طارق فصيح
شاب مصري في بداية العشرينات من العمر.. ليس لديه هدف سوى كرة القدم ولا شيء غيرها، يفعل أي شيء من أجل إسعاد نفسه وليس له أي انتماء سياسي أو فكري، حتى أنه عند قيام ثورة 25 يناير لم يشارك بها بل قام بالنزول فقط للمشاهدة ومآرب أخرى.

وعندما قامت  تظاهرات ضد الإخوان قام بالنزول أيضًا للمشاهدة فقط، فهو لا يتبع هذا أو ذاك.

وذات مرة بينما كان يتحدث عبر الفيس بوك ويتابع مباريات كرة القدم، رأى رابط فيديو يحكي عن رابعة وصورٍ للمجزرة والقتلى والدماء التي سالت بها، تأثر للحظة وخرج يشارك في تظاهرة كمشاركة لحظية وانتهى بعدها تضامنه وتأثره، لكن كان ينتظره هم وظلم كبير بينما هو لا يدري.

 في تلك الفترة حُرقت كنيسة كفر حكيم والتي لا تعتبر كنيسة، حيث تم عمل قضية لها وضم إسمه إليها وصدر ضده حكم غيابي دون علمه، وتم القبض عليه بعدها وقُدم للمحاكمة، حيث قال له القاضي “عارف انك مظلوم يا طارق بس اعمل إيه واخد المؤبد ومراقبة 5 سنوات”.

بعدها تم ترحيل طارق إلى سجن وادي النطرون لقضاء الحكم الصادر ضده، في انتظار النقض، لكنه ظل كما هو لم يدخل، فهو شاب يريد أن يعيش أيامه ولا يفكر سوى في الخروجات وتسريحة الشعر والملابس فقط.

هناك المئات من طارق موجودين في السجون ظلما وقدموا للمحاكمة ظلما على محضر تحريات للأمن الوطني، أحدهم عائدًا من عمله ولم يصل منزله حتى الآن منذ 3 سنوات بسبب محضر تحريات، وآخر كان يقف في محل كشري أثناء مرور تظاهرة فتم  القبض عليه، وصدر ضده حكمًا بالمؤبد وتم النقض، هناك الكثير من المسجونين ليس لهم أي انتماء لا سياسي ولا فكري ولا حتى ديني. 
الكتير أُغلقت منازله لأجل  تحريات باطلة وقاضي فاسد. 
الكتير أُصيب بأمراض بسبب الصدمة في الدولة والقضاء والنيابة.
متى ينتهي هذا المسلسل من التعذيب وهذا الظلم الجائر في حق طارق وغيره؟
متى ينتهي هذا المسلسل البايخ من دعاة السياسة والإعلام ؟
وأخيرا هل طارق ومن مثله سيرحمون المجتمع الذي قام بالسكوت على ظلمهم بل وشارك فيه؟