفعة النيابة العامة.
من جانبه أكد أيمن نور مؤسس حزب الغد أن السيسي يمارس توريثًا أخطر من توريث مبارك، خاصةً وأنه يستهدف جميع مناصب الدولة الحساسة، وقال: “يقوم السيسي بتعيين المقربين منه في مختلف المناصب المهمة بالدولة من أول الأقرباء من الدرجة الأولى وحتى العاشرة حتى يضمن أن تصبح الدولة بكامل مفاصلها ملك يده”.
