حذر “إيلان برمان”، نائب مجلس العلاقات الخارجية الأميركية من إنزلاق مصر إلى الفوضى والإطاحة بنظام عبدالفتاح السيسي ، بسبب تدهور الوضع المعيشي ، وبطالة الشباب .
وقال الكتاب في مقاله عبر “ناشونال انترست” : قبل ثلاث أعوام ،نزل المصريون إلى الشوارع للتعبير عن غضبهم تجاه حكومة الرئيس المصري محمد مرسي وقتذاك ،وكان مصدر الإستياء –بحسب الكاتب-هو الركود الإقتصادي على نطاق واسع و السياسات المبنية على أيدلوجية الإخوان المسلمين ، وكان الأمر برمته ثورة مضادة ;إذ إطيح بالحكومة من قبل الجيش القوي ،في أقرب ما يوصف بانقلاب عسكري ،قاده وزير الدفاع وقتذاك ،عبدالفتاح السيسي، لكن الآن ،تواجه الحكومة التي تولت أمور البلاد بعد الإطاحة بالإسلاميين وضعاً مماثلاً من أوضاع إقتصادية متدهورة ، وإرتفاع السخط في أوساط الشباب ، والنظام المصري حالياً في وضع سئ ، مع إحتمال حدوث عواقب وخيمة على البلاد ،والمنطقة كلها .
ويلفت الكاتب إلى تزايد حالة عدم الإستقرار في شبه جزيرة سيناء ، وإسقاط الطائرة الروسية ، وكان الأثر المتراكم لذلك كله هو تدهور السياحة بمعدل 15 بالمائة في 2015،وهو ما يحرم البلاد من مليارات الدولارات ، تحتاج إليها الحكوم بشدة .
ويضيف: في الوقت ذاته تصبح حياة المصريين ،يوماً بعد يوماً أكثر تكلفة ، ،وتضاعف معدل التضخم خلال العام الماضي ليصل إلى ما يقرب من 15.5 بالمائة ،وارتفعت أسعار سلع مثل الأغذية والمشروبات بمعدل الثلث خلال نفس الفترة.. أدت كل هذه الأسباب إلى التسارع في إستنزاف الإحتياطي النقدي المتدهور أصلاً ، ووصل الإحتياطي النقدي الآن -15.6مليار دولار -إلى أقل مما كان عليه في الفترة ما بين منتصف 2007 إلى نهاية 2010 – 33مليار دولار- ، وببساطة ،فإن الحكومة المصرية ستفعل أي شىء لتستمر في أداء مهامها .
ويشير الكاتب إلى تفشي ظاهرة البطالة في مجتمع ، تمثل الفئة العمرية من 10 إلى 20 عام 40 في المائة من تعداده البالغ حوالي 90 مليون نسمة ، وتصل نسبة بطالة الشباب الإجمالية فيه إلى 12.8 بالمائة ، بينما تزداد نسبة بطالة خريجي الجامعة من الشباب إلى 34 بالمائة مقارنة ب 2.4 بالمائة في أوساط الشباب ممن لم يجتازوا التعليم الإبتدائي .
ويتابع: الأكثر خطورة في النظام البيئي هم الشباب العاطلين عن العمل ،يجب أن تبقى هذه الأرقام السلطات المصرية مرتعبة وقلقة ، وهناك سبب أكيد لهذا القلق ،وهو أنه في حال عدم إنشغال الشباب المصري فإنهم سيتحولون إلى قيمة مضاعفة للجماعات الإسلامية التي تواجه الدولة من الإخوان المسلمين في الداخل إلى فروع تنظيم الدولة في سيناء وليبيا ، لكن هذا السيناريو الكابوسي لم يثني الحكومة المصرية على إنتهاج برامج الإصلاح الإقتصادي
ويشير الكاتب إلى ما ذكرته وكالة “بلومبرج” من أن مصر قد تصبح مرة أخرى مكان جاذب للإستثمار ، لكن قبل أن يحدث ذلك لا بد من تغيير الكثير من الأمور .
ويختم الكاتب بالقول ” ومع ذلك، فإن ما لم تذكره “بلومبرج” هو أن هذا التغيير لا بد أن يتم في أقرب ما يمكن ،وإلا حكومة السيسي قد تعاني من نفس مصير سابقتها ،وقد تنزلق البلاد مرة أخرى إلى الفوضى ”