تعاني المملكة العربية السعودية من عجز مالي وارتفاع عجز الموازنة إلى 20% ، جراء انهيار أسعار النفط ، ما دعى العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز إلى اطلاق حملة تقشف واسعة في مختلف قطاعات الدولة، إلا أن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ضرب بتلك الاجراءات التقشفية عرض الحائط، و قام بشراء يخت فرنسي فاخر قيمته حوالي 550 مليون دولار، وفق ما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أمس.
إجراءات تقشفية
خفضت السعودية دعم الوقود والكهرباء والماء وبعض السلع الاساسية الاخرى، و فرضت ضرائب على الدخل والتحويلات الخارجية بالنسبة الى الاجانب، وزيادة بعض الرسوم على تجديد الاقامات ورخص القيادة والخدمات البيروقراطية الرسمية الاخرى، حيث من المتوقع ان يتم البدء بهذه الاجراءات في الميزانية السعودية للعام المقبل التي من المفترض ان تعلن في شهر ديسمبر المقبل.
كانت صحيفة الجارديان البريطانية قد نشرت مضمون رسالة بعث بها العاهل السعودي الى وزير المالية تحمل عنوان “سري للغاية” وتنص على ضرورة اتخاذ اجراءات تقشفية لتقليص الانفاق الحكومي في الاشهر الثلاثة الاخيرة من ميزانية العام الحالي من بينها الايقاف الفوري لكل مشاريع البنى التحتية الجديدة، ووقف شراء اي سيارات او اثاث او تجهيزات اخرى، وتجميد جميع التعيينات على الدرجات كافة، وايقاف صرف أي تعويضات مالية من جراء نزع الملكية من المواطنين، وفك الارتباط للعقارات التي لا توجد حاجة ماسة لنزع ملكيتها، كما يجب منع ابرام اي عقود استئجار المباني التي سبق الاعلان عن استئجارها، وان لا يتجاوز الصرف من اعتمادات البنود والمشاريع خلال الفترة المتبقية من الميزانية عن 25 بالمئة من الاعتماد الاصلي.
وتأتي هذه السياسة التقشفية الجديدة مع انخفاض مؤشر الاسهم السعودية بحوالي 30 بالمئة خلال الاشهر الـ12 الاخيرة، حيث اضطرت السعودية لسحب حوالي 75 مليار دولار من الاحتياط المالي الذي يقدر بحوالي 670 مليار دولار لمواجهة العجز والاعباء المالية الاخرى، وخاصة نفقات الحرب الباهظة التي تخوضها السعودية في كل من اليمن وسوريا.
أول اقتراض للسعودية
أعلنت وزارة المالية السعودية عن “إنشاء برنامج دولي لإصدار سندات الدين، وقامت بتعيين عدد من البنوك الاستثمارية العالمية والمحلية لتنسيق سلسلة من الاجتماعات مع مستثمري سندات الدين”
وأكدت الوزارة انها “قامت بتكليف تلك البنوك الاستثمارية بإدارة وترتيب أول طرح للسندات الدولية المقومة بالدولار مندرجة تحت هذا البرنامج” موضحة أن “طرح السندات سيتم حسب ظروف السوق” ، ليكون ذلك أول اقتراض للمملكة من السوق الدولية.
يخت فرنسي فاخر
كان الحساب الذي يحمل اسم ” مجتهد” قد أعلن في أغسطس الماضي ، عن نية محمد بن سلمان شراء يخت فاخر بغت قيمته 500 مليون دولار ، أي ما يعادل 2 مليار ريال .
و تابع مجتهد “وكان بن سلمان قد اشترى يختا أصغر قبل أن يسيطر على الميزانية بـ100 مليون دولار طوله 80 مترًا لكن رأى أنه “مش قد المقام” ولذلك قرر شراء “سيرين و تبلغ تكاليف صيانة اليختين 12 مليون دولار شهريًا في حالة (عدم الاستخدام)، و20 مليون دولار عند الاستخدام، وبالطبع كلها محسوبة على وزارة الدفاع”.
ونشرت جريدة نيويورك تايمز تقريرًا أمس ، تؤكد اتمام صفقة شراء يخت قيمته حوالي 550 مليون دولار، ونقلت الصحيفة عن شريك صاحب اليخت وفرد من العائلة المالكة السعودية، أن الصفقة التي تمت العام الماضي خلال إجازة بن سلمان في جنوب فرنسا، لم تستغرق سوى ساعات أخلى بعدها البائع اليخت في اليوم نفسه.
وذكرت الصحيفة الأمريكية أن الأمير محمد بن سلمان اشترى يخت “سيرين” من يوري شيفلر ملياردير”الفودكا” الروسي بأكثر من نصف مليار دولار في فرنسا.
جزر المالديف
لم تكن المرة الأولي التي يتم الاعلان عن بذخ “بن سلمان” في سبيل راحته، حيث ذكرت صحيفة مالديفية في يناير 2015 أن أميرا سعوديا أقام حفلا بتكلفة 8 مليون دولار في إحدي جزر المالديف الخاصة بحضور مشاهير غناء عالميين .
وأضافت الصحيفة “يصل عدد من المشاهير العالميين من بينهم “جنيفر لوبيز” و”شاكيرا” إلى جزيرة “فيلا” الخاصة بجزر المالديف ليس لقضاء عطلة، ولكن للترفيه عن أمير سعودي رفيع المستوى، استأجر الجزيرة لحفلة خاصة، فيما تردد أن الأمير أنفق أكثر من 8 ملايين دولار لحجز الجزيرة بأكملها”.
وبحسب الصحيفة، فقد استأجر الأمير السعودي أكثر من 43 فيلا للمشاهير والضيوف، وموظفي الخدمات، ما يوحي أنها لن تكون كأي حفلة أخرى في التكاليف، وتابعت الصحيفة أنه وصل بالفعل إلى الجزيرة مغني الراب المشهور PSY صاحب أغنية “جنجنام ستايل” الشهيرة، و”بيتول”، فيما ينتظر وصول “شاكيرا” برفقة زوجها وابنها ، ولم تسم الصحيفة ذلك الأمير.. ذلك الخبر جاء تزامنا مع تغريدة للأمير السعودي “سعود بن سيف النصر” قال فيها: “قمة الاستهتار من وزير دفاع حين ينفق 30 مليون ريال في جزيرة سياحية وفي ليلة واحدة على حفلة ماجنة بينما الجيش يخوض معارك طاحنة في الجنوب”، وهو ما يتطابق مع تكلفة الحفل المقدر بـ 8 مليون دولار بحسب الصحيفة.
وكان المغرد السعودي الشهير “مجتهد”، قد كتب في تغريدات سابقة أن “بن سلمان” يقضي “شهر عسل” بعد عودته من أميركا وزواجه من ابنة “فهد بن بندر بن محمد بن عبد الرحمن”، في الوقت الذي يخوض فيه جنوده وضباطه غمار القتال.
وأضاف “مجتهد” في تغريدة أخرى: “الجنرال الصغير لا يطيق البقاء في الوطن ولذلك قرر التسكع مرة أخرى لكن هذه المرة في المالديف”.
وأرجع “سعود بن سيف” غياب “بن سلمان” إلى وجوده خارج البلاد في جزر سياحية لم يسمها، قائلا: “مثل هذا لا يستغرب فإذا كان يرضى لنفسه وهو وزير دفاع أن يبقى خارج البلاد في جزر سياحية وقت الحرب فليس مستغربا أن يغيب عن عزاء عمته”، وهو ما اعتبره “مجتهد” تأكيدا لحديثه حول غياب “بن سلمان”، قائلأ: “سعود بن سيف يؤكد ما قاله مجتهد أن بن سلمان في جزر المالديف في رحلة سياحية”.
صور متداولة لليخت