وفي جولة سريعة (ومن الضروري أن تكون سريعة لأن كثيرها يؤدي حتما الى مغص كلوي مزمن) لوصف “كاريزما” السيسي في الإعلام المصري “على ذمته!”، فقد أكد خبراء لغة الجسد بأن السيسي “يتمتع بثبات انفعالي وثقة عالية بالنفس وكاريزما منقطعة النظير تجمع بين البساطة والتلقائية والعفوية من جهة، والقوة والحزم من جهة أخرى والتي أودعت في رصيده حبا شعبيا جارفا” وحبذا لو أجري فعلا استطلاعا في الشارع المصري لمعرفة مقدار هذا الحب! شريطة أن لا تكون نهايته شبيهة بنهاية الاستطلاع الذي أجراه المذيع أحمد موسي عن رغبة الشعب المصري في بقاء السيسي لفترة رئاسية جديدة؟ والذي انتهى بإغلاق المذيع لحسابه لوأد الفضيحة ! “رجل المرحلة القوي” بالتأكيد فليس من منكر بأن هذه المرحلة المأساوية في تاريخ مصر لم تكن لتحدث لولا قيادة السيسي القوية! ” شبيه الراحل “جمال عبد الناصر” رغم اختلاف الزمان وتفاصيل المكان “فيه حاجة من ريحته”” الحمدلله بأن “جمال عبدالناصر” لاقى وجه ربه قبل أن يسمع بهذه “النكتة” المبكية! “عندما يتحدث يصمت الجميع” وكان الأحرى بهم أن يقولوا “عندما يتحدث يضحك الجميع!”، “نبرات صوته واختياره لمفرداته وطريقة نطقها تقطع بأنه شخصية عاطفية تراهن كثيرا على الوصول إلى قلوب الناس ربما بقدر أكبر من الوصول الى عقولهم” اذن فالسبب في تأتأة السيسي هي البحث عن طريق للوصول الى قلوب المصريين والذي على ما يبدو بأنه طريق طويل جدا وهذا ما يفسر شرود ذهنه في كثير من خطاباته! “شخصية قيادية تمتلك القدرة على التخطيط والترتيب كما أنه صارم وحاد ومتحد يجيد المراوغة والكتمان” ، “شخصية عسكرية مخابراتية يحسب خطواته وفقا لمواقيت ومعايير محدده موضوعه سلفا، وعلى استعداد دائما لاتخاذ قرارات مصيرية وهو ما تؤكده “لازمة” وضع قبضة يده على الأخرى والتي تتكرر غالبا في حواراته ولقاءاته” تفسير منطقي جدا للتمويه عن حركات يديه التي لا تدل أبدا عن شخصية مهزوه!
كان ذلك “غيض من فيض” عن “الكاريزما السيساوية” منقطعة النظير أما عن قدراتها ” الخارقة ” الشبيهة بقدرات “سوبرمان” و “باتمان” والتي تمكنت من تحقيق معجزات لا وجود لها سوى على ألسنة “المطبلاتية”، فقد صرح “مصطفى بكري” ويا ليتك تعلم من هو “مصطفى بكري”! خلال استضافته ببرنامج ” مصر في ساعه” منذ سنه تقريبا “بأن كاريزما وشخصية عبد الفتاح السيسي كانت العامل المهم والرئيسي لنجاح المؤتمر الاقتصادي”، وعلى الرغم من اجماع خبراء الاقتصاد على فشل نتائج المؤتمر فشلا ذريعا! ألا انه يتوجب علينا تصديق “مصطفى بكري” وتكذيب سواه! كما وصرح الدكتور “محمد شاكر” وزير الكهرباء والطاقة : ” إن الرئيس أبلى بلاء حسنا خلال زيارته الى اليابان وكوريا الجنوبية حيث قدم فكرة جيدة عن الاستثمار في مصر بما لديه من “كاريزما” أدي إلى توقيع 9 مذكرات تفاهم مع الجانب الياباني فيما يتعلق بالمحطات التي تعمل بالفحم وما يتعلق بتقوية شبكة نقل الكهرباء وشبكات التوزيع”، والحقيقة تقال بأن اليابان كانت بحاجه ماسه فعلا لأفكار السيسي النيرة! وتصديقا لقوله لا يزال الشعب المصري حتى الأن يعاني من انقطاع التيار الكهربائي، ولا تزال المشكلة تضرب أطناب الجمهورية من شرقها إلى غربها!
وأما عن الدور الجبار الذي لعبته “الكاريزما السيساوية” في حل أزمة الجنية الذي أودى به السيسي إلى غرفة الانعاش أو بمعنى آخر “جابله الجلطه” ومن المحتمل أن لا تقوم له قائمه بعد اليوم، فقد صرح المذيع المصري “إلى ما بيكدبش أبدا!” تامر أمين قائلا :”السيسي ما دخلش بتؤله، الي حصل ده خيال، كل الي عمله أنه قعد من ساعتين مع رئيس البنك المركزي ” وحمر لهم عينه بس” وقالهم ” ها وبعدين؟ ” فالدولار نزل 2.5 جنيه، ولو واجه أزمة الدولار بنفسه احتمال الجنيه يبقى ب 10 الدولار”! يا سلاااااام، والسؤال هنا ” طيب السيسي ما دخلش بتؤله لحل أزمة الدولار حتى الأن ليه؟”، ربما ينتظر أن يحرق باقي الشعب المصري أنفسهم كما سكب مؤخرا أحد المواطنين البنزين على جسده وأضرم النار في نفسه أمام أحد النوادي التابعة للجيش،احتجاجا على غلاء المعيشة وارتفاع الأسعار، ليتهمه الاعلام المصري فيما بعد بأنه مدمن ويتعاطى البانغو! كل هذا وذاك ليس من الأمر بأهمية، المهم في الأمر أن الشعب المصري علم أخيرا لماذا تدهور الاقتصاد إلى هذا الحد، ولماذا انخفض الجنية المصري إلى حد أنه ” أكل هوى” ؟ وإذا عرف السبب بطل العجب والسبب هو “لسه ما دخلش بتؤله!”.
لكل حاكم بوق وبوق السيسي ليس كمثله بوق! هذا ما عكسته شاشات الاعلام المصري التي ما فتئت تصفق وتتزلف لكل سقطات السيسي وتلبسها ثوب الإنجازات والنجاحات زورا وبهتانا! غير مكترثة بحال الشعب المصري البسيط الذي يدهسه قطار الفقر والفساد والبطالة وغلاء الأسعار كل يوم وساعة! ولا يجد أمامه سوى الأكاذيب والوعود الزائفة ” مصر بخير ” و” مصر أد الدنيا” بينما يبحث المصريون عن كيلو السكر فلا يجدوه!