اتهم تجار ومستوردون للسكر- تحدثوا لوكالة “رويترز” – الحكومة بالتسبب في الأزمة الحالية للسكر بسبب المبالغة في تقدير المخزون، وعدم توفير الدولار اللازم للاستيراد، بالإضافة إلى ارتفاع السعر العالمي.
وقالت الوكالة إن استدانة فنجان من السكر من جارك أصبح أمرًا مثيرًا للجدل في مصر؛ إذ اختفى السكر من المحلات في شتى أرجاء العاصمة، وهو ما دفع وسائل الإعلام للتحدث عن الأزمة، وأجبرت الدولة لزيادة الواردات على عجل، على الرغم من النقص الحاد في الدولار، وارتفاع أسعار المنتج عالميًا.
وتستهلك مصر حوالى 3 مليون طن من السكر سنويًا، لكنها تنتج فقط حوالي 2 مليون طن، وتقوم الدولة بسد هذه الفجوة عن طريق الواردات، لكن التجار يقولون إن الأسعار العالمية المرتفعة للمنتج بنسبة 50 بالمائة، بالإضافة إلى سعر الدولار المرتفع، رفع الأسعار بشكل كبير، وجعل عملية الإستيراد محفوفة بالمخاطر.
وتضيف الوكالة أن المستوردين ليس لديهم أي خيار آخر غير اللجوء إلى السوق السوداء للحصول على الدولار، ودفع ما يزيد عن 15 جنيهًا مقابل دولار واحد ، في حين أن السعر الرسمي في البنك هو 8.8 ، ومع ارتفاع الأسعار يقول الكثير والكثير من التجار إنهم باتوا غير قادرين على الاستيراد.
ويقول على إبراهيم ، مدير في أحد أفرع “مترو” “منذ أربعة أسابيع لم نعرض السكر في أي من فروعنا”، وتقول محلات أخرى في القاهرة إنهم يحصلون فقط على جزء قليل من احتياجاتهم، مع بيع المعروض خلال ساعة من وصوله، وشجار المواطنين مع بعضهم البعض”.
ويؤكد صاحب إحدى المحلات على عمق الأزمة قائلاً: “أردت فقط أن أصنع كوباً من الشاي لكني لم أستطع”، ويردد هذا التاجر الشكاوي المتكررة للمواطنين من زيادة الأسعار ، مع إتجاه البلاد لتطبيق مزيد من الإجراءات التقشفية قبل الحصول على قرض بقيمة 12 مليار دولار من صندوق النقد الدولي .
ويفسر التجار أن النقص الحالي في المعروض هو نتيجة لتأخر رد الحكومة على التصريحات السياسية الرسمية؛ فخلال شهر يونيو صرح وزير التموين أن البلاد لديها احتياطات السكر التي تكفي لسد الإحتياجات لمدة عام، وفي شهر أغسطس تراجع عن تصريحه السابق، ليقول إنه بحاجة إلى استيراد 500 طن لسد الاحتياجات حتى بداية موسم الحصاد في فبراير .
وتختم الوكالة بالإشارة إلى تصريح وزير التموين الحالي بأن البلاد لديها ما يكفي من المخزون لأربعة أشهر، إلا أن أحد مديري السوبر ماركت المملوكة للدولة أخبر “رويترز” أنه لا يوجد معروض من السكر منذ أربعة أيام.