بعد وجود مؤشرات بتقدم تحالف القوى الوطنية في النتائج الاولية لأول عملية انتخابية دعا "محمود جبريل" رئيس التحالف نحو 150 حزبًا سياسيًا في ليبيا إلى دعم تشكيل حكومة ائتلافية واسعة في الوقت الذي من المقرر أن تعلن فيه نتائج الانتخابات اليوم الاثنين.
وقال "محمود جبريل" رئيس وزراء ليبيا السابق أثناء الثورة أنه يقدم دعوة صادقة لإجراء حوار وطني لتشكيل ائتلاف واحد تحت شعار واحد، مضيفًا إن هذه دعوة صادقة ومخلصة لكل الأحزاب السياسية العاملة اليوم في ليبيا، أتى ذلك خلال مؤتمر صحفي عقد في ساعة متأخرة من مساء أمس الأحد.
الفائز الحقيقى
وأوضح جبريل أنه لا يوجد خاسر أو فائز في الانتخابات التي جرت يوم السبت وأنه مهما كان الطرف الفائز فإن ليبيا هي الفائز الحقيقي.
ورفض جبريل وصف تحالف القوى الوطنية بأنه تحالف علماني وليبرالي قائلًا إن الإلتزام بمباديء الشريعة الإسلامية أحد مبادئه الرئيسية وهو تصريح يمكن أن يسهل جهود إقامة علاقات مع الأحزاب الإسلامية.
وقال إنه يمد يده إلى أنصار الفدرالية الذين قاطعوا الانتخابات وحاولوا تعطيلها في شرق البلاد، لافتًا إلى أن حزبه سيسعى إلى أن يكون هؤلاء ممثلين في أجهزة الدولة.
وطالب بإشراك ما يسمى بالتيارات المتطرفة في إعادة بناء الدولة والوطن، مشيرًا إلى أن هذه الفئة ظلمت وحرمت كثيرًا، وأن التطرف إنما ينشأ عن الإقصاء والتهميش.
وتعهد جبريل بالدفع نحو تخصيص مقاعد لتمثيل الليبيين في الخارج، وقال إن المؤتمر القادم لا بد أن يجد مكانًا لهؤلاء الذين غابوا عن ليبيا لظروف يعرفها الجميع.
وكانت قد ظهرت مؤشرات ظهر أمس بتقدم تحالف القوى الوطنية في القوائم وتراجعها بشكل ملحوظ في النظام الفردي بعكس حزب العدالة والبناء الذي تقدم في النظام الفردي وتراجع بشكل كبير في القوائم.
ويتكون المؤتمر الوطني من 200 مقعد منهم 120 مقعدًا للنظام الفردي و80 مقعدا للقوائم.
إختبار صعب
وعلى صعيد التحليلات الدولية للمؤشرات الاولية للانتخابات الليبية قالت صحيفة الواشنطن بوست في تقرير لها اليوم الاثنين إن البرلمان المكون من 200 مقعد سيواجه اختبارًا صعبًا في تشكيل الحكومة، الذي يمكن أن يصبح اختبارًا لقوة الاسلاميين والقوى العلمانية حول قضايا حساسة في ليبيا مثل حقوق المرأة ومدى تطبيق الشريعة الاسلامية والعلاقات مع الولايات المتحدة والدول الغربية الأخرى التي ساهمت في الإطاحة بالقذافي.
وتجدر الإشارة إلى أن محمود جبريل هو رئيس وزراء ليبيا أثناء الثورة على العقيد الراحل معمر القذافى ومسؤول العلاقات الخارجية فى المجلس الوطنى وتولى مهامه فى مارس 2011وقدم استقالته في شهر نوفمبرمن نفس العام ليشكل بعدها تحالف القوى الوطنية ذو الخلفية الليبرالية والذي يضم قرابة 44 تنظيما سياسيا و236 منظمة من منظمات المجتمع المدني بالإضافة إلى أكثر من 280 شخصية مستقلة.
ويدعو تحالف القوى الوطنية إلى الولاء للوطن بعيدًا عن الولاءات القبيلية والعرقية والجهوية والمذهبية والحزبية والقطيعة تمامًا مع نظام الاستبداد والفصل بين السلطات الثلاث التنفيذية والتشريعية والقضائية والعمل على استقلال القضاء .
ويهدف بشكل أساسي احترام حقوق الإنسان وإشراك المرأة بصورة فعالة فى المجالات المختلفة ويؤكد التحالف على إرساء منظومة تنموية شاملة مستدامة ومتوازنة على أساس التوزيع الجغرافي والسكاني وفى إطار اللامركزية والحكم المحلى وتشجيع الاستثمار في جميع المناطق الجغرافية .
