هاجم سياسيون وإعلاميون خليجيون النظام المصري بعد تصويته لصالح القرار الروسي في مجلس الأمن بشأن الأزمة السورية، في مخالفة واضحة للإجماع العربي وتصويت ضد الثورة والشعب السوري.
السعودية وقطر ينتقدون الموقف المصري
انتقدت دولة قطر والمملكة العربية السعودية خروج مصر عن التوافق العربي بمجلس الأمن الدولي، ووصفت الشيخة علياء أحمد بن سيف آل ثاني المندوب الدائم لدولة قطر لدى الأمم المتحدة الموقف المصري بالمؤسف، وقالت إن المهم الآن هو التركيز على ما يمكن فعله لمواجهة فشل مجلس الأمن في حل الأزمة السورية.
وأضافت: ” سنتحرك ونعمل مع الدول الصديقة للشعب السوري لنعرف ما هي الخيارات الأخرى التي يمكن عملها”.
وأكدت أن خطابًا سيُرفع الاثنين إلى رئيس مجلس الأمن بعد أن توقع عليه عشرات الدول، يتضمن احتجاجًا على ما حدث في جلسة مجلس الأمن السبت، ووصفت ما حدث من طرح مشروع مضاد واستخدام الفيتو بالمهزلة.
ومن جهته، وصف المندوب الدائم للمملكة العربية السعودية لدى الأمم المتحدة عبدالله المُعلمي تصويت مندوب مصر لصالح مشروع القرار الروسي، بالمؤلم، وقال بعيد التصويت “كان مؤلما أن يكون الموقف السنغالي والماليزي أقرب إلى الموقف التوافقي العربي من موقف المندوب العربي (المصري).. ولكن أعتقد أن السؤال يُوجه إلى مندوب مصر”.
وأكد أن بلاده ستواصل دعمها للشعب السوري بكل الوسائل. ووصف طرح روسيا مشروعا مضادا، واستخدامها الفيتو ضد مشروع القرار الفرنسي بـ”المهزلة”، حسب تعبيره. وقال المعلمي إن بلاده وعشرات من الدول الأخرى ستوجه خطاب احتجاج لمجلس الأمن عما جرى السبت.
سياسيون وإعلاميون عرب يهاجمون نظام السيسي
استنكر الإعلامي السعودي، إبراهيم القحطاني، تصويت مصر لصالح المشروع الروسي، وقال في تغريدة عبر حسابه بموقع “تويتر”: “ببلاش!! انا ماعرفش حاجة اسمها بلاش – الجنرال السيسي مصر تصوت لصالح المشروع الروسي”.
وقال الإعلامي السوري موسى العمر: “مصر تصوت لصالح المشروع الروسي إلى جانب الصين وروسيا وفنزويلا.. عظمة على عظمة، وبكره تشوفو مصر”.
وعلق عبدالله العذبة رئيس تحرير صحيفة العرب القطرية: “يا سيساوية الخليج، بعد تصويت مصر ضد سوريا وثورتها بمجلس الأمن لصالح روسيا، رددوا معي ثلاث مرات،، تحيا مِسِر السيسي، آه سحيح”.
وكتب علي القرة داغي، الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين: “وصف المندوب السعودي لدى الأمم المتحدة تصويت مندوب مصر لمشروع القرار الروسي بالمؤلم، وهذه المرة الأولى التي يخرج فيها انتقاد علني سعودي لمصر”.
وتعجب الكاتب السعودي جمال خاشقجي معلقا “: “الدبلوماسية المصرية غريبة، صوتت مع مشروع قرار فرنسي بمجلس الأمن يفرض حظر طيران فوق حلب ثم صوتت لمشروع روسي يناقضه خلال أقل من ساعة “.
وجاءت بعض التعليقات الأخرى كالتالي:
– جابر الحرمي، رئيس تحرير صحيفة الشرق القطرية: “نظام السيسي يخذل العرب من جديد وينحاز لمشروع قدمه الروس في مجلس الأمن نيابة عن نظام الدمية بشار، من يقتل شعبه لا غرابة في تأييد قتلة آخرين”.
– الأكاديمي السعودي عبدالله الغذامي: “مصر صوتت ضد نفسها وضميرها، ليلة البارحة في مجلس الأمن تصوت مع روسيا ضد سوريا، يا مصر التي في خاطري وفي دمي، من وضعك خارج ضميرك”.
– ياسر الزعاترة المحلل السياسي الفلسطيني الأردني: “مصر تصوّت لصالح مشروع القرار الروسي في مجلس الأمن، تواطؤ مفضوح مع نظام بشار، ومع إيران بتعبير أدق، ماذا يحدث للشقيقة الكبرى؟”.
– الدكتور محمد محسوب، وزير الدولة لشؤون المجالس النيابية الأسبق: “تصويت لقرارين متعارضين ودعم محتل لأرض عربية، خطة ممنهجة لتحويل مصر لدولة تافهة وهدم أمننا القومي والعربي السكوت عن الخيانة خيانة”.
– الإعلامي أسامة جاويش: “مصر تصوت لصالح المشروع الروسي ابتزازا للسعودية طمعا في مزيد من الرز والمواد البترولية العاجلة، عهر سياسي مصري على دماء الشعب السوري”.
الخارجية المصرية ترد
الخارجية المصرية من جانبها، أوضحت في بيانٍ أمس الأحد، أن “مصر صوتت لصالح مشروعي قرارين بمجلس الأمن حول التهدئة في سوريا وخاصة في مدينة حلب؛ حيث تقدم بالمشروع الأول كل من فرنسا وإسبانيا بدعم من الولايات المتحدة وبريطانيا، وتقدم بالمشروع الثاني روسيا الاتحادية”.
وتعليقًا على تصويت مصر لصالح القرارين، صرّح السفير عمرو أبو العطا، مندوب مصر لدى الأمم المتحدة، في البيان ذاته، أن “مصر تؤيد كل الجهود الهادفة لوقف مأساة الشعب السوري، وأنها صوتت بناءً على محتوى القرارات وليس من منطلق المزايدات السياسية التي أصبحت تعوق عمل مجلس الأمن”.
ذكر المندوب الدائم المصري أن “السبب الرئيسي في فشل المشروعين يعود للخلافات بين الدول دائمة العضوية بالمجلس”، معربًا عن أسفه إزاء “عجز مجلس الأمن عن اتخاذ قرارات فاعلة لرفع المعاناة عن الشعب السوري والقضاء على الإرهاب في سوريا نتيجة تلك الخلافات”.
وعدد أبو العطا عدة عناصر مشتركة بين المشروعين المتنافسين، مشيرًا إلى أن “مصر صوتت لصالح تلك العناصر والتي تتلخص في وقف استهداف المدنيين السوريين، ودعم النفاذ الإنساني ووقف العدائيات وفقًا لقرارات مجلس الأمن ذات الصِّلة، وضرورة التعاطي الحاسم مع استخفاف بعض الجماعات المسلحة بمناشدات المجتمع الدولي لها بعدم التعاون مع التنظيمات الإرهابية”.
وأضاف أن “المشروعين يعطيان أولوية لوقف العدائيات في حلب، ويحثان على استئناف العملية السياسية والمفاوضات حول المرحلة الانتقالية في سوريا”، مشيرًا إلى أن “التسوية ممكنة على أساس تلك العناصر إذا خلصت نوايا القوى المؤثرة في الصراع على الأرض”.
ووجه المندوب الدائم المصري نداءً للقوى الدولية والإقليمية والداخلية في سوريا بتجنب الصراعات والمطامع السياسية والنعرات الطائفية من أجل إنقاذ الشعب السوري من المآسي التي يعاني منها يوميا، بحسب ما جاء في بيان الخارجية.
ويتضمن مشروع القرار الفرنسي دعوة إلى وقف إطلاق النار في حلب، وفرض حظر للطيران في المدينة، وإيصال المساعدة الإنسانية إلى السكان المحاصرين في الأحياء التي تسيطر عليها المعارضة في حلب، كما يهدد باتخاذ “مبادرات أخرى” إذا لم يُحترم.
أما مشروع القرار الروسي فيماثل بشكل فعلي المشروع الفرنسي، لكنه يحث الأطراف على وقف الأعمال العدائية فورًا، كما يشدد على التحقق من فصل قوات المعارضة المعتدلة عن جبهة فتح الشام باعتبار ذلك أولوية رئيسية.