انطلق اليوم، مؤتمر الشباب في شرم الشيخ، برعاية عبد الفتاح السيسي، وهو اللقاء السابع بالشباب، منذ أن تولى السيسي الحكم، والوعود المعسولة لا تتغير، إذ يمنيهم بمستقبل أفضل، ويحثهم على المشاركة في الحياة السياسية، ولكن على أرض الواقع، الوضع مختلف، فالشباب بين معتقل أومختفٍ قسريًا أو مطارد أوعاطل .
شباب الإعلاميين
وكان أول لقاء للسيسي منذ توليه الحكم بالشباب في ديسمبر 2014، حيث التقى السيسي بمجموعة من شباب الإعلاميين والصحفيين، بمقر رئاسة الجمهورية في قصر الاتحادية، وحرص السيسي على اختيار إعلاميين مؤيدين له.
وتمت خلال اللقاء وفقا لما اعلنة الاعلاميين المشاركين في القاء، مناقشة الدور الذي يضطلع به الإعلام لتشكيل الوعي وزيادة الإدراك، باعتبارهما الأساس لتحقيق الاستقرار ومواجهة التحديات.
ووقتها رحب السيسي، ببعض المقترحات التي تم طرحها أثناء اللقاء ومن بينها تطوير مؤسسات الإعلام القومية لتقوم بدورها جنباً إلى جنب مع الإعلام الخاص، وطالب شباب الإعلاميين بإعداد ورقة عمل تتضمن مقترحات محددة لتطوير مؤسسات الإعلام القومية، وحتى الآن لم يتم تنفيذ أي شيء يتعلق بالإعلام منذ تولي السيسي الرئاسة.
لقاء شباب الجامعات
وفي 13 سبتمبر 2015، كان ثاني لقاء للسيسي بالشباب، حيث التقى بطلاب ممثلين عن 25 جامعة مصرية، ضمن فعاليات أسبوع شباب الجامعات المصرية العاشر، بقاعة المؤتمرات الكبرى في جامعة قناة السويس بالإسماعيلية.
ووجه الرئيس خلال اللقاء رسالة للشباب قائلًا: “من فضلكم انزلوا الانتخابات، وأنا معنديش حد أقولكم انتخبوه ولا قائمة معينة أزكيها، أنتم جيل جديد لم ولن ينكسر أبدًا”.
وأعلن خلاله عن اطلاق البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب للقيادة، الذي يهدف إلى تأهيل 2500 شاب وشابة سنويًا قادرين على الإدارة وتولي المسئولية والمناصب القيادية، وفقًا لأساليب الإدارة الحديثة.
وردا على طلب السيسي شهدت الانتخابات البرلمانية مقاطعة كبيرة من قبل الشباب رصدتها جميع وسائل الإعلام، كما لم يحدث أي تطور في برنامج تأهيل الشباب الي القيادة ولم يتم إنجاز أي شيء فيه.
يوم الشباب المصري
وشهد 9يناير الماضي، احتفالية يوم الشباب المصري في دار الأوبرا، وأعلن خلاله عام 2016 عاما للشباب المصري، على أن يتم فيه تأهيل حقيقي للشباب من خلال منظومة ممنهجة على أسس علمية ووطنية، وذلك تقديرًا للشباب المثقف والرائع.
وقال آنذاك إن الحديث عن الأمل واقترانه بالشباب ليست كلمات بلاغية، وإنما محاولة لإعادة الأمور إلى نصابها، ولدفع الأمة إلى التقدم والرقي.
وأصدر السيسي خلال هذا اليوم عدد من القرارات أبرزها:
كلف القائمين على مشروع استصلاح المليون ونصف مليون فدان بتخصيص نسبة ملائمة من الأراضى بالتملك للشباب، وذلك للاستفادة من برنامج التمويل الحكومى للشباب.
وصدرت كراسة شروط هذا المشروع اليوم، حيث بلغ سعر الفدان للشباب 45 الف جنيه، ويحصل كل شاب على 20 فدان بسعر 900 الف جنيه وهو ما أثار غضب الشباب الذي قال إن هذا المشروع لكبار المستثمرين وليس الشباب.
وأشار السيسي خلال كلمته، إلى أنه وجه أيضا وزارة الإسكان بالانتهاء من تنفيذ 145 ألف وحدة سكنية بالإسكان الاجتماعى للشباب خلال عام 2016 بإجمالى 20 مليار جنيه، وفي المقابل رفع السيسي سعر متر الشقة الإسكان الاجتماعي الي أكثر من ألفين جنيه، ووصلت مقدمات الشقق الي 40 الف جنيه.
وأوضح السيسي أنه أمر بتشكيل لجنة قومية متخصصة، تحت رعاية رئاسة الجمهورية؛ لتحديث المناهج التعليمية لجميع المراحل الدراسية على أن يتم الانتهاء منها خلال 3 أشهر وأن تراعى أحدث ما وصلت إليه الدراسات العالمية وتحقق ترسيخا لمنظومة الأخلاق، وانتهت الثلاث أشهر ولم تنتهي اللجنة.
حوار الشباب
وفي أبريل الماضي، أجرى السيسي حوار مع الشباب وممثلي الإعلام، خلال تفقده لمشروع منتجع جبل الجلالة بالقرب من خليج السويس.
وشدد فيه على أهمية دور الشباب في تنمية المجتمع، وذلك بما يتمتعون به من حيوية وطاقات ونقاء من أجل العمل والإنجاز والمساهمة، مؤكدًا على أهمية مشاركتهم وترشحهم في انتخابات المحليات المقبلة للمساهمة في تحسين جودة الإدارة المحلية وجهود مكافحة الفساد.
ونَّوه السيسي خلال لقائة إلى أن المشروعات القومية التي تنفذها الدولة توفر مليونيّ فرصة عمل وتنشط حركة السوق والشركات المصرية العاملة في المجالات ذات الصلة، وهو ما لم يتحقق منه أي شيء.
وأشار إلى أن عام 2016 هو عام الشباب الذي يشهد العديد من المبادرات الخاصة بهم وفي مقدمتها مبادرة تمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة من خلال توفير مائتي مليار جنيه على مدار أربع سنوات لصالح تلك المشروعات بفائدة منخفضة تصل إلى 5% سنوياً، وهو ما لم ينعكس على الشباب في ظل عدم تهيئة المناخ للشباب للقيام بمشروعات صغيرة.
الإفطار مع الشباب
وفي يونيو الماضي، حضر عبدالفتاح السيسي، الحفل الخاص بإفطار الشباب في رمضان الماضي، بأحد فنادق الدفاع الجوي، بمشاركة طلاب البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب للقيادة ومجموعة كبيرة من المسئولين وكبار رجال الدولة وطلبة الجامعات والكليات العسكرية وعدد من الكتاب والمثقفين والصحفيين والإعلاميين، حيث قال :”التقارير اللى بتجيلى عن أداء الشباب فى البرنامج تسعد أى حد يطلع عليها” وهو ما أثار سخرية النشطاء عن تقارير السيسي.
زيارة مفاجئة لشباب البرنامج الرئاسي
في 14 يوليو الماضي، خلال الدورة الأولى للبرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب للقيادة، إلتقى السيسي بشباب البرنامج الرئاسي، في زيارة مفاجئة، استمع خلالها إلى مقترحات الشباب .
وفي 1 أغسطس 2016 التقى شباب البرنامج الرئاسي في ثاني لقاء جمعهم عبدالفتاح السيسي، استعرضوا من خلاله نموذج محاكاة تحت شعار “محاكاة الدولة المصرية” ، يضم عدد من الملفات الأمنية والسياسية والاقتصادية، ومكافحة الإرهاب، وملف السياسة الخارجية، والمياه، وسد النهضة، والدعم، تحت عنوان “تقدير موقف عام للتحديات التي تواجه الدولة المصرية”.
وخلال اللقاء دعا السيسي، الشباب إلى المشاركة في إنتخابات المحليات القادمة، مؤكدًا أن الشباب المصري حريص على أداء دوره، مطالبًا الشباب بالمساهمة الحقيقية لتنمية مصر.
مؤتمر للصور التذكارية
قال شريف الروبي، القيادي بحركة 6 أبريل، إن الدعوة لحضور مؤتمر عبدالفتاح السيسي لم توجه لأي من القوى المدنية الرافضة له ولنظامة، والرافضة أيضًا لجماعة الإخوان المسلمين، حيث لم توجه لهم أي دعوة، ولكن الدعوة وجهت لأشخاص معينين لم يعارضوا نظام السيسي، مثل شباب حملة حمدين صباحي، أمثال حسن شاهين وعادل عبدالعزيز، وكذلك شباب جيل المستقبل لجمال مبارك.
وأضاف الروبي في تصريح خاص لـ”رصد”: إننا نرفض الحضور حتى لو وجهت الدعوة لنا، لأننا نرفض هذا النظام، ولنا سابقة حيث حضرنا واتخذوا قرارات ووعود وهمية لم ينفذ منها أي شيء.
وأشار الروبي إلى أن هناك فئة معينة يتم اختيارها لحضور لقاءات السيسي، ويخاطبهم على أنهم يمثلون شباب مصر، وهذا غير صحيح، حيث إن السجون مليئة بالشباب، الذي يحاكم لمجرد تعبيره عن رأيه بطريقة سلمية، بجانب العشرات الذين تم اختفاؤهم قسريًّا.
وتابع: الهدف من هذه اللقاءات الظهور في وسائل الإعلام بأن جميع أطياف الشعب مؤيدة لرئيس الجمهورية، وأنه على تواصل معهم، وهذا غير موجود على أرض الواقع.. الشباب هم ثروة مصر الحقيقية، لكن الدولة تتعامل معهم على أنهم أعداء.
وكتب الأسواني في حسابه على “تويتر” امس الاثنين: “لقاءات الشباب مع السيسي هي نفسها لقاءات الشباب مع جمال مبارك.. لا شيئ إلا الكلام الإنشائي والصور التذكارية، مجرد تغطية على المشاكل الحقيقية”.