شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

إلغاء الإعدام وتصريحات المشير ولجنة العفو.. مصالحة مرتقبة أم تهدئة؟

إلغاء الإعدام وتصريحات المشير ولجنة العفو.. مصالحة مرتقبة أم تهدئة؟
أثارت لجنة عبدالفتاح السيسي التي شكلها للعفو عن بعض الشباب المحبوسين في قضايا الرأي والتظاهر، والتي أفرجت عن أول دفعه لها منذ قليل، بخلاف حكم اول امس بإلغاء أحكام الإعدام عن الدكتور محمد مرسي وبعض قيادات جماعة الإخوان

أثارت لجنة عبدالفتاح السيسي التي شكلها للعفو عن بعض الشباب المحبوسين في قضايا الرأي والتظاهر، والتي أفرجت عن أول دفعه لها منذ قليل، إلى جانب حكم أول أمس بإلغاء أحكام الإعدام عن الدكتور محمد مرسي وبعض قيادات جماعة الإخوان المسلمين، وتصريحات المشير حسين طنطاوي في ميدان التحرير عن عدم تنفيذ أحكام الإعدام في قيادات جماعة الإخوان المسلمين، العديد من ردود الأفعال؛ فالبعض أشار إلى أن هذه الإجراءات تهدف لتهيئة الجو العام لمصالحة شاملة، في حين قال آخرون، إن هذه الإجراءات هي مجرد للتهدئة وأن النظام الحالي لا يسعى لإجراء مصالحة مع أي فصيل سياسي في الوقت الحالي.

لجنة العفو

وأعلن عبدالفتاح السيسي عن تشكيل لجنة عفو رئاسي، برئاسة أسامة الغزالي حرب؛ لبحث العفو عن شباب محبوسين، والتي أفرجت عن أول دفعة لها اليوم، والتي لم تشمل أي شخصية معارضة بارزة، أو أي شخص من الإخوان المسلمين، وشملت القائمة بعض الطلبة والشباب كما شملت إسلام البحيري المثير للرأي العام بسبب تصريحاته الدينية.

وأظهرت الأيام القليلة الماضية، انقسامًا بين أعضاء لجنة العفو، أظهرت برامج تلفزيونية حوارية وتصريحات صحفية وجود حالة انقسام في صفوف المقربين من النظام الحاكم، بين تيار رافض لعمل لجنة العفو، وبين تيار آخر مؤيد لها داعم لاحتمال المصالحة.

تيار الرافضين

وتزعم تيار الرافضين مقدم البرامج المقرب من الأجهزة الأمنية، أحمد موسى، الذي قال في برنامجه على قناة صدى البلد، إن “القضاة غاضبون من اللجنة (الخاصة بالعفو)، التي تعني أنه لا فصل بين السلطات، ولا توجد استقلالية للسلطات”، داعيًا المصريين إلى التجاوب مع موقفه، حيث أعرب موسى عن رفضه احتمال العفو عن نشطاء معارضين، بينهم أحمد ماهر وعلاء عبدالفتاح وأحمد دومة، وهم يقضون عقوبات بالسجن في قضايا عدة، بعضها متعلق بخرق قانون تنظيم التظاهر الذي يحظر المظاهرات بدون موافقة أمنية.

وخلال اتصال هاتفي مع البرنامج، أعربت عضوة لجنة العفو الرئاسي نشوى الحوفي، عن رفضها هي الأخرى العفو عن المنتمين لجماعة الإخوان بشكل خاص، متحدثة عن وجود انقسام داخل اللجنة بشأن قرارات العفو.

وأكدت نشوى الحوفي، أن قرارات العفو لن تشمل كلًا من أحمد دومة، وعلاء عبدالفتاح، وأحمد ماهر، أو أي شباب من جماعة الإخوان المسلمين، مضيفة أن الأولوية ستكون للطلاب؛ حرصًا على مستقبلهم.

وقال البرلماني طارق الخولي – عضو لجنة فحص حالات الشباب المحبوسين – إن اللجنة تُعطي اهتمامًا بفحص ملف الحالات المرضية الحرجة، والطلاب، والفتيات، بالإضافة إلى المحبوسين بسبب قضايا النشر والرأي والتعبير.

وأضاف الخولي خلال لقائه ببرنامج “ساعة من مصر”، المذاع على قناة “الغد” الإخبارية، مع مقدم البرامج خالد عاشور، أنّ القائمة المقبلة التي سيتم فحصها للإفراج عنهم تعتبر كلها طلاب، حتى يعودوا لدراستهم ويندمجوا لحياتهم الطبيعية، قائلاً: “من المؤكد أن يكون هناك برامج إدماج حتى يعود هؤلاء الطلاب إلى حياتهم الطبيعية”.

وتابع الخولي أنه: “من الصعب الإفصاح عن بعض الأسماء، بسبب أن القائمة ستعلن من خلال مؤسسة الرئاسة، بعد مراجعتها من الناحية القانونية”.

وأوضح الخولي أن جماعة الإخوان المسلمين ليسوا في قوائم العفو عن الشباب المحبوسين، متابعًا أنه: “لا توجد وصاية على عمل اللجنة في فحص حالات الشباب المحبوسين”.

تيار المؤيدين

وفي المقابل أعرب الدكتور أسامة الغزالي حرب – رئيس لجنة العفو الرئاسي عن المحبوسين – عن استيائه من التصريحات التي أدلى بها بعض أعضاء اللجنة، خلال الأيام الماضية، بشأن عدم الإفراج عن أسماء بعينها.

وقال حرب في مداخلة هاتفية لبرنامج “مانشيت القرموطي”، الذي يعرض على فضائية “العاصمة 2″، مساء الإثنين، إنه “عندما تم تشكيل اللجنة طالبت بعدم الإدلاء بأي تصريحات للإعلام على الإطلاق، وكنت أريد تعيين متحدث رسمي باسمها، لكن بعض الزملاء بها رفضوا”.

وردًا على ما صرحت به نشوى الحوفي، بأن قرارات العفو لن تشمل الإخوان المسلمين، أو أحمد دومة، وعلاء عبدالفتاح، وأحمد ماهر، أوضح أن “كل هذه التصريحات مجرد اجتهادات فردية، لا تلزم اللجنة، ولاتلزمني بشيء، فنحن نبحث جميع الحالات، وكل المسائل قابلة للفحص، ولم نأخذ أي قرارات نهائية حتى الآن”.

وأوضح “نحن ملزمون فقط بقرار رئاسي ينص على فحص حالات المحبوسين، على ذمة قضايا، دون تحديد نوعية هذه القضايا”، متابعًا: “كنت أتمنى ألا تخرج مثل هذه التصريحات؛ لأنها شديدة الحساسية، وستؤدي إلى ردود فعل متناقضة”.

 وهاجم مقدم البرامج المقرب من الاجهزة الأمنية، عمرو أديب، الكاتبة الصحفية نشوى الحوفي قائلًا: “في عضوة في لجنة الإفراج عن الشباب ضد خروج بعض الشباب بعينهم، جبنا واحدة عشان تفرج عن الشباب قالتلك أنا ضد ناس معينة”.

وأضاف أديب، في برنامجه “كل يوم”، على قناة “ON E”، “اللي أعرفه بعد الثوارت والهدوء والاستقرار يحدث عفو شامل، اخرجوا كلكم من السجن، أنا عارف هتقعدوا تقولوا دول هدموا البلد ودول عملوا كذا”.

وتابع: “إنت عايز تعمل عفو ولا عايز تعمل حاجة شكلها شبه العفو، مصر قوية وشديدة مش هيهزها 4 ولا 5، هذه الدولة قبضت على قيادات الإخوان أحياء.. إيدها طايلة”.

وعلق مقدم البرامج هيثم سعودي، على التصريحات المتناقضة من أعضاء لجنة العفو الرئاسي عن الشباب المحبوسين، بالقول: “إن الأمر مقلق ويثير البلبلة رغم كونها لجنة لوقف هذه البلبلة، وأن الغريب هو وجود بعض التصريحات المعادية لبعض الأشخاص”.

وأضاف مقدم برنامج “صباحك عندنا” على فضائية “المحور”، أمس الأربعاء، قائلاً: “الرئيس عبدالفتاح السيسي مختاركم عشان تكونوا صوت المظلومين وفقط”، بحسب توصيفه.

تصريحات طنطاوي وإعدام الإخوان

يأتي هذا الجدل تزامنًا مع تداول النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو للمشير حسين طنطاوي داخل ميدان التحرير يرفض فيه إعدام الإخوان المسلمين، وهو ما أثار العديد من ردود الأفعال.

حيث يرصد الفيديو حديثه مع مواطنين أثناء مروره بسيارته في ميدان التحرير وسط القاهرة، يوم 11 نوفمبر الجاري.

وخلال توقف سيارته لدقائق، قال أحد المواطنين لطنطاوي: “عايزين نعدم الإخوان”، فرد المشير بقوله: إن شاء الله (…) لا نعدم ولا نعمل”.

حديث طنطاوي عن إعدام الإخوان آثار تعليقات الإعلاميين حيث قالت لميس الحديدي في برنامجها على قناة “cbc”، السبت الماضي، إن “أي شخص مسؤول أو مسؤول سابق يجب أن يحسب تحركاته.. يجب ألا تكون هناك تحركات تثير غضبًا.. صحيح ناس رحبت بها، لكن ناس كثيرة لم تكن ترغب في رؤية المشير طنطاوي في الشارع”.
بعدها بأيام، وتحديدًا يوم الثلاثاء الماضي، ألغت محكمة مصرية أحكامًا بالإعدام بحق مرسي و26 آخرين، بينهم الدكتور محمد بديع المرشد العام للإخوان المسلمين، في القضية المعروفة إعلاميًا بـ”اقتحام السجون”، إبان ثورة 25 يناير 2011م.

ومن جانبه تساءل الإعلامي المصري المعارض محمد ناصر: “هل تراجع السيسي بالفعل عن أحكام الإعدام للإخوان بعد تصريحات طنطاوي؟”، قبل أن يجيب ناصر أن صديقًا له ومتابعين “ربطوا بين تصريحات المشير وإلغاء حكم الإعدام”.

وتوقعت مجلة الإيكونوميست البريطانية تصالح الحكومة المصرية مع جماعة الإخوان المسلمين في وقت قريب، مشيرة في ذات الوقت إلى عدم إمكانية الرئيس المعزول محمد مرسي السجن قريبًا.

ووصفت المجلة خطوات التقشف التي اتخذتها الحكومة المصرية في الآونة الأخيرة بالخطوات المتحدية للتوقعات، مذكرة بغضب الشعب ضد حكومة الإخوان المسلمين سابقًا، بعد استغلال قوة عناصرها لفرض أجندة الإسلاميين مما دفعهم للمطالبة برحيلهم في مظاهرات شعبية.

وعلقت الإيكونوميست، التي اعتادت مهاجمة النظام المصري، على إلغاء حكم على الإعدام على الرئيس المعزول محمد مرسي، أمس الثلاثاء، موضحة أنه على الرغم من إصدار أحكام بالإعدام ضد مرسي ورفاقه إلا أن إعدامهم فعليًا يعد أمرا شبه مستحيل.

كما أوضحت أنه على الرغم من تراجع شعبية الإخوان، فإن اتخاذ قرار بإعدام مرسي في الوقت الحالي يحوله لـ”شهيد” للجماعة، وهو أمر كفيل بتصعيد التوتر في البلاد بينما تحاول الحكومة جذب الاستثمارات الأجنبية لمعالجة الأوضاع الاقتصادية.

النظام يهيئ الجو للمصالحة

ومن جانبه أكد الدكتور سعد الدين إبراهيم مدير مركز ابن خلدون، أن النظام الحالي يسعى لتهيئة الأجواء للمصالحة، واتخذ العديد من الخطوات في سبيل ذلك، مشيرًا إلى أن قائمة العفو اليوم هي آخر هذه الخطوات، وقد سبقها عدد من الخطوات الأخرى، مثل إلغاء أحكام الإعدام التي صدرت بحق الدكتور محمد مرسي، وعدد من قيادات جماعة الاخوان المسلمين.

وأضاف ابراهيم في تصريح خاص لـ”رصد”، أن النظام يسعى لتهيئة الأجواء للمصالحة مع جميع الأطراف السياسية وليس الإخوان فقط وهو ما ظهر في حكم أمس بعودة الفريق أحمد شفيق، وما سبقه من الإفراج عن نجلى الرئيس المخلوع حسني مبارك.

وأشار سعد الدين إبراهيم لي أن حكم شفيق وأحكام إلغاء الأحكام الصادرة على الدكتور محمد مرسي في قضية الهروب من سجن وادي النطرون، وتأكيد إخلاء سبيل أبناء الرئيس المخلوع حسني مبارك، كلها تؤكد الي ظهور مناخ جديد يدعوا للمصالحة بين جميع الأطراف، وعلى الجميع استغلال هذا المناخ، وأضاف، حكم عظيم مع حكم إعدام محمد مرسي وإلغاء الأحكام الصادرة كلها تشير إلى مصالحة مصرية وهذا يمهد الي مناخ جيد لهذه المصالحة، فمصر تحتاج الجميع، ولا تتحمل المزيد من الصراعات.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023