بالتزامن مع احتفاء العالم بأشكال مختلفة باليوم العالمي للابتسامة، وذلك إعلاءً لأهمية السعادة في الحياة وتقديراً لها، يمر هذا اليوم مرور الكرام على المواطن المصري الذي كان مشهور بلقب “إبن النكتة” نظرا لخفة دمه، إذ افتقد لأسس السعادة الحقيقية، بسبب انشغاله برحلة البحث عن قوت يومه.
وخصصت الجمعة الأولى من أول أكتوبر كل عام، لليوم العالمي للابتسامة، وهو العيد الوحيد في العالم الذي يحتفي بتعبير وجه الإنسان، حيث ترجع خلفية الاحتفاء بيوم الابتسامة العالمي إلى سنة 1963 حين خاطب ممثلو شركة التأمين ” State Mutual Life Assurance Company of America ” الفنان هارفي بيلا طالبين منه ابتكار رمز مشرق يسهل تذكره على بطاقة الشركة. وعرض هارفي على العملاء “الابتسامة” – عبارة عن وجه أصفر مبتسم.
وبدأ هذا الوجه لاحقاً بالظهور على القمصان والقبعات والمغلفات والبطاقات البريدية وعلب الكبريت، حتى أن مكتب البريد الأميركي أصدر طابعاً يحمل هذا الرمز، واحتفل العالم بيوم الابتسامة للمرة الأولى عام 1999.
الفقر
ورأى خبراء علم الإجتماع والنفس في تصريحات لـ”رصد” أن المصريون لا علاقة لهم بهذا اليوم، فتقول الدكتورة أماني عبدالرحمن خبيرة علم الاجتماع، أن الإنسان المصري يعيش وفقا لقواعد الروتين التي سلم نفسه مجبرا لها دون محاولة الخروج عنها.
وفي تصريح لـ”رصد ” أكدت أماني، أن المصريون لم يتمكنوا من كسر حاجز الرتامة اليومي لأنه الخروج عن المألوف يحتاج للخروج عن الميزانية الموضوعة لأبد العمر، فالفقر يمنع المرء أن يبتسم لانه ينتج عنه توابع كارثية.
وأشارت إلى ان ارتفاع معدل البطالة والتضخم وتدني مستوى المعيشة، وانخفاض الأجور تسبب في أزمة اقتصادية طاحنة يعاني منها كل منزل في كل شارع في مصر، متسائلة:”ما الذي يدفعهم للابتسامة إذن”.
التكيف مع البؤس
أما الدكتور هبة العيسوي أستاذة الطب النفسى بجامعة عين شمس فرأت أن الشعور السعادة لا يتوقف على الحالة المادية أو ظروف البلد أو ما يعيشه الفرد فقط، ولكن اعتبرت أن السعادة “قرار داخلي”.
وفي تصريح لـ”رصد” قالت “هبة” أن الشعب المصري هو بطبيعه يميل إلى الحزن فهناك علاقة وثيقة بين البؤس والمواطن المصري في أي زمان ومكان، إلا من يرغب في تخطي ذلك، فقد يكون الفرد لديه مسببات عديدة للسعادة إلا أنه يصر على الاستمرار في النكد، وهذا ما يسمى بالحماقة لأننا بذلك نكون أعداء لأنفسنا، على سبيل المثال عندما يضحك الشعب المصري فيقول خير اللهم اجعله خير”.
وتابعت:” كل إنسان بداخله سعادة خلقه الله بها ولكنه هناك مجتمعات ترفضها سواء كانت من طبقة الأغنياء أو الفقراء، فحتى لو عاش في أي دولة ستجده غير ضاحك إلا فب حالة تحرر من ثقافته تماماً ليندمج مع حياة الأوربيين على سبيل المثال”.
المرض
وأشارت إلى أن إنتشار المرض يشكل سبب كبير في تفشي البؤس في مصر، فدولتنا تعاني من فيروسات قاتلة هتكت أجساد 20 مليون مصري وذلك ما يؤثر بالسلب على أسر تلك الأهالي ما يعني أنه يلازمهم 30 مليون أخرين كأقل تقدير وبالتالي فمعدل البؤساء بسبب المرض أو بسبب مرض ذويهم يصلون إلى 50 مليون مواطن.
ووفقًا لآخر إحصائيات وزارة الصحة فإن أمراض “الإنفلونزا والقلب والكبد والدفتاريا والجزام أو شلل الأطفال وحمى الوادى المتصدع” موجودة بعدد من المحافظات، بينما تظهر إنفلونزا الطيور بشكل واضح في محافظات الصعيد والمحافظات الحدودية والريف أكثر من الحضر.
بينما، أكد المسح الصحى الأخير لوزارة الصحة تفاوت نسب انتشار أمراض السرطان والقلب والجهاز التنفسى بكل المحافظات سواء في المحافظات الحدودية أو الحضرية أو الريفية أو الصعيد، فضلا عن إشارته إلى أن أمراض القلب والأوعية الدموية هي الأسباب الرئيسية للوفاة في مصر، كما أن مرض السكر يؤثر في 7% من المصريين وتنتشر أمراض القلب والأوعية الدموية على نطاق واسع.
وعن أمراض ضغط الدم، أثبتت الإحصائيات أن سكان المدن الحضرية أكثر عرضة لارتفاع ضغط الدم من سكان الريف، وأن 17 % من أبناء الصعيد يعانون ارتفاع ضغط الدم، بينما 13% من المواطنين بسكان المحافظات الحدودية يعانون المرض نفسه.
ومن أبرز الأمراض القاتلة “العدوى بفيروس التهاب الكبد الوبائى (سي) وهو مشكلة صحية عامة رئيسية في مصر، وكانت نسب الإصابة به في المناطق الريفية 92% منه في المناطق الحضرية، 81 % وينتشر في محافظات الحدود بنسبة 79%”.
وانتشر مرض الالتهاب الرئوى ومضاعفاته بصورة كبيرة بمحافظتى الدقهلية والقليوبية، في حين بلغ انتشار مرض الإنفلونزا الموسمية المعروف بإنفلونزا الخنازير في محافظات الدلتا 53% من نسبة الإصابات، والقاهرة الكبرى 34%، والصعيد 10% والمدن الحدودية 3%، من نسبة الإصابات به.