رحب الدكتور محمد محسوب، وزير الدولة لشؤون المجالس النيابية الأسبق، بشهادة محمد البرادعي نائب رئيس الجمهورية السابق، التي أكد فيها رفضه لفض اعتصام “رابعة العدوية” بالقوة.
وذكر محسوب في تدوينة مطولة عبر موقع “فيس بوك”، شهادته عن أحداث 3 يوليو 2013م، التي جاء فيها: “ما أفصح عنه الدكتور البرادعي في تصريحه الثاني – وأرجو ألا يكون الأخير – يشير لجانب خطير ومظلم في الأحداث التي عاشتها أمتنا المصرية منذ يناير 2011م، فثمة أمور فاتت الكثيرين خلال المراحل المختلفة أدركوها بعد أن مسّهم ضررها”.
وتابع: ” شهد اليوم التالي لتنحي مبارك صراعًا بين أجهزة سيادية على جمع الغنائم والسيطرة على مراكز القوة، ولم تكن محاولة اغتيال عمر سليمان الأولى إلا مظهرًا مبكرًا لذلك، وسيطرت إحدى الجهات المتصارعة سريعًا على ما أسسه مبارك من وحدات قتالية بعيدة عن إدارة الجيش الشرعي للبلاد وعلى رأسها الحرس الجمهوري. وعلى سبيل المثال وضح لكل ذي عينين أنه في أحداث الاتحادية لم يكن لدى الرئيس مرسي أي حراسات ذات معنى”.
وأضاف: ” أن نفس تلك الجهة سارعت بوضع يدها على غالبية وسائل الإعلام وتجنيد مالكي القنوات والمذيعين ومعدي البرامج والصحفيين ورؤساء التحرير واستدعتهم من وقت لآخر دون أن تكشف لهم عن غايتها الحقيقية في السيطرة على السلطة”.
وواصل: “كان من مصلحة تلك الجهة أن تضع الجيش بعيدًا عن العاصمة بإشغاله بمعارك وهمية على أطراف البلاد الشمالية الشرقية أو حتى الغربية، والقيام بحركة تنقلات كبرى شملت 90% من القيادات لتحل محلها قيادات أكثر ولاء لتلك الجهة السيادية”.
واستطرد: “أبدت تلك الجهة ولاء مصطنعا للرئيس مرسي وهي تُعد للإطاحة به، فاستفادت منه بإجراء عملية تغيير القيادات المشار إليها”.
وأردف :”أدرك الرئيس مرسي خلال يونيو 2013م، أن ما قام به لم يكن إصلاحًا للقيادة العليا للجيش بقدر أنه خدم تلك الجهة للسيطرة على مراكز القرار في المؤسسة العسكرية، ودعى المصريين وهو في أشد أزمته بالحفاظ على الجيش ملمحًا بأن هناك فارق بين الانقلابيين والجيش؛ لكن اللحظة كانت أولى بالتصريح لا التلميح، وهو ما ترك الساحة نهبا للتخمينات والتخرصات”.
وتابع : “لم يقم الجيش بفض الاحتجاجات الرافضة للانقلاب، وإنما تكفل بذلك الوحدات البعيدة عن إدارته، فلم يلحظ أحد أي تدفق لقوات قادمة من أماكن تمركزها خارج العاصمة والجيزة إلى مناطق الاحتجاجات”.
وواصل: “عندما كنتُ على منصة رابعة يوم 8 يوليو 2013م، أعلنت صراحة أن الجيش لم يقم بمجزرة الحرس الجمهوري، فإذا برسالة على الموبايل تتوعدني بأن عليّ توديع الناس لأن القتل قادم؛ ثم بضابط ينتظرني في صلاة الجمعة التالية ليتوعدني بتهديد واضح قائلاً (لسة قدامك فرصة أخيرة)”.
وأضاف: “أعلنت بمؤتمر صحفي بعد لقاء السيدة أشتون، أن هناك حلاً سلميًا قبله جميع الأطراف، وتوقعت أن يُعلن ذلك الدكتور البرادعي في مؤتمره مع السيدة أشتون، لكنه لم يفعل أيضًا (ربما) لأن نفس الجهة طلبت إليه ألا يعلن ذلك”.
واستطرد: “صرّح الدكتور البرادعي في 14 نوفمبر 2016م، أنه تلقى في أول أسبوع من أغسطس تهديدًا من نفس الجهة بالتدمير، وهي الفترة نفسها التي تلقيت فيها أمرًا بالضبط والإحضار وتجميد الأموال، وبالتأكيد تلقى كثيرون غيرنا مثل ذلك. وهو ما يُشير لرغبة واضحة من تلك الجهة بسد آفاق كل تسوية”.