شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

انه بلد المليون قتيل ، عذرا مهند – رانيا مصطفى

انه بلد المليون قتيل ، عذرا مهند – رانيا مصطفى
ترى هل ذكرنا بالاختفاء القسرى الذى بلغ عدد المختطفين _بحسب رواية حافظ ابو سعدة عضو المركز القومى لحقوق الانسان_حوالى 266 حالة

انتشر على مواقع التواصل الاجتماعى خبر وفاة شاب فى التاسعة عشرة من عمره بعد صراع مع مرض سرطان الدم ، مهند ايهاب اعتقل ثلاثة مرات أولهم كان لمدة يومين بعد مجزرة سموحة وكان عمره اقل من 16 عاما والمرة الثانية فى ديسمبر 2013 فى احداث كوم الدكة حيث تم ضربه واعتقاله فاضرب عن الطعام لمدة 50 يوما حتى خرج فى ابريل 2014 والثالثة تم اعتقاله وهو فى طريقه الى المنزل مع اصدقاؤه وصدر ضده حكم بالحبس لمدة خمس سنوات ، تم تعذيبه فى مبنى أمن الدولة ثم اقتيد الى المديرية ومنها الى سجن برج العرب ، يحكى والده أنه طلب منه الا تقترب منه والدته فى الزيارات والا تلمسه خشية أن يتألم فتعلم أنه قد تم تعذيبه ، تم الافراج عنه بعد معاناة بسبب اصابته بالسرطان بنسبة 93% ولأن حالته قد أصبحت ميئوس منها .

بحسب مركز النديم هناك حوالى 597 حالة من الاهمال الطبى يقبع أصحابها فى مراكز الاحتجاز يحيا منهم من يحيا ويموت من يموت .

نستطيع أن نقول أن كوارث انسانية من هذا النوع تحدث فى مصر منذ بداية ثورة يناير وبكثافة وتبجح بعد الانقلاب ، يبدو أن مصر تسعى بكل ما تملك من قوة للحصول على لقب (بلد المليون قتيل) !

لا نعلم نحن المتابعين للأحداث ما الذى أصابنا بغم وهم وحزن بعد خبر وفاة مهند !!!

هل لما كتبه والده على صفحته الشخصية من وصف لجمال طباعه وحسن خلقه وبره بوالديه الى لدرجة أنه رفض أن يحضروا مترجما لوالديه بالمستشفى بأمريكا حتى لا يعلم أبويه مدى كارثية حالته ! أم لما أبداه من بطولة حين شارك فى سن صغير بفهم ووعى فى أحداث ثورة بشجاعة يحسده عليها الكبار !!!

أم لما أثارته حادثة موته من أشجان وآلام وقهر فى نفوس كل من تابع ما يجرى فى مصر منذ خمس سنوات ، حتى أنا بتنا لا نعلم أى جرح صار أكثر إيلاما ..

ترى هل ذكرنا بالاختفاء القسرى الذى بلغ عدد المختطفين _بحسب رواية حافظ ابو سعدة عضو المركز القومى لحقوق الانسان_حوالى 266 حالة ، بينما تجاوزت التنسيقية المصرية للحقوق والحريات لتعلن ان عدد الحالات قد بلغ فى النصف الأول من العام الجارى 2811مختف ، وأضافت منظمة العفو الدولية ان هناك من 3_4 حالات يتم اختطافهم يوميا ، شمل هذا الأمر سياسيين وطلاب ومتظاهرين وأناس لا علاقة لهم بالسياسة ولا الأحداث من الأساس واطفال لا يزيد عمرهم عن 14 عاما ، يتعرضون داخل أماكن الاحتجاز للضرب والتعذيب والارهاب ، كما تلفق لهم قضايا سياسية كان آخرها تهمة هى الأولى من نوعها وهى اثارة جو من التشاؤم العام !!

أم ذكرنا بآلاف الضحايا إثر كل مجزرة من بداية ثورة يناير وجمعة الغضب ثم محمد محمود مرورا بالعباسية إلى أن انتهينا إلى الحرس الجمهورى و رابعة والنهضة اللاتى وصل فيهن النظام وفصيل كبير من الشعب إلى أقصى درجات ساديته ، فبات كل يوم من ايام العام يحمل ذكرى أسوأ من سابقتها !

أما أن مهندا ذكرنا بضحايا الغرق بحرا ونيلا فى حوادث متفرقة آخرها كان غرق مركب يحمل مهاجرين غير شرعيين هربوا من شظف العيش كما نصحهم اعلاميي مصر الذين حكموا من أبراجهم العاجية أن من لم تعجبه مصر فليرحل (فى داهية) ، فانطلقوا إلى تلك الداهية علها تكون أكثر رحمة بهم من بلاد حافظوا عليها وما رعتهم ، فمات منهم نحو 186 غريقا لم تكلف دولتهم نفسها عناء انقاذهم أو انتشال جثثهم أو حتى توفير أكياس بلاستيكية لتوارى رفاتهم .

أم ربما يا مهند ذكرتنا بضحايا القتل خارج القانون الذين بلغت اعدادهم منذ بداية الانقلاب بحسب مركز النديم 1083 حالة ، كان آخرها تصفية محمد كمال عضو جماعة الاخوان المسلمين بعد أن أعلنوا اعتقاله ثم تراجعوا ليعلنوا قتله بشكل مبرر فى خبر لا نعلم أيبكى أم يثير السخرية .

أم ذكرتنا أيها الصغير سنا ، الكبير مقاما ، بضحايا التعذيب الذين يصرخون ولا تصلنا أناتهم ، والذين بلغت اعدادهم 1031 شخصا ، وهذا بالطبع ما استطاعت المراكز رصده ، فلا يمكن فى مقبرة كالتى نعيش فيها أن نعلم الأعداد الحقيقية للمظلومين .

أم ذكرتنا باغتصاب 54من الفتيات فى السجون و16 من الأطفال وحدث ولا حرج عن الشباب ؛ أم بشنق احداث صغار لأنفسهم هروبا من التعذيب !

أم بالمقتولين فى اصطدام قطارات أو سحقا تحت عجلاتها فبحسب الجهاز المركزى للتعبئة والاحصاء فإن عدد حوادث الطرق بلغت عام 2015 نحو 14548 حادثة وحوادث القطارات 1235 لنفس العام .

أم بحوالى 200 الف مصرى يصاب سنويا بالسرطان أم 25% مصابون بالتهاب كبد وبائى أم بحوالى 2 مليون و600 ألف مصاب بمرض الكلى يتعذر علاجهم !

أم بضحايا خطف وتجارة اعضاء ؛ أم بحالات خطف الاطفال التى لا تجد لدى المسئولين آذان تصغى وكأنها أمر لا يستحق أن يوليه النظام عين اهتمام !

أم بحالات انتحار لم نعهدها فى مجتمعنا المسلم ، فهناك حوالى 3000 محاولة انتحار سنويا لمن هم أقل من سن 40 سنة !

ام بأبناءنا ، أبناء جيش يتساقطون كل يوم كالعصافير مرة فى ما يسمونه هجوم على خلايا ارهابية ومرة فى قتال لا ناقة لنا فيه ولا جمل بدول أخرى ومرة بالاهمال لانفجار طائرة بالجو مثلا ،وفى النهاية يعود المجند أو الضابط لأهله داخل تابوت لف بعلم مصر ليقولوا للأب تسلم ابنك الشهيد وأعد لنا التابوت والعلم فهو (عهدة) .

أم بأهل سيناء الذين هم خارج التغطية منذ معاهدة كامب ديفيد ، يعاملون بداية معاملة الخونة فلا يملكون أراضيهم بل يهجرون جبرا من منازلهم فى مشهد قريب من تهجير أهالى النوبة المهمشين ، إلى أن وصلنا إلى أن من يقتل منهم أيا كان فهو إرهابى ، لا أحد يعلم ما يحدث هناك بالتحديد وحقيقة ، لا أحد يهتم .

أم بخيانة أضحت ملء السمع والبصر لدين ما أحسن الداعون اليه الدفاع عنه وأرض كانت تهابها الضباع فأصبحت منتهكة وشعب كان فاكهة الدنيا فأصبح ذليلا منكسرا !

ام بابتسامة نرسمها غصبا حتى نزرع أملا فى أجيال قادمة لينبتوا أشداء ،عل الله أن يصلح بهم فسادا ما صلحنا لتطهير البلاد منه !

ترى لم بكيناك هكذا يا مهند ، انه الشعور بالعجز أمامك وامام كل ما نعيشه من عار وخزى ، عذرا بنى ، ربما أراد الله أن يبدلك دارا خيرا من هذه الدار ، أسكنك الله فردوسه الأعلى وربط على قلب والديك ، أما نحن ، فلا نملك إلا الدعاء أن يرفع الله عنا البلاء وان يغفر لنا تلك الذنوب التى تحول بيننا وبين نصره ، وأن يهدينا سبل الرشاد وأن يثبتنا على الحق ما دمنا أحياءا .

انتشر على مواقع التواصل الاجتماعى خبر وفاة شاب فى التاسعة عشرة من عمره بعد صراع مع مرض سرطان الدم ، مهند ايهاب اعتقل ثلاثة مرات أولهم كان لمدة يومين بعد مجزرة سموحة وكان عمره اقل من 16 عاما والمرة الثانية فى ديسمبر 2013 فى احداث كوم الدكة حيث تم ضربه واعتقاله فاضرب عن الطعام لمدة 50 يوما حتى خرج فى ابريل 2014 والثالثة تم اعتقاله وهو فى طريقه الى المنزل مع اصدقاؤه وصدر ضده حكم بالحبس لمدة خمس سنوات ، تم تعذيبه فى مبنى أمن الدولة ثم اقتيد الى المديرية ومنها الى سجن برج العرب ، يحكى والده أنه طلب منه الا تقترب منه والدته فى الزيارات والا تلمسه خشية أن يتألم فتعلم أنه قد تم تعذيبه ، تم الافراج عنه بعد معاناة بسبب اصابته بالسرطان بنسبة 93% ولأن حالته قد أصبحت ميئوس منها .

بحسب مركز النديم هناك حوالى 597 حالة من الاهمال الطبى يقبع أصحابها فى مراكز الاحتجاز يحيا منهم من يحيا ويموت من يموت .
نستطيع أن نقول أن كوارث انسانية من هذا النوع تحدث فى مصر منذ بداية ثورة يناير وبكثافة وتبجح بعد الانقلاب ، يبدو أن مصر تسعى بكل ما تملك من قوة للحصول على لقب (بلد المليون قتيل) !

لا نعلم نحن المتابعين للأحداث ما الذى أصابنا بغم وهم وحزن بعد خبر وفاة مهند !!!

هل لما كتبه والده على صفحته الشخصية من وصف لجمال طباعه وحسن خلقه وبره بوالديه الى لدرجة أنه رفض أن يحضروا مترجما لوالديه بالمستشفى بأمريكا حتى لا يعلم أبويه مدى كارثية حالته ! أم لما أبداه من بطولة حين شارك فى سن صغير بفهم ووعى فى أحداث ثورة بشجاعة يحسده عليها الكبار !!!

أم لما أثارته حادثة موته من أشجان وآلام وقهر فى نفوس كل من تابع ما يجرى فى مصر منذ خمس سنوات ، حتى أنا بتنا لا نعلم أى جرح صار أكثر إيلاما ..

ترى هل ذكرنا بالاختفاء القسرى الذى بلغ عدد المختطفين _بحسب رواية حافظ ابو سعدة عضو المركز القومى لحقوق الانسان_حوالى 266 حالة ، بينما تجاوزت التنسيقية المصرية للحقوق والحريات لتعلن ان عدد الحالات قد بلغ فى النصف الأول من العام الجارى 2811مختف ، وأضافت منظمة العفو الدولية ان هناك من 3_4 حالات يتم اختطافهم يوميا ، شمل هذا الأمر سياسيين وطلاب ومتظاهرين وأناس لا علاقة لهم بالسياسة ولا الأحداث من الأساس واطفال لا يزيد عمرهم عن 14 عاما ، يتعرضون داخل أماكن الاحتجاز للضرب والتعذيب والارهاب ، كما تلفق لهم قضايا سياسية كان آخرها تهمة هى الأولى من نوعها وهى اثارة جو من التشاؤم العام !!

أم ذكرنا بآلاف الضحايا إثر كل مجزرة من بداية ثورة يناير وجمعة الغضب ثم محمد محمود مرورا بالعباسية إلى أن انتهينا إلى الحرس الجمهورى و رابعة والنهضة اللاتى وصل فيهن النظام وفصيل كبير من الشعب إلى أقصى درجات ساديته ، فبات كل يوم من ايام العام يحمل ذكرى أسوأ من سابقتها !

أما أن مهندا ذكرنا بضحايا الغرق بحرا ونيلا فى حوادث متفرقة آخرها كان غرق مركب يحمل مهاجرين غير شرعيين هربوا من شظف العيش كما نصحهم اعلاميي مصر الذين حكموا من أبراجهم العاجية أن من لم تعجبه مصر فليرحل (فى داهية) ، فانطلقوا إلى تلك الداهية علها تكون أكثر رحمة بهم من بلاد حافظوا عليها وما رعتهم ، فمات منهم نحو 186 غريقا لم تكلف دولتهم نفسها عناء انقاذهم أو انتشال جثثهم أو حتى توفير أكياس بلاستيكية لتوارى رفاتهم .

أم ربما يا مهند ذكرتنا بضحايا القتل خارج القانون الذين بلغت اعدادهم منذ بداية الانقلاب بحسب مركز النديم 1083 حالة ، كان آخرها تصفية محمد كمال عضو جماعة الاخوان المسلمين بعد أن أعلنوا اعتقاله ثم تراجعوا ليعلنوا قتله بشكل مبرر فى خبر لا نعلم أيبكى أم يثير السخرية .

أم ذكرتنا أيها الصغير سنا ، الكبير مقاما ، بضحايا التعذيب الذين يصرخون ولا تصلنا أناتهم ، والذين بلغت اعدادهم 1031 شخصا ، وهذا بالطبع ما استطاعت المراكز رصده ، فلا يمكن فى مقبرة كالتى نعيش فيها أن نعلم الأعداد الحقيقية للمظلومين .

أم ذكرتنا باغتصاب 54من الفتيات فى السجون و16 من الأطفال وحدث ولا حرج عن الشباب ؛ أم بشنق احداث صغار لأنفسهم هروبا من التعذيب !

أم بالمقتولين فى اصطدام قطارات أو سحقا تحت عجلاتها فبحسب الجهاز المركزى للتعبئة والاحصاء فإن عدد حوادث الطرق بلغت عام 2015 نحو 14548 حادثة وحوادث القطارات 1235 لنفس العام .

أم بحوالى 200 الف مصرى يصاب سنويا بالسرطان أم 25% مصابون بالتهاب كبد وبائى أم بحوالى 2 مليون و600 ألف مصاب بمرض الكلى يتعذر علاجهم !

أم بضحايا خطف وتجارة اعضاء ؛ أم بحالات خطف الاطفال التى لا تجد لدى المسئولين آذان تصغى وكأنها أمر لا يستحق أن يوليه النظام عين اهتمام !

أم بحالات انتحار لم نعهدها فى مجتمعنا المسلم ، فهناك حوالى 3000 محاولة انتحار سنويا لمن هم أقل من سن 40 سنة !

ام بأبناءنا ، أبناء جيش يتساقطون كل يوم كالعصافير مرة فى ما يسمونه هجوم على خلايا ارهابية ومرة فى قتال لا ناقة لنا فيه ولا جمل بدول أخرى ومرة بالاهمال لانفجار طائرة بالجو مثلا ،وفى النهاية يعود المجند أو الضابط لأهله داخل تابوت لف بعلم مصر ليقولوا للأب تسلم ابنك الشهيد وأعد لنا التابوت والعلم فهو (عهدة) .

أم بأهل سيناء الذين هم خارج التغطية منذ معاهدة كامب ديفيد ، يعاملون بداية معاملة الخونة فلا يملكون أراضيهم بل يهجرون جبرا من منازلهم فى مشهد قريب من تهجير أهالى النوبة المهمشين ، إلى أن وصلنا إلى أن من يقتل منهم أيا كان فهو إرهابى ، لا أحد يعلم ما يحدث هناك بالتحديد وحقيقة ، لا أحد يهتم .

أم بخيانة أضحت ملء السمع والبصر لدين ما أحسن الداعون اليه الدفاع عنه وأرض كانت تهابها الضباع فأصبحت منتهكة وشعب كان فاكهة الدنيا فأصبح ذليلا منكسرا !

ام بابتسامة نرسمها غصبا حتى نزرع أملا فى أجيال قادمة لينبتوا أشداء ،عل الله أن يصلح بهم فسادا ما صلحنا لتطهير البلاد منه !
ترى لم بكيناك هكذا يا مهند ، انه الشعور بالعجز أمامك وامام كل ما نعيشه من عار وخزى ، عذرا بنى ، ربما أراد الله أن يبدلك دارا خيرا من هذه الدار ، أسكنك الله فردوسه الأعلى وربط على قلب والديك ، أما نحن ، فلا نملك إلا الدعاء أن يرفع الله عنا البلاء وان يغفر لنا تلك الذنوب التى تحول بيننا وبين نصره ، وأن يهدينا سبل الرشاد وأن يثبتنا على الحق ما دمنا أحياءا .


تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023