اغتيل صباح اليوم الكاتب الأردني ناهض حتر ، بعد أن أطلق مسلحا مجهولا عليه 3 رصاصات أمام قصر العدل بمنطقة العبدلي وسط عمان ، أثناء توجهه لحضور جلسة لدى المحكمة .
و قالت إدارة الإعلام الأمني: إن ” فور إطلاق النار تمكن رجال الأمن العام المتواجدون على مقربة من الحادث من القبض على مطلق النار والسلاح الناري الذي كان بحوزته وبدأت التحقيقات معه للوقوف على ملابسات الحادثة”.
ويأتي الحادث بعد نحو أسبوعين على إطلاق سراحه بكفالة مالية إثر نشره رسما كاريكاتوريا قيل أنه “يمس الذات الإلهية”، وأثار جدلاً كبيرا في المجتمع الأردني.
من هو ناهض حتر؟
– كاتب مسيحي وصحافي يساري أردني ، من مواليد 1960 ، خريج الجامعة الأردنية قسم علم الاجتماع والفلسفة، ماجستير فلسفة في الفكر السلفي المعاصر.
– سجن مرات عديدة أطولها في الأعوام77 و79 و96 تعرض لمحاولة اغتيال سنة 1998 أدت به إلى اجراء سلسلة من العمليات الجراحية، اضطر لمغادرة البلاد لأسباب أمنية إلى لبنان .
– له عدة كتب في نقد الإسلام السياسي، والفكر القومي والتجربة الماركسية العربية ، يكتب حتر في صحيفة الأخبار اللبنانية، و موقوف عن الكتابة في الصحافة الأردنية منذ 2008.
– عرف عن حتّر دفاعه عن النظام السوري ، وترويجه لفكرة “المؤامرة الكونية” على سوريا ، واتّخاذه من ظهور تنظيم الدولة ، وسيلة للهجوم على الدين الإسلامي، والإساءة لرموزه.
وكان نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي دشنوا حملة غضب تنتقد تلكؤ السلطات الرسمية الأردنية تجاه صمتها لانتهاكات الكاتب ناهض حتر المتكررة منذ اندلاع الثورة السورية ، تطاول خلالها على عدد من الدول العربية الرافضة لنظام الاسد وايران وحزب الله، ووصفها بـ” الأنظمة الحاضنة للإرهاب “، الى جانب انتقاده سلسلة قرارات رسمية أردنية حيال الملف السوري التي يرى فيها الكاتب تهدد نظام دمشق.
ونشر حتر يوم 12 أغسطس رسما كاريكاتوريا اتهم من خلاله بالإساءة للذات الإلهية، تحت عنوان ” رب الدواعش ” ، ما أغضب الرأي العام المحلي ، وطلب على إثرها رئيس الوزراء هاني الملقي من وزير الداخلية التحقق منها وإتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة ، وأصدر محافظ العاصمة خالد أبو زيد، قبل أن يسلم حتر نفسه قرارا اعتبر فيه حتّر فارا من وجه العدالة وأمر بإحضاره للمحافظة.
و وجه مدعي عام عمّان إلى الكاتب تهمتي “إثارة النعرات المذهبية” و”إهانة المعتقد الديني”، وأعلن حظر النشر في القضية ، بينما نفى حتر حينها ما اتهم به مؤكدا أنه “غير مذنب” ، وأنه سخر من تفكير ” الارهابيين ” .
وكانت عقوبة أي من التهمتين المسندتين لحتر قد تصل في حال إدانته إلى الحبس ثلاث سنوات ، فقام بحذف ذلك المنشور وخرج حتر يوم 8 سبتمبر بكفالة مالية ، ليلقي اليوم مصيره بالقتل .
و عقب اغتياله صباح اليوم ، ضجت وسائل التواصل الاجتماعي بالحدث ، وتباينت ردود الفعل بين التي تري أن الاغتيال رد فعل لاساءة حتر للاسلام ، والبعض الآخر يندد بتلك الفعلة ، معبرين عن ذلك من خلال التدوين علي وسم ” ناهض حتر ” :