تحذيرات أمنية مفاجئة أطلقتها عدة سفارات غربية لرعاياها بالقاهرة بتجنب التجمعات غدًا الأحد التاسع من أكتوبر، بدأت تلك التحذيرات بسفارتي الولايات المتحد الأمريكية وكندا، وما لبثت أن لحقت بهما اليوم السفارة البريطانية، الأمر الذي أدى إلى نشر حالة من القلق والهلع لدى المصريين وصل إلى دعوات بعدم ذهاب الأطفال للمدارس.
بدأت التحذيرات عندما أصدرت السفارة الأميركية بالقاهرة، رسالة تحذيرية موجهة لرعاياها المقيمين في مصر، أمس الجمعة، بتجنب التواجد في التجمعات والأماكن العامة، مثل قاعات الحفلات ودور السينما والمتاحف والمولات، غدًا الأحد 9 أكتوبر، محذرة من “مخاوف أمنية محتملة”.
وأضافت في رسالتها بضرورة اتخاذ المواطنين الأميركيين الاحتياطات الأمنية اللازمة، ووضعت أرقام ويريد الكتروني للتواصل مع السفارة.
وعلى نهجها اتجهت السفارة الكندية في القاهرة، أمس الجمعة، بتحذير رعاياها من النزول، غدًا الأحد الموافق 9 أكتوبر، وعدم المشاركة في التجمعات الكبيرة والحفلات الموسيقية والسينما.
ونشرت الصفحة الرسمية للسفارة بموقع التواصل الاجتماعي “تويتر” تغريده تناشد فيها رعاياها بالتزام المنازل، يوم الأحد، بسبب مخاوف أمنية محتملة، وأرفقت الصفحة الموقع الرسمي للخارجية الكندية لتقديم نصائح السفر لرعاياها خارج القاهرة في حال رغبوا في ذلك.
كما لحقت بهما السفارة البريطانية، صباح اليوم السبت ،عندما نشرت باللغة الإنجليزية عبر صفحتها الرسمية بموقع “فيس بوك”، تحذيرًا لرعاياها من احتمال “شن هجمات إرهابية مفاجئة دون إنذار مسبق قد تستهدف قوات الأمن والسياح”.
وطالبت السفارة من رعاياها بالمغادرة الفورية لأي مكان يشهد تظاهرات أو احتجاجات قد تستلزم تدخل قوات الأمن.
وشددت في رسالتها، على ضرورة اتخاذ المواطنين البريطانيين الاحتياطات الأمنية اللازمة، ووضعت أرقامًا وبريدًا إلكترونيًا للتواصل مع السفارة.
رد الحكومة المصرية
علقت الخارجية على لسان المستشار أحمد أبو زيد المتحدث الرسمي لها ، على البيان التحذيري الصادر عن السفارة الأمريكية، بأن السفارة الأمريكية لم تنسق مع وزارة الخارجية أو تخطر أية جهة مصرية رسمية أخرى بأسباب إصدار هذا البيان أو طبيعة التهديدات الأمنية المشار إليها، الأمر الذي يثير علامات استفهام حول أسباب إصدار البيان بهذا الأسلوب.
وأوضح أن الخارجية اتصلت بالسفارة الاميركية ونفت وجود أسباب أمنية معينة وراء إصدار البيان، وقالت إنما هو إجراء روتيني احترازي، بحسب قول متحدث الخارجية.
ومن جانبه عززت الأجهزة الأمنية من تواجدها بمحيط السفارات الأجنبية بالقاهرة بشكل كبير، وتم اتخاذ كافة التدابير الأمنية اللازمة.
وصرح مصدر أمني ، بأن قوات الأمن في استنفار كامل على مدار الـ24 ساعة، وهناك خطط أمنية قوية يتم مراجعتها باستمرار للتعامل الفوري مع أية حوادث أو ظروف طارئة، وأن قوات الأمن قادرة على حماية وسلامة الوطن.
ونوه المصدر، إلى أن تأمين الأجانب فى مصر والحفاظ على حياتهم مسؤولية تقع على عاتق الشرطة المصرية، وأن الأجانب طالما تحدثوا عن القدر الكبير من الأمن والطمأنينة التى يشعروا بها فى مصر سواء فى المناطق السياحية أو أثناء زيارتهم المتكررة لعدة مناطق متفرقة على مستوى الجمهورية، وأرسلوا رسائل الأمن والسلام لسياح العالم مؤكدين لهم أن مصر ستظل دوماً قبلة الأمن فى العالم.
السناريوهات المتوقعة
وظهرت عدة تكهنات تتنبأ بما سيحدث غدًا الأحد 9 أكتوبر، عقب تحذيرات السفارات الغربية التي تتولي لرعاياها:
1- أن يكون التحذير تقليدي وروتيني نتيجة لمناسبة ذكرى “مذبحة ماسبيرو” التي نفذها الجيش بحق الأقباط في أعقاب ثورة 25 يناير، وذلك بعد دعوات حركات قبطية لإحياء ذكراها ورفض السلطات.
2- أن تكون أجهزة المخابرات الأميركية رصدت عرضًا اتصالات أو تلقت معلومات عن عمليات إرهابية غير محددة المعالم قد تقع بمصر، لكنها معلومات غير موثوقة، فأطلقت السفارة التحذيرات لتبرأ نفسها.
3- أن يكون لدى أجهزة المخابرات الأميركية معلومات محددة وموثوقة عن وقوع عمليات ارهابية، وفي تلك الحالة يكون غالبًا هناك تنسيق مع أجهزة الأمن المصرية وتبادل معلومات، وهو احتمال قائم في ضوء ما يبدو أنه استنفار أمني في عدد كبير من المناطق تبعه اعتقالات عشوائية ببعض المناطق مثل 6 اكتوبر وغيرها.
4- أن يكون لدى المخابرات الأميركية معلومات عن قرارات اقتصادية هامة ستصدرها الحكومة غدًا، مثل تعويم الجنيه أو رفع الدعم عن المواد البترولية وما قد يتبعها من رد فعل شعبي واحتجاجات واسعة وأعمال شغب ” مثل أحداث 17 و18 يناير 1977م، المعروفة باسم انتفاضة الخبز” وهو احتمال أقرب إلى الدقة، خاصة بعدما تردد عن وقف السعودية مساعداتها النفطية لمصر وبما يعجل بقرار رفع الدعم ولو جزئي عن تلك المشتقات، أو التزامًا بشروط صندوق النقد الدولي لمنح القرض المرتقب.
5- قد يتعلق الأمر بتنفيذ عمليات إعدام بحق بعض المحكوم عليهم في قضايا ارهابية سواء من جماعة الاخوان المسلمين أوغيرهم.
6- قد يتعلق الامر بموت شخصية هامة داخل السجن وسيتم الإعلان غدا وسط مخاوف من ردود فعل شعبية .
7- قد يكون التحذير مجرد ورقة ضغط أميركية على النظام في بعض القضايا “محلية أو إقليمية” وذلك في ضوء ما يبدو أنه عملية حصار منظمة ومتدرجة للنظام.
معلومات مخابراتية
قال العميد محمود قطري الخبير الأمني، إن السفارة الأميركية لا تصدر مثل هذه التحذيرات عبثًا، ومن المؤكد أن لديها معلومات وصلت إليها من جهاز المخابرات الأمريكية السي أي إيه، فيما يتعلق بوجود ما يمكن أن يضر بأمن رعاياها في مصر من توترات أمنية مؤكدة.
وأوضح فى تصريح صحفي، أن بيان السفارة الأميركية، يدل على وجود حدث أمني كبير خاصة فى اليوم الذى حددته، على الرغم من عدم ارتباط اليوم المحدد بأي حدث سياسي أو أمني ، إلا أنه قد يكون متعلقًا بوجود غضب شعبي ومظاهرات قوية تجاه قرار قد تتجه الحكومة لأخذه فيما يتعلق بتعويم الجنيه، خاصة وأنه الحدث المسيطر على الأحداث فى الآونة الأخيرة.
وأضاف، أن “جهاز الاستخبارات الأميركي، لدية علاقة مع التنظيمات الإرهابية وجماعات الإسلام السياسى وقد تكون هناك معلومات لديه تفيد تنفيذ بعض الجماعات الإرهابية تفجيرات أو هجوم مسلح”
ومن جانبه تعجب عبدالله السناوي الكاتب الصحفي والمحلل السياسي، من تحديد غد لاندلاع حدث أمني كبير، معتقدًا أن مثل هذه التحذيرات المحددة تستند إلى قاعدة معلومات لدى السفارة الأميركية ولدى الأجهزة الأمنية الأميركية، ومن ثم فالشعب المصري في حاجة سريعة للاستماع إلى بيان أو تصريح من السلطات المصرية، خاصة في ظل تحديد السفارة الأميركية يوم الأحد، وتحذير رعاياها بأخذ الاحتياطات الأمنية اللازمة.
وأشار في تصريحات صحفية، إلى أن هناك العديد من المخاوف عن حدوث أمور خطيرة بسبب سوء الأوضاع الاقتصادية خلال الفترة الماضية، ومن ثم يجب على الأجهزة الأمنية تقدير الموقف بطريقة صحيحة وأخذ التحذير على محمل الجد، حتى لا تتخذ مثل هذه التحذيرات كذريعة لضرب السياحة والاستثمار فى مصر.