شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

وما أدراك ما الستينيات ! – شاهين فوزى

وما أدراك ما الستينيات ! –  شاهين فوزى
جاء الخطاب التاريخى للرئيس محمد مرسى فى جموع المصريين المحتشدين بميدان التحرير رائعاً وثورياً وجامعاً مما...

جاء الخطاب التاريخى للرئيس محمد مرسى فى جموع المصريين المحتشدين بميدان التحرير رائعاً وثورياً وجامعاً مما أثلج  صدور عشرات الملايين من المصريين والعرب الذين تابعوه باهتمام بالغ ، فيما يُعد خطاباً مؤسساً للجمهورية المصريه الثانيه بمرجعية ديمقراطيه و إسلامية ساطعة ، كما كان خطاب الرئيس أمام النخبه المصريه فى جامعة القاهره بعد ساعات من تقلده للرئاسة عميقاً فى مضامينه ومؤكداً على اولويات المرحله الدقيقة التى نمر بها للتحول من الاستبداد للحكم الرشيد.

لكن ما أثار العجب هو الهجوم الشديد الذى شنه المثقفون على الرئيس لتأكيده في خطاب التحرير على تضحيات الشعب المصرى فى سبيل الحرية منذ العشرينيات وتأكيده بعبارة ( الستينيات وما ادراك ما الستينيات) إذ يتشدق هؤلاء بان الستينيات شهدت مشروعا وطنيا له اخطاؤه ولا يجب التعريض به بعد ثورة 25  يناير!

فالساده ما زالوا مصرين على بيع الاوهام للشعب وتمجيد الزعيم ابوخالد الذى أسس للديكتاتوريه المصرية ، صحيح أن الرجل قد أفضى الى ما قدم إلا أن التحذير من مشروع الحكم الفردى الاستبدادى واجب كل وقت وربما أصر الرئيس على التنبيه اليه لأسباب عديده منها :
1-التاكيد على أن استبداد الفرد لا يأتى بخير أبداً مهما لمعته أبواق الاعلام فقد استلم ناصر السلطة و مصر دائنه لبريطانيا وتركها والاقتصاد المصرى ضعيف ومدين ، رفع شعار الحريه والكرامه ثم امتلأت معتقلاته بالاسلاميين والسياسيين المعارضين الذين لاقوا أشد ألوان البطش والتعذيب أى حرية وكرامة تلك؟    رفع شعار الوحده العربية وخاصم معظم الانظمه العربية لأنها ( رجعيه) بل خاض حرباً فى اليمن ( صراع مع السعوديه) كلفت مصر ملايين الجنيهات وآلاف الشهداء، حرر القناه فى 56 وعبأ اعلامه الجماهير العربيه نحو محو اسرائيل من على الخريطه فكانت الهزيمه الساحقه لمصر والعرب و تم احتلال القدس والجولان والضفه الغربيه وغزه بل وترك لنا ثلث مصر (سيناء) تحت الاحتلال الاسرائيلى وأضحت أقصى أمانى العرب هى العوده لحدود 4 يونيو 67.
2-لذكر الستينيات دلاله أكيده على معاداة حكم العسكر وأنه سبب تدهور مصر بين الأمم ، فمن المعروف أن تسييس الجيش والمخابرات واستخدامهما فى ادارة كافة المؤسسات واعتقال المعارضين و تضخم (عبدالحكيم عامر، شمس بدران ، صلاح نصر)  قد أفسد السياسه ودمر العسكريه ما أدى للهزيمه المروعه فالرئيس إذن يؤكد على حتمية عدم تدخل العسكر فى السياسه حاضراً ومستقبلاً.
3-إن الثوره قامت ضد نظام مبارك (وهو إمتداد لمرحلة الستينيات) القائم على الاستبداد والحكم البوليسى و نظام الحزب الواحد الشمولى ( من الاتحاد الاشتراكى إلى الحزب الوطنى) وتقديم أهل الثقه على أهل الكفاءه، والتضييق مادياً والتجاهل اعلامياً للعلماء والمفكرين والدعاه مما دفع كثيرين منهم للهجره ، ومنهجية الفساد المستشرى فى هياكل الدوله نتيجة البيروقراطيه والمركزيه المستمره منذ 50عاماً ، فالرئيس يؤكد على سعيه للتخلص من هذا الفكر العقيم  ولتطهير لدوله من الفساد لتتمكن مصر من السير قُدماً على طريق النهضه.
4- إن من حكموا مصر من رجال مبارك الذين أفسدوا فى البلاد هم أبناء تنظيمات الستينيات الشموليه ( التنظيم الطليعى ، الاتحاد الاشتراكى) ومن أشهر هؤلاء
(فتحى سرور- مفيد شهاب – كمال الشاذلى – صفوت الشريف – حسين كامل بهاء الدين – مصطفى الفقى – على الدين هلال – أسامه الباز – فاروق حسنى … وغيرهم)  وما زال بعضهم يحتلون مناصب فى الدوله حتى الآن.
5- إن النخبه الناصرية ما زالت تسيطر على مقاليد الصحافه والاعلام فى مصر وهم بطبيعتهم معادين للهويه الاسلاميه و حلفاء للحكم العسكرى الشمولى فوزارة ثقافة (فاروق حسنى) تحت سيطرة هذا الفكر و كذلك معظم الرموز الاعلاميه والثقافيه والسياسيه ومن أشهرهم ( حسنين هيكل – مكرم محمد أحمد – صلاح منتصر – يحيى الجمل – رفعت السعيد – يوسف القعيد – جمال الغيطانى – تهانى الجبالى – عبدالله السناوى .. وغيرهم) ونتذكر كيف أجمع كلُ من( هيكل – الغيطانى – الغزالى حرب) على ضرورة بقاء المجلس العسكرى فى السلطة عدة سنوات خوفاً من الاسلاميين بدعوى المصلحه العامه، لذلك عرٌض بهم الرئيس فى خطابه لأنهم ظهير قوى للعسكر ضده فى صراع النفوذ الجارى بينهما ، وهم يشتركون الآن مع صبيانهم من فلول الإعلاميين فى الدعايه الموجهة ضد الرئيس بطرقهم غير المهنيه ساعين لافشال مشروعه الرئاسى وتشويهه إعلامياً لدى الجماهير.

ختاماً فإن الشعب المصرى الذى قام بثورته الكبرى فى سبيل الحريه والكرامه لن يسمح بعودة الاستبداد، وإن كان حكماً عسكرياً مستتراً خلف مواد دستوريه تُصنع على عين العسكر وتمهد لها أبواق الإعلام ، فالديمقراطيه هى أساس ثورات الربيع العربى الذى تثبت الأحداث يوماً بعد يوم أنه ربيع إسلامى الهوى والهويه.

المصدر: رصد



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023